انخفاض جديد في أسعار النفط.. هل يستمر التراجع؟

أسعار النفط تهبط لأدنى مستوى في 3 أسابيع وسط مخاوف اقتصادية وضغوط السوق

تراجعت أسعار النفط اليوم الجمعة إلى أدنى مستوى لها خلال ثلاثة أسابيع، متأثرة بمخاوف واسعة من تباطؤ اقتصادي في الولايات المتحدة والصين، إلى جانب إشارات زيادة المعروض في الأسواق العالمية، رغم بعض التفاؤل حول إمكانية إبرام اتفاقات تجارية جديدة بين واشنطن وشركائها، قد تؤدي إلى تعزيز النمو الاقتصادي وزيادة الطلب على النفط في المستقبل القريب.

أسعار النفط اليوم تهبط وسط تقلبات السوق

انخفضت عقود خام برنت بمقدار 74 سنتًا، أي بنسبة 1.1%، لتغلق عند سعر 68.44 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى سجلته منذ الرابع من يوليو الماضي؛ أما خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي، فشهد تراجعًا قدره 87 سنتًا أو 1.3% ليصل إلى 65.16 دولار للبرميل، وهو الأدنى منذ نهاية يونيو. على مدار الأسبوع، خسر برنت حوالي 1%، فيما انخفض خام غرب تكساس بنسبة 3%، ما يعكس حالة من الضغوط المستمرة التي تعصف بأسواق النفط العالمية.

تأثير الضغوط الاقتصادية على أسعار النفط

جاءت هبوط أسعار النفط مع صدور بيانات أمريكية ضعيفة بخصوص الإنفاق الصناعي، حيث سجلت طلبات شراء المعدات الرأسمالية في يونيو انخفاضًا، مما يشير بوضوح إلى تباطؤ في إنفاق الشركات الصناعية. وفي ضوء ذلك، أشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى اجتماع إيجابي مع رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، مع تلميحات قوية لخفض محتمل في أسعار الفائدة بهدف دعم النشاط الاقتصادي، وهذا قد ينعكس إيجابًا مستقبلاً على الطلب النفطي. أما في الصين، فقد بلغ تراجع الإيرادات المالية 0.3% خلال النصف الأول من هذا العام؛ ما يعكس استمرار الضغوط الاقتصادية على ثاني أكبر اقتصاد عالمي.

زيادة متوقعة في الإمدادات النفطية وتأثيرها على السوق

بالرغم من انخفاض الأسعار، هناك توقعات بزيادة العرض النفطي، حيث تستعد الولايات المتحدة للسماح لشركات مثل “شيفرون” باستئناف أنشطة محدودة في فنزويلا، والتي قد تضيف أكثر من 200 ألف برميل يوميًا إلى الصادرات الفنزويلية وفقًا لمحللي “ING”. إلى جانب ذلك، أشارت مصادر في تحالف “أوبك+” إلى احتمالية رفع الإنتاج خلال الاجتماع المقبل، ضمن خطوات لاستعادة حصص السوق مع مواصلة زيادة الطلب في موسم الصيف. بالمقابل، تظهر بيانات تراجع صادرات النفط الروسية من الموانئ الغربية إلى 1.77 مليون برميل يوميًا في أغسطس مقارنة بـ1.93 مليون برميل في يوليو، كما واصلت شركات الطاقة الأمريكية تخفيض عدد منصات الحفر للأسبوع الثاني عشر ضمن 13 أسبوعًا، حسب تقرير “بيكر هيوز”.

• انخفاض طلبات شراء المعدات الصناعية في الولايات المتحدة
• تراجع الإيرادات المالية في الصين خلال النصف الأول من العام
• استئناف محدود لأنشطة شركات أمريكية في فنزويلا
• احتمال زيادة إنتاج النفط في اجتماع أوبك+
• تراجع صادرات النفط الروسية من الموانئ الغربية
• تخفيض منصات الحفر في أمريكا للأسبوع الـ12

يبقى تأثير عوامل الاقتصاد العالمي والتغيرات في سياسات الإنتاج من أبرز المحددات لمسار أسعار النفط خلال الفترة القادمة، حيث يتواصل التوازن بين المخاوف من تباطؤ الطلب وزيادة المعروض، وسط متابعة دقيقة لاتفاقات التجارة العالمية وتوجهات الاحتياطي الفيدرالي، مما يضع المتابعين بصدد تقلبات متجددة في الأسواق النفطية.