انخفاض أسعار الإيجارات في 5 بلديات إسبانية خلال 2025

في ظل أزمة الإيجارات المستمرة في إسبانيا، يبرز ملف البلديات التي شهدت أكبر انخفاض في أسعار الإيجارات كجزء هام من واقع السوق العقارية؛ حيث ارتفعت أسعار المساكن المستعملة بنسبة 15.7% خلال العام الماضي، ولكن بعض البلديات استطاعت عكس هذا الاتجاه بانخفاضات ملحوظة تجاوزت 21%.

البلديات التي شهدت أكبر انخفاض في أسعار الإيجارات في إسبانيا

تسجل بعض البلديات الإسبانية انخفاضات حقيقية في أسعار الإيجارات، على عكس الارتفاع المستمر في معظم المدن؛ إذ تتميز خمس بلديات بانخفاضات كبيرة في الأسعار جعلتها محطات جذابة للمستأجرين الباحثين عن خيارات اقتصادية ضمن سوق ترتفع فيه التكاليف بشكل مستمر، وكانت النسب كما يلي:

• توريبيروجيل (خاين) – انخفاض 21%
• أرويو دي لا لوز (كاسيريس) – انخفاض 21%
• ألاريز (أورينسي) – انخفاض 16%
• أ إسترادا (بونتيفيدرا) – انخفاض 15%
• كامبو دي إنميديو (كانتابريا) – انخفاض 14%

تنبع أسباب هذا الانخفاض في الإيجارات في هذه البلديات من عدة عوامل رئيسية، منها انخفاض الطلب المحلي حيث تميل البلديات الأصغر والبعيدة عن المراكز الحضرية الكبرى إلى خفض الطلب على الإيجارات؛ كما يزيد المعروض من المساكن في بعض المناطق، مما يضغط على الأسعار إلى الانخفاض؛ إلى جانب التأثيرات الاقتصادية المحلية التي تساهم في تباطؤ النشاط العقاري وتقلل الطلب.

تفصيل انخفاض أسعار الإيجارات حسب الأقاليم الإسبانية

لا تقتصر ظاهرة انخفاض أسعار الإيجارات على البلديات الخمس فقط، بل يبرز التقرير البلديات التي سجلت أدنى الأسعار في مختلف الأقاليم، مما يوفر فرصاً للسكن بأسعار مقبولة في مناطق متفرقة، وهذه أهم البلديات:

• جزر البليار: يوسيتا (-12%)
• كاستيا لا مانشا: أركاس ديل فيلار (-12%)
• كاتالونيا: كابريرا دي مار (-12%)
• فالنسيا: رافول دي ألمونيا (-11%)
• أستورياس: تينيو (-9%)
• فيزكايا: مونجيا (-8%)
• تينيريفي: سانتا أورسولا (-7%)
• نافارا: كوريلا (-6%)
• لا ريوخا: كاستاناريس دي ريوخا (-2%)

تدل هذه المعدلات على تباين واضح في سوق الإيجارات عبر الأقاليم الإسبانية؛ حيث يستمر الطلب والضغط على أسعار المساكن في بعض المناطق، بينما تستمر أسعار الإيجارات في الانخفاض في أخرى نتيجة عوامل محلية مختلفة.

أعلى البلديات ارتفاعًا في أسعار الإيجارات وتأثير الضواحي على السوق العقاري في إسبانيا

على الجانب الآخر من السوق، تبرز بلديات مثل مالبيكا دي بيرغانتينوس في لا كورونيا التي سجلت أعلى ارتفاع في أسعار الإيجارات، والتي لا تشمل أي عواصم إقليمية؛ مما يعكس تحولا واضحا في الطلب باتجاه ضواحي المدن الكبرى نتيجة تقلص المعروض من المساكن، وهذا التحول يتجلى في ارتفاع الأسعار حتى في الأحياء الأكثر بعدًا عن مراكز المدن.

تشير بيانات بوابة العقارات Idealista إلى أن الضغط المستمر على سوق الإسكان في المدن الكبرى أدى إلى زيادة كبيرة في أسعار المساكن المعروضة للبيع في الضواحي؛ حيث ارتفعت الأسعار بشكل خاص في البلديات غير العواصم الإقليمية خلال العام الماضي، مع استثناء إحدى الحالات في لوغرونيو حيث شهدت زيادة أقل.

ويبرز التقرير أن من بين البلديات ذات أعلى ارتفاع في أسعار المساكن على أساس سنوي تقع سبع منها في منطقتي فالنسيا ومورسيا، مع زيادات تراوحت بين 57% و44%، متجاوزة المتوسط الوطني البالغ 15.7%، وكذلك تفوقها على معدلات الزيادة في العواصم الإقليمية نفسها.

يتركز هذا الارتفاع في بلديات تبعد حوالي 40 كيلومتراً عن العواصم، أي أقل من ساعة بالسيارة، مما يدل على عدة عوامل من بينها الفارق الكبير في الأسعار مقارنة بالعواصم، والتقارب المكاني مع المدن الكبرى التي توفر فرص العمل؛ إضافة إلى تفضيل الحياة في بلدات أصغر توفر جودة حياة أفضل.

تعكس هذه الاتجاهات تغيرًا واضحًا في ديناميكيات سوق الإيجارات في إسبانيا، حيث يظهر تجاهل مراكز المدن الكبرى لصالح الضواحي والبلدات الأصغر، مما يعيد تشكيل خارطة أسعار الإيجارات والمنازل خلال الفترة الراهنة.