ترامب يهدد بزيادة الرسوم الجمركية بعد رفض كندا الضغوط.. ما تداعيات الأزمة؟

كندا ترفض ضغوط أمريكا وترفض رفع الرسوم الجمركية رغم تهديدات ترامب بزيادة التعريفات؛ مع اقتراب الموعد النهائي في الأول من أغسطس، تبرز مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة وكندا كبؤرة توتر وسط تأزم واضح واجتماعات متكررة دون إحراز تقدم ملموس، ما يعكس تعقيد المواقف بين الطرفين في هذه المرحلة الحساسة.

تعقيدات مفاوضات التجارة بين أمريكا وكندا وأثر التهديدات الجمركية

تُظهر مفاوضات التجارة الأمريكية – الكندية جمودًا ملحوظًا قبل الموعد الحاسم الأول من أغسطس، حيث اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المباحثات مع كندا “غير ناجحة إلى حد كبير” وسط تصريحات تلمح إلى احتمال زيادة الرسوم الجمركية كأداة ضغط. أشار ترامب إلى أن العلاقة التجارية مع كندا ليست محل تركيز الإدارة كما هو الحال مع أوروبا، مما يعزز انطباع بأن كندا قد تكون البلد الوحيد الذي سيشهد فرض رسوم جمركية مشددة على وارداته في الفترة المقبلة، ومع ذلك، يؤكد الجانب الأمريكي أنه لم تكن هناك مفاوضات حقيقية مع كندا حتى الآن. هذه التصريحات تعكس جدية الإدارة في التصعيد التجاري مع أوتاوا إذا لم يحدث اختراق قريب.

كندا ترفض ضغوط أمريكا وتتمسك بالمصلحة الوطنية في ظل خلافات التعريفات الجمركية

ردًا على الضغوط الأمريكية، اختتم وزير الشؤون الحكومية الكندي دومينيك لوبلان المباحثات في واشنطن بموقف يحمل مزيجًا من الإيجابية والحذر، حيث أقر بأن هناك تقدمًا لكنه أكد على وجود المزيد من الأعمال التي يجب إنجازها. وفي الوقت نفسه، خفف رئيس الوزراء الكندي مارك كارني من التفاؤل بشأن تحقيق أي اختراق وشيك، مؤكدًا على التزام الحكومة بحماية المصلحة الوطنية، وعدم القبول بأي صفقة تجارية سيئة قد تؤثر على مصالح كندا، حتى لو تطلب الأمر مزيدًا من الوقت في الاستحقاقات التفاوضية. وفي هذا السياق، تُبرز كندا موقفها الرافض لضغوط أمريكا، مؤكدة على ضرورة توافق أي اتفاق مع الاحتياجات الحقيقية للبلاد.

تأثير اتفاقية CUSMA والإعفاءات الجمركية على تنافسية الصادرات الكندية

في ظل غياب اتفاق تجاري جديد، يبرز القلق من زيادة الرسوم الجمركية إلى 35% على بعض الصادرات الكندية، تحديدًا تلك التي لا تشملها اتفاقية التجارة الأمريكية – الكندية – المكسيك (CUSMA)، والتي تخضع لضريبة حالية تبلغ 25%. وبحسب تحليلات بنك أوف أمريكا سيكيوريتيز، فإن الإعفاءات الخاصة بالسلع المشمولة باتفاقية CUSMA تمنح كندا والمكسيك أفضلية نسبية مقارنة بالدول الأخرى التي تتعرض لتعريفات جمركية أمريكية مشددة، مما يتيح لهما القدرة على المناورة ضمن إطار هذه الاتفاقية. يُشير التقرير إلى أن هذه الميزة قد تجعل كندا تتحمل لبعض الوقت التعريفات كجزء من استراتيجيات التفاوض، حيث يأمل الطرفان في التوصل إلى اتفاق مثمر يخدم مصالحهما.

• تواصل ترامب التهديد بفرض رسوم إضافية على الصادرات الكندية
• تأكيد كندا على عدم قبول صفقات غير ملائمة لمصالحها
• استمرار الاجتماعات برعاية مسؤولي التجارة الأمريكيين والكنديين
• تحديد الأولويات الأمريكية نحو الاتحاد الأوروبي على حساب كندا

تظهر المفاوضات بين أمريكا وكندا حاليًا تعقيدًا واضحًا على صعيد التجارة والرسوم الجمركية، مع استمرار الإدارة الأمريكية في تبني سياسة الضغط عبر التهديد بزيادة التعريفات، بينما تستمر كندا في الدفاع عن مصالحها الوطنية ومواجهة الضغوط دون تنازلات تذكر؛ وهذا يبرز بشكل جلي ضرورة التوصل إلى صيغة تجارية متوازنة تضمن تحقيق مصالح الطرفين على المدى الطويل لتجنب أي تداعيات سلبية على العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.