دراسة تكشف تأثير استخدام الهواتف الذكية ليلاً على ارتفاع خطر الأفكار الانتحارية

يُظهر استخدام الهواتف الذكية خلال ساعات الليل المتأخرة، لا سيما بين الحادية عشرة مساءً والواحدة فجراً، ارتباطاً واضحاً بزيادة خطر الأفكار الانتحارية في اليوم التالي لدى البالغين المعرضين لمخاطر نفسية. تعكس هذه الظاهرة مدى تأثير نمط استخدام الهواتف على الصحة النفسية، مما يستدعي الانتباه إلى عادات النوم واستهلاك الشاشات في هذه الفترة الحرجة.

تأثير استخدام الهواتف الذكية في ساعات الليل المتأخرة على الأفكار الانتحارية

أبرزت الدراسة الطبية الحديثة أن الاستخدام المكثف للهواتف الذكية بين الساعة 11 مساءً و1 فجراً يترافق مع ارتفاع ملحوظ في التخطيط الانتحاري لدى الأفراد المعرضين لضغوط نفسية، مما يشير إلى أن هذه الفترة الزمنية تُعدّ محفزاً قوياً لمثل هذه الأفكار. يعد هذا الاستخدام الليلي عاملاً يؤثر سلباً في جودة النوم، خاصة عند الاستمرار في استهلاك المحتوى السلبي أو التفاعل السلبي عبر الهواتف الذكية، حيث يعزز الشعور بالعزلة والقلق النفسي.

أهمية النوم المتواصل وفترات التوقف عن استخدام الهاتف في الحد من الأفكار الانتحارية

أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين حافظوا على فترات توقف بين استخدام الهاتف تتراوح بين 7 إلى 9 ساعات، يتمتعون بمستويات أقل من الأفكار الانتحارية، مقارنةً بمن كانت فترة توقّفهم أقل من 4 إلى 7 ساعات. يعزز النوم المتواصل دوران الدماغ في عمليات الراحة والاستشفاء النفسي، مما يقلل من احتمالية تفاقم السلوكيات الانتحارية. لذلك، من الضروري تقليل الوقت المخصص لاستخدام الهواتف خلال الليل للحفاظ على بنية نوم صحية ومتواصلة.

الاستخدام الفعّال للهواتف الذكية بعد منتصف الليل وتأثيره على تقليل المخاطر النفسية

أظهرت الدراسة مفارقة مهمة بأن الاستخدام الفعّال للهاتف، مثل الكتابة على لوحة المفاتيح أو التواصل مع الآخرين بعد منتصف الليل، يرتبط بانخفاض نسبي في خطورة الأفكار الانتحارية. يفسر الباحثون هذا النمط على أنه دليل على تواصل الفرد مع شبكات الدعم الاجتماعي، والذي يعمل كمحفز إيجابي يقلل من الشعور بالوحدة والانعزال النفسي، بالمقابل يرفع الاستخدام السلبي من معدلات القلق والتوتر. ويستند هذا الاستنتاج إلى تحليل بيانات أكثر من 7.5 مليون لقطة شاشة تم جمعها لمدة 28 يوماً من 79 بالغاً مصنفين ضمن فئة عالية الخطورة.

تكشف هذه الدراسة، التي نشرت في “Medicalxpress”، عن العلاقة الوثيقة بين اضطراب النوم والسلوك الرقمي، مما يبرز الحاجة الملحة لوضع آليات صحية في استخدام الهواتف الذكية خلال الليل، خصوصاً للأشخاص الذين يعانون من ضغوط نفسية. رغم أن حجم العينة محدود والإجراء تم في مركز واحد فقط، إلا أن النتائج تعطي مؤشرات مهمة نحو تحجيم التأثيرات السلبية للاستخدام الليلي للهاتف على الصحة الذهنية والنفسية.