«أسترازينكا مصر» تستثمر 50 مليون دولار في تطوير مصنع 6 أكتوبر وتعزيز العلاجات المبتكرة

أكدت شركة أسترازينكا مصر خلال جلسة القمة السنوية الثانية للاستثمار في الرعاية الصحية أهمية إعادة ضبط منظومة تسعير الدولار والعملة وتأثيرها على قطاع صناعة الأدوية، حيث أوضح الدكتور أحمد قشطة، رئيس قطاع العلاقات المؤسسية، أن التحولات التي شهدها سوق الصرف خلال السنوات الأخيرة لم تكن مجرد «تعويم» بل هي عملية شاملة وضعت الاقتصاد المصري في مسار واقعي ومستدام، توافقًا مع أنظمة مشابهة في دول كتركيا والبرازيل.

كيف يؤثر إعادة ضبط منظومة تسعير الدولار على صناعة الأدوية في مصر

بيّن الدكتور قشطة أن أنظمة تثبيت سعر الصرف السابقة لم تعد تلائم طبيعة الأسواق العالمية الحالية، خاصة في القطاعات المعتمدة بشكل كبير على الواردات مثل الصناعات الدوائية، مما دفع إلى اعتماد منظومة تسعير أكثر مرونة من قبل هيئة الدواء المصرية، لتتمكن الشركات من التكيف الفوري مع تقلبات الدولار والتضخم، وهو ما أسهم في تسريع المراجعات السعرية الأخيرة. هذه التغيرات لم تكن رد فعل فوري، ولكنها نتاج تعاون مستمر بين القطاعين الحكومي والخاص لضمان قواعد ثابتة للتخطيط طويل الأجل والحفاظ على الاستثمارات.

تحديات وتأثيرات تقلب سعر الصرف على شركات الأدوية والكوادر البشرية

أبرز قشطة أن ارتفاع تكلفة الخامات ليس التحدي الوحيد، بل الخسارة الأكبر تكمن في احتمال فقدان الكوادر البشرية المؤهلة، التي تمثل رأس مال لا غنى عنه للشركات؛ وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية، نجحت أسترازينكا مصر في الحفاظ على معظم موظفيها البالغ عددهم نحو 600، بينما تعرضت شركات أخرى لخسائر كبيرة في الموارد البشرية. وفي ظل السوق المصري الذي ينتج 90% من الدواء محليًا ويعتمد 10% فقط على التكنولوجيا و العلاجات الحديثة المستوردة، تلعب الشركات متعددة الجنسيات دورًا حيويًا في توصيل أحدث العلاجات للمرضى.

دور أسترازينكا مصر في تعزيز صناعة الأدوية والتكنولوجيا الطبية الإقليمية

أشار قشطة إلى أن انخفاض قيمة العملة قد يمثل فرصة للشركات المصدرة، وهو ما يعزز من توسع أسترازينكا في التعاون مع دول إفريقية عدة؛ إذ تنفذ مبادرات مشتركة مع 7 دول لتدريب الكوادر الطبية وتنفيذ مشاريع في أمراض القلب والكلى بالشراكة مع وزارة الصحة المصرية، بهدف تحويل مصر إلى مركز إقليمي للتشخيص والعلاج. تمتد استثمارات الشركة لأكثر من خمسين عامًا، ويعمل مصنعها في 6 أكتوبر لأكثر من عشرين عامًا، مع استثمارات تجاوزت 50 مليون دولار في تطوير خطوط الإنتاج واعتماد التكنولوجيا الدوائية المتقدمة. كما تركز على الأبحاث السريرية بالشراكة مع وزارة الصحة وعدد من المؤسسات الطبية، مما يسهم في إدخال علاجات مبتكرة مبكرًا للسوق المصري، إضافة إلى الاهتمام بتطوير التكنولوجيا التشخيصية لتقليل معاناة المرضى عبر برامج تدريب وشراكات في الابتكار.

تُظهر هذه الاستراتيجية المترابطة بين إعادة ضبط منظومة تسعير الدولار واستخدام التكنولوجيا الحديثة، والبحث العلمي، والتدريب المكثف، كيف تواصل أسترازينكا مصر المحافظة على مكانتها في السوق المحلي والإقليمي، مع الحرص على تلبية احتياجات المرضى وضمان ثبات القطاع الدوائي وسط تحديات الأسواق العالمية والتقلبات الاقتصادية. الحفاظ على الكوادر وتطوير الأدوية والتشخيص الدقيق يمثلان محاور رئيسية نحو مستقبل صحي متقدم في مصر والمنطقة.