عمرو عابد يحكي أسرار انتقاله من الشارع إلى نجومية السينما في «صف تاني»

عشر دقائق فقط تكفي لتجسيد مشاعر التعلق والصراع الداخلي بين قرارين، وهذا ما يعبر عنه فيلم “صف تاني” الذي أخرجه عمرو عابد وشارك به في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حيث تركز أحداثه على قصة زوجين يحاولان بيع سيارتهما في ظل ظروف صعبة تجعلهما في حالة ترقّب وانتظار. فيما يلي نستعرض تفاصيل فيلم “صف تاني” والحديث مع المخرج عمرو عابد الذي يروي كيف بدأت الفكرة والتحديات التي واجهتها خلال التنفيذ.

فيلم “صف تاني” وأصل فكرة الصراع الدرامي بين اتخاذ القرارات

بدأت فكرة فيلم “صف تاني” لدى عمرو عابد حين شعر بموقف التردد الذهني الذي يُعرف بـ”الزَنقة”، وهو الإحساس بالعجز عن اختيار المسار الصحيح بين خيارين مختلفين، وذلك شعور شائع يواجهه الجميع في حياتهم. استلهم المخرج مشهداً تصويرياً يعبر عن هذا الصراع، حيث تظهر سيارتان مصطفّتان جنبًا إلى جنب تمنع إحداهما الأخرى من الانطلاق بسبب وجود “صف تاني” يشكل عائقًا حقيقيًا. يروي الفيلم قصة زوجين ينتظران مولودهما الأول ويرغبان في بيع سيارة العائلة قبل سفرهما خارج مصر، لكن حالة “صف تاني” المحاطة بالسيارة تمنع تحركهما، ما يعكس حالة التأجيل والازدواجية العاطفية. حرص عمرو عابد على تطوير النص مع الكاتبة يمنى خطاب أثناء دراسته في إسبانيا، حيث شكّل مشروع تخرجه، ليجسد من خلاله هذه التجربة اليومية التي تبدو بسيطة لكنها تحمل بعدًا نفسيًا عميقًا.

كيف يؤثر صراع التوازن بين التمثيل والإخراج على توجهات عمرو عابد الفنية؟

يروي عمرو عابد عن تجربته الشخصية بين مسارات التمثيل والإخراج وكيف يظل هذا الصراع مصاحبًا له رغم تعدد توجهاته الفنية؛ فقد تجاوز فكرة الاختيار الحتمي بين اتجاهين محددين ليصبح اختياره يعتمد على طبيعة كل مشروع يشارك فيه. ففي بعض المشاريع يركز على التمثيل فقط، مثل مشاركته في مسلسل “موعد مع الماضي”، وفي أخرى يشارك في الكتابة والإخراج، كما هو الحال في “صف تاني” الذي أخرجه وأنتجه ضمن مشروع تخرجه. يضيف أن اهتمامه يشمل التدريب والتدريس كمجالات تكمل تجربته، مع تجنب الإنتاج الذي يتطلب مجهودًا مكثفًا، باستثناء مشروع “صف تاني” بسبب ارتباطه الأكاديمي.

التحديات الفنية والتنظيمية في إنتاج فيلم قصير “صف تاني” وكيف تم التعامل معها

واجه فيلم “صف تاني” تحديات كبيرة بسبب تصويره في الشوارع، ما استلزم إجراءات تصاريح معقدة لضمان سير المشاهد الخارجية بسلاسة. ساعدت شركة “فلوكة” المنتجة بفريقها والمحترف أيمن الأمير على تسهيل تلك الإجراءات، مما ساهم في تجاوز العقبات الفنية والإدارية. عبر عمرو عن سعادته بعرض الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وهو ثاني فيلم له يُعرض في المهرجان بعد “الحفرة”، ما عزز حماسه للاستمرار في الإنتاج السينمائي. وأشار إلى أن إخراج الفيلم القصير يتطلب تحديًا فنيًا يشبه الفرق بين القصة القصيرة والرواية الأدبية، حيث يجب توصيل رسالة مكثفة ومؤثرة في زمن وجيز، مع الحفاظ على عنصر التشويق والمتعة لدى المشاهدين؛ الأمر الذي يجعل هذا النوع من الأفلام أكثر تعقيدًا مقارنة بالأفلام الطويلة. كما تحدث عن مشروع كان مقرراً مع فريق “أوقات فراغ” لكنه تعطل لأسباب خارجة عن إرادتهم، مشيدًا بتنوع واختيار هذه الدورة من مهرجان القاهرة السينمائي التي تثري المشهد السينمائي العربي.