السينما الفلسطينية تتألق في القاهرة 2025 و«كان ياما كان في غزة» يحقق 3 جوائز كبرى اليوم

شهد مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ46 حضورًا قويًا للسينما الفلسطينية التي توجت بخمس جوائز مهمة، مما يعكس تميزها على الساحة الفنية الدولية. قدّم الفيلم الفلسطيني «كان ياما كان في غزة» للمخرجَيْن طرزان وعرب ناصر أداءً بارزًا، حيث نال ثلاث جوائز رئيسية، منها جائزة أفضل فيلم عربي طويل وجائزة الهرم الفضي لأفضل مخرج، إضافة إلى جائزة أفضل ممثل التي حصل عليها نجم الفيلم مجد عيد.

أبرز جوائز السينما الفلسطينية في مهرجان القاهرة السينمائي

لم تقتصر الإنجازات على «كان ياما كان في غزة» فقط، بل توّج الفيلم الوثائقي «حبيبي حسين» للمخرج أليكس بكري كأفضل فيلم في مسابقة «أسبوع النقاد»، وقد أهدت منتجته مي عودة هذه الجائزة إلى غزة ومخيمات اللاجئين وكل فلسطيني. إلى جانب ذلك، فاز فيلم «ضايل عنا عرض» بجائزة الجمهور، مما يدل على تفاعل الجمهور مع الأعمال الفلسطينية في المهرجان، وهو ما يبرز قوة السينما الفلسطينية وتنوع إنتاجاتها.

جوائز مميزة لفنانين وأعمال من السعودية وبقية الدول العربية

حاز الفيلم الوثائقي السعودي «ضدّ السينما» جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وهي جائزة تحمل اسم المخرج الكبير صلاح أبو سيف، ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية». وتحدث المخرج علي سعيد بامتنان عن مسيرة إنتاج الفيلم التي استغرقت ست سنوات، مؤكداً أن الفيلم ساهم في تعزيز حب السينما بين الجمهور السعودي، وأهدى جائزته للمخرج عبدالله المحيسن. كما نال الفيلم البريطاني «اليعسوب» للمخرج بول أندرو ويليامز جائزة الهرم الذهبي لأفضل فيلم في المسابقة الدولية، مع توزيع جائزة أفضل ممثلة على بطلتَي الفيلم. ولا ننسى توزيع جوائز أخرى لأفضل سيناريو وفيلم وثائقي وأفضل ممثلة عربية وغيرها من الجوائز التي تبرز تنوع الإنتاجات وأهميتها في المشهد السينمائي الحالي.

فعاليات وأنشطة مكثفة وتعزيز للسينما العربية والعالمية

شهدت الدورة الـ46 نشاطات مكثفة شملت عروض أفلام جاذبة وورش عمل و«ماستر كلاس» قدمتها أسماء بارزة في صناعة السينما، وهو ما أشاد به رئيس المهرجان الفنّي حسين فهمي. عرض المهرجان أكثر من 150 فيلماً من 55 دولة، ما يعكس غنى التنوع السينمائي وتوسّع رقعة الفعاليات السينمائية في المنطقة. وأكد المدير الفني الناقد محمد طارق أن هذه الدورة حققت نجاحًا لافتًا رغم بعض الانتقادات التي يعتبرها جزءًا من اختلاف وجهات النظر حول الأفلام. وحرص المهرجان على تكريم أسماء لامعة مثل المخرج الصيني جوان هو والمخرجة المجرية إلديكو إنيدي ومدير التصوير المصري محمود عبد السميع بمنحهم جائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر، ما يعكس التقدير العالمي للمبدعين في هذا المجال.

جهود تنظيمية متميزة وضعت السينما العربية على خارطة مهرجان القاهرة من خلال برنامج متنوع ومتكامل، حيث شملت الفعاليات عروض أفلام مرممة، وورش عمل غنية، ومبادرات عرض الأفلام العربية في دور السينما خلال الأشهر القادمة، وهو ما يعزز انتشار وتمكين السينما العربية في المنطقة وخارجها. كان فيلم الختام «صوت هند رجب» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية لافتًا، وقدم شهادة إنسانية مؤثرة من غزة، حيث تخلل الحفل مشهد مأساوي حقيقي يعكس واقع الصراع الفلسطيني. تجسد هذه الدورة كيف يمكن للسينما أن تكون صوتًا للمعاناة والأمل معًا، مع الحفاظ على مكانتها كمنصة تجمع بين الثقافات والقصص المتنوعة.