محمد عبد اللطيف: كيف أصبحت البرمجة بوابة التعليم الجامعي الحديثة؟

بدأت منظومة التعليم في مصر تعتمد إتقان البرمجة شرطًا أساسيًا للتخرج، وسط اهتمام متزايد بتطوير المهارات التقنية للطلاب؛ وذلك يعكس توجه البلاد نحو إعداد أجيال تنافس في سوق عمل رقمي سريع التطور ومتجدد باستمرار.

دور منظومة التعليم قبل الجامعي في تعزيز مهارات البرمجة الرقمية في مصر

يركز المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي على دمج مهارات البرمجة والقدرات الرقمية ضمن النماذج التعليمية المعتمدة، حيث يقدم الدكتور محمد عبد اللطيف رؤية شاملة لإعداد بيئة تعليمية تحفز الطلاب على تطوير مهاراتهم التقنية عبر جميع مراحل الدراسة؛ وقد تَم تعديل المناهج الأكاديمية لتتلاءم مع تطورات سوق العمل الحديثة، وهذا يجعل الطلاب مجهزين إذ يتطلعون إلى مهن ترتكز على التكنولوجيا والابتكار المتقدم.

تزايد إقبال طلاب مصر على منصات تعلم البرمجة والذكاء الاصطناعي كنموذج للتحول الرقمي

شهدت منصة “كيريو” اليابانية المتخصصة في تعليم البرمجة والذكاء الاصطناعي إقبالًا كثيفًا من قبل طلاب الصف الأول الثانوي في مصر؛ إذ تجاوز عدد المسجلين 750 ألف طالب، وأكمل أكثر من 222 ألف منهم الدورات التدريبية بنجاح؛ ما يعكس مدى وعي الشباب بأهمية مهارات العصر الرقمي ورغبتهم في الاستثمار في هذه المجالات الحديثة؛ ويؤكد هذا النجاح أثر المبادرات الحكومية والتعليمية في بناء قاعدة معرفية تقنية متينة تساعد الطلاب على منافسة الأسواق الرقمية.

البرمجة شرط للتخرج وتوسيعها في التعليم الفني المصري ضمن خطط استراتيجية متقدمة

أكدت وزارة التربية والتعليم أن إتقان البرمجة أصبح شرطًا أساسيًا لنيل شهادة إتمام التعليم الثانوي في مصر؛ إضافة إلى إصدار شهادات دولية معتمدة من جامعة هيروشيما اليابانية، مما يزيد من فرص خريجي المدارس في الدخول إلى سوق العمل محليًا وعالميًا؛ كما تم الإعلان عن دمج البرمجة والذكاء الاصطناعي ضمن مقررات التعليم الفني بدءًا من العام الدراسي القادم؛ وتأتي هذه الخطوة لتزويد الطلاب بمجموعة متكاملة من المهارات التقنية والمهنية، الأمر الذي سيجعلهم أكثر منافسة وتلاؤمًا مع متطلبات الثورة الرقمية المتسارعة.

تشمل مبادرات دعم منظومة التعليم في مصر إطلاق أول قاعدة بيانات وطنية متكاملة للعامين 2024 و2025، تهدف لتوفير معلومات دقيقة عن الطلاب والمعلمين؛ وتستهدف هذه المنصة تحقيق عدة أهداف مهمة:

• خفض عدد الطلاب في الفصول الدراسية
• معالجة نقص المعلمين بسرعة وكفاءة
• تحسين التوزيع المتوازن للموارد التعليمية
• زيادة الوقت الفعلي المخصص لتعليم الطلاب
• رفع معدلات الحضور بشكل ملحوظ

ترسيخ البرمجة كمتطلب أساسي في منظومة التعليم، إلى جانب دمج الذكاء الاصطناعي، ينم عن توجه مصر الواضح نحو تعزيز التحول الرقمي؛ فالتدريب المستمر للمعلمين وتجهيز الطلاب بالمهارات التقنية الحديثة، يُمكّن الأجيال القادمة من مواكبة التطورات السريعة، والاندماج بسلاسة في سوق عمل يتطلب كفاءات تكنولوجية متقدمة ومتابعة مستمرة لأحدث الابتكارات.