وزيرة البيئة وسفير بريطانيا يفتتحان درب الملك تشارلز الثالث في محمية الشوف

تُعد مبادرة “درب أرز الملك تشارلز الثالث” أحدث جهود إعادة التشجير والسياحة البيئية في محمية الشوف للمحيط الحيوي، حيث انطلق هذا المشروع تكريمًا لتتويج الملك تشارلز الثالث وإحياءً للصداقة بين المملكة المتحدة ولبنان. يمتد الدرب وسط غابات الأرز الشاهقة التي تمثل رمزًا قويًا للصمود والثبات في الطبيعة اللبنانية.

درب أرز الملك تشارلز الثالث: تعزيز الصمود البيئي والسياحة المستدامة في لبنان

افتُتح “درب أرز الملك تشارلز الثالث” بحضور السفير البريطاني في لبنان هايمش كاول ووزيرة البيئة تمارا الزين، إلى جانب شخصيات محلية بارزة من المناطق المحيطة بمحميّة الشوف. جاءت هذه المبادرة لتسليط الضوء على التزام المملكة المتحدة بدعم لبنان في مواجهة التحديات البيئية وتعزيز السياحة البيئية من خلال إعادة التشجير في موقع يتراوح ارتفاعه بين 1300 و1800 متر فوق سطح البحر. يحتوي الدرب على 96 شجرة أرز مزروعة، ما يعكس الصداقة الوثيقة بين الدولتين ويربط زوار الدرب بجمال الطبيعي الغني والتنوع البيولوجي الفريد اللبناني.

الدعم البريطاني للطاقة المستدامة ومبادرات التشجير في لبنان

يمثّل تمويل “درب أرز الملك تشارلز الثالث” جزءًا من جهود صندوق الدبلوماسية المناخية البريطاني، الذي يهدف إلى تعزيز القيادة العالمية في العمل المناخي وتقديم حلول مستدامة للطاقة للدول الشريكة. يأتي المشروع ضمن سلسلة خطوات سبق وأن دعمتها المملكة المتحدة، منها إطلاق خطة العمل الوطنية للطاقة المتجددة في لبنان خلال سبتمبر الماضي، التي تقدم خارطة طريق واضحة للأعوام 2025 حتى 2030. بالإضافة إلى ذلك، يستند الدرب الجديد إلى إرث “درب أرز الملكة إليزابيث الثانية”، الذي أُنشئ عام 2016 ويتضمن 90 شجرة أرز، وتمّ إحياء الذاكرة من خلال زراعة شجرة أرز ضمن “مظلة الملكة الخضراء” عام 2022.

المحافظة على التراث الطبيعي وتعزيز التعاون البيئي بين لبنان والمملكة المتحدة

أكد السفير البريطاني أن الدرب يمثل رمزًا للصداقة والتعاون المستمر في مجالات التنوع البيولوجي والحفاظ على البيئة، وهو دليل حي على الشراكة المتينة التي تربط البلدين. من جانبها، أشادت وزيرة البيئة بعمق هذه الشراكة، معتبرة أن شجرة الأرز ليست مجرد شعار وطني بل رمز للأمل والمرونة المناخية. وأوضح رئيس لجنة محمية الشوف فيصل أبو عز الدين أن المسار الجديد يعد إضافة متميزة لمسارات المحمية الأخرى، حيث يجمع بين الجغرافيا والتراث والتنوع البيولوجي ضمن تعاون محكم مع المجتمعات المحلية لتعزيز هوية المحمية كملاذٍ للسلام والجمال.