استخدام الهاتف ليلاً يزيد الأفكار السلبية وتأثيره في السعودية

الاستخدام الليلي للهواتف الذكية بين 11 مساءً و1 فجراً يرتبط بزيادة ملحوظة في الأفكار السلبية والتخطيط للانتحار في اليوم التالي، وفق تحليل شامل لبيانات 79 بالغًا ضمن فئة عالية الخطورة، وهذا ما أثبتته دراسة حديثة نشرت في JAMA Network Open.

تأثير الاستخدام الليلي للهواتف الذكية على الأفكار السلبية والسلوكيات الانتحارية

أظهرت الدراسة التي قامت بتحليل 7.5 مليون لقطة شاشة اعتمادًا على نماذج تعلّم عميق، أن طريقة استخدام الهاتف في ساعات الليل المتأخرة تؤثر بشكل واضح على الصحة النفسية؛ حيث تم تصنيف الاستخدام إلى نشط وسلبي، فبينما يرتبط الابتعاد عن الهاتف لمدة تتراوح بين 7 إلى 9 ساعات بانخفاض مخاطر التفكير الانتحاري، فإن الانخراط السلبي مثل التمرير المستمر بين 11 مساءً و1 فجراً يزيد من احتمالية تعرض الشخص لسلوكيات وأفكار سلبية في اليوم التالي، مما يضع علامة واضحة على خطورة الاستخدام الليلي للهواتف الذكية وتأثيره على الحالة النفسية.

الضوء الأزرق والتنبيه الذهني وجهان يؤثران في الأرق والتفكير السلبي

يرجع الخبراء العلاقة بين استخدام الهاتف في الليل وازدياد الأفكار المؤذية إلى عنصرين أساسيين، الأول هو الضوء الأزرق المنبعث من شاشات الهواتف والذي يعيق إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم، والثاني هو التنبيه الذهني الذي يزداد مع التفاعل المستمر على الهاتف، ويؤدي ذلك إلى اضطرابات في النوم تجعل العقل أكثر عرضة لاستدعاء تلك الأفكار السلبية، خاصة في ظل زيادة العزلة خلال ساعات متأخرة من الليل، وهذا التداخل يفسر ارتباط الاستخدام الليلي للهواتف الذكية بزيادة خطر التدهور النفسي.

كيفية حماية النفس من تداعيات استخدام الهاتف في الليل وتقليل المخاطر النفسية

لتقليل الأثر السلبي للاستخدام الليلي للهواتف الذكية على الصحة النفسية، يمكن اتباع بعض الإجراءات البسيطة التي تساعد على تحسين جودة النوم وصحة العقل، ومنها:

• تقليل مدة استخدام الهاتف خلال الفترة بين 11 مساءً و1 فجراً للحد من التمرير المستمر.
• تفعيل وضع الإضاءة المنخفضة أو وضع الليل لتقليل التعرض إلى الضوء الأزرق.
• تخصيص فترات خالية من الهاتف قبل النوم بمدة 7 إلى 9 ساعات على الأقل.
• ممارسة تمارين الاسترخاء أو التأمل قبل النوم للتقليل من التوتر الذهني والعزلة.
• البحث عن دعم نفسي أو تواصل اجتماعي لتفادي الشعور بالعزلة التي تزيد من الأفكار السلبية.

يُظهر التحليل أن الاستخدام الليلي للهواتف الذكية في توقيت محدد يؤثر بشكل مباشر على الحالة النفسية بفعل التداخل بين اضطرابات النوم والتنبيه الذهني والعزلة الاجتماعية، مما يرفع من احتمالية الأفكار السلبية والتخطيط السلوكي؛ لذا يجب أخذ الحيطة أثناء استخدام الهاتف ليلاً لضمان صحة نفسية أكثر استقرارًا.