مصطفى بكري اليوم: آخر الأخبار عن تقلب المواقف وحقيقة الخطاب الآن

الإعلامي مصطفى بكري يشكل نموذجًا واضحًا على ازدواجية مواقف الإعلام السياسي المصري، حيث تتغير مواقفه بين التأييد والهجوم بشكل مستمر، مما يبرز التحديات الكبرى التي تواجه مصداقية الإعلام السياسي ودوره في ظل تغيرات السلطة بمصر.

ازدواجية مواقف الإعلام السياسي المصري عبر فترات الحكم المختلفة

في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، برز مصطفى بكري كواحد من أكثر الإعلاميين ولاءً للنظام، حيث كان يعبر عن تمجيد واضح للسلطة القائمة، ولكن سرعان ما تبدلت مواقفه بعد سقوط النظام، متجهًا نحو نقد السلطة السابقة؛ الأمر الذي استعاد نفسه بعد ثورة 25 يناير عندما تبنى دعم السلطة الجديدة، لكنه لم يلبث أن قام بتعديل خطاباته مع تطور الأحداث السياسية؛ أما في الحقبة الراهنة، فمصطفى بكري يقدم تمجيدًا غير محدود يبرر به كل الإجراءات باسم حماية الدولة، مما يوضح تحولًا واضحًا وتناقضًا صريحًا في توجهاته السياسية، وهو ما دفع بعض المراقبين، مثل مبارك الابن، إلى اتهامه بعدم الثبات على موقف والتحرك وفق مصالحه الشخصية.

الأبعاد الشرعية والأخلاقية لظاهرة ازدواجية مواقف الإعلام السياسي المصري

تتعارض ازدواجية مواقف الإعلام السياسي المصري مع القيم الشرعية التي تنص على ضرورة الصدق وعدم الخداع، حيث يقول الله تعالى: ﴿ وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾، وهو ما يسلط الضوء على خطورة تزييف الحقائق وتضليل الرأي العام؛ وكان النبي محمد ﷺ قد صنف الكذب وخيانة الأمانة من علامات النفاق، وهذا ينعكس على السلوك الذي يظهره بعض الإعلاميين الذين يغيرون مواقفهم بالتبدل مع مصالحهم أو ضغوط السلطة؛ وبناءً عليه، اعتبر الفقهاء أن مثل هذه التصرفات من أكبر أشكال الخداع المحرم شرعًا لأنها تساهم في هدم ثقة الجمهور وتزييف وعيه، ما يجعل الإعلام الحقيقي مطالبًا بالثبات على الموقف دون التلاعب.

أهمية الوعي الجماهيري لمواجهة ازدواجية مواقف الإعلام السياسي المصري

تتجاوز مشكلة ازدواجية مواقف الإعلام السياسي المصري شخصية مصطفى بكري، لتصل إلى واقع إعلامي يروّج روايات معدة مسبقًا تتماشى مع متطلبات السلطة؛ وهذا الواقع جعل الجمهور العادي يدرك بوضوح من يستغل كلمته لتحقيق مكاسب شخصية، ومن يغير مواقفه بين معانقة السلطة والانتقاد؛ فعلى سبيل المثال، جاء الهجوم الحاد من علاء مبارك على بكري كدليل على إدراك شعبي متزايد لهذه الازدواجية السياسية؛ يبقى الإعلامي الذي لا يلتزم بموقف ثابت مهما كانت جهته خاسرًا للثقة والمصداقية التي تعتبر حجر الأساس لأي خطاب إعلامي ناجح.

العصر موقف مصطفى بكري تفسير الموقف
عهد مبارك تمجيد النظام تحالف مع السلطة القائمة واستعرض ولاءً مبالغًا فيه
ما بعد الثورة تحالف مع السلطة الجديدة تغيير الخطاب حسب التغير السياسي المتسارع
الحكم الحالي تمجيد غير محدود تبرير كل قرار باسم حماية الدولة

يبقى الإعلام الحقيقي بذلك مرآة تعكس الحقائق بنزاهة وثبات، فهو لا يخضع لتبدلات السلطة، بل يبقى متمسكًا بالعدل والإنصاف في كل موقف، كونه الأساس الذي ينبني عليه أي خطاب إعلامي صادق ومتزن.