جلسة هادئة.. وول ستريت تكسب بينما يتعافى الدولار ويهبط الذهب والنفط

أسواق وول ستريت أغلقت جلسة الثلاثاء على ارتفاع ملحوظ، حيث سجلت المؤشرات الرئيسية مكاسب للسادسة من بين سبع جلسات متتالية، وسط تبادلات هادئة نسبيًا، مدعومة بتفاؤل حول سياسات الاحتياطي الفيدرالي؛ فقد برزت أسهم التكنولوجيا كمحرك رئيسي لهذا الارتفاع، مع ترقب خفض متوقع لأسعار الفائدة الأسبوع المقبل، بينما تعافت الأسواق جزئيًا من تراجع سابق ناجم عن بيانات صناعية ضعيفة وعوائد سندات خزانة مرتفعة.

كيف ساهمت أسهم التكنولوجيا في تعزيز أسواق وول ستريت؟

شهدت أسواق وول ستريت انتعاشًا ملموسًا بعد انخفاض في الجلسة السابقة، حيث أثرت بيانات ضعيفة في قطاع التصنيع على المزاج العام، إلى جانب ارتفاع عوائد السندات اليابانية التي أدت إلى تراجع في الأصول المرتبطة بالعملات المشفرة مثل بتكوين؛ ومع ذلك، قلة البيانات الاقتصادية اليومية ساعدت في تقليص تأثير هذه العوائد، مما مكّن الأسهم من الارتفاع تدريجيًا مع تحول الاهتمام نحو اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، حيث يتوقع السوق خفضًا للفائدة يعزز السيولة؛ وفي التفاصيل، صعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.25% إلى 6828.68 نقطة، بينما زاد ناسداك بنسبة 0.59% إلى 23412.28 نقطة، وارتفع داو جونز بنسبة 0.40% إلى 47477.51 نقطة؛ برز سهم بوينج كقائد للمكاسب في داو، بعد توقعات الشركة بتسريع تسليم طائرات 737 و787 العام المقبل، مما يعكس تفاؤلًا في قطاع الطيران رغم التحديات العالمية.

لماذا انخفضت أسعار النفط رغم التوترات في أوكرانيا؟

تراجعت أسعار النفط بنسبة 1% تقريبًا الثلاثاء، وسط غموض يحيط بخطط السلام بين روسيا وأوكرانيا، مع مخاوف من زيادة العرض الروسي إذا نجحت المفاوضات؛ انخفض خام برنت إلى 62.45 دولار للبرميل، بينما هبط غرب تكساس إلى 58.64 دولار، بعد ارتفاع في الجلسة السابقة؛ تحول التركيز إلى لقاء بوتين مع مبعوثي ترامب في الكرملين، حيث أعرب الرئيس الروسي عن استعداد للتصعيد إذا اندلعت مواجهة أوروبية، وهدد بقطع وصول أوكرانيا إلى البحر ردًا على هجمات مسيرات؛ ومع ذلك، حذر محللون مثل كلايتون سيجل من أن آمال السلام قد تتلاشى، مما يعرض قطاع الطاقة لمزيد من المخاطر، خاصة مع هجمات على بنى تحتية روسية وتوترات أمريكية-فنزويلية؛ أعاد اتحاد خطوط أنابيب بحر قزوين تشغيل شحنات بعد هجوم أوكراني، وتعرضت ناقلة روسية لهجوم قبالة تركيا؛ في الوقت نفسه، أعلن تحالف أوبك+ الحفاظ على إنتاج ثابت في الربع الأول من 2026، وسط بطء في استعادة الحصص السوقية بسبب مخاوف التخمة.
لتوضيح حركة الأسعار الأخيرة، إليك جدول يلخص التغييرات اليومية:

السلعة التغيير النسبي
خام برنت انخفاض 1.14%
غرب تكساس انخفاض 1.15%
الذهب الفوري انخفاض 0.3%

ما الذي يؤثر على اتجاه الذهب في أسواق وول ستريت؟

انخفض الذهب 0.3% إلى 4219.96 دولار للأوقية، بعد لمس أعلى مستوى في ستة أسابيع سابقًا، مع جني أرباح من قبل المستثمرين رغم الدعم من توقعات خفض الفائدة؛ هبطت العقود الآجلة إلى 4253.10 دولار، بينما تراجعت الفضة 0.4% إلى 57.42 دولار بعد قياسي عند 58.83 دولار، محققة مكاسب سنوية تزيد عن 100%؛ يرى محللون مثل بيتر جرانت أن هذا تصحيح طفيف، مع استمرار التركيز على سياسات الاحتياطي الفيدرالي، التي تبطئ الاقتصاد وتدعم توقعات خفض 25 نقطة أساس بنسبة 87%؛ أداة فيد ووتش تؤكد ذلك، وسط ترقب لبيانات التوظيف من أدي بي ومؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي يوم الجمعة؛ يفضل الذهب البيئة منخفضة الفائدة، وقد اشترت البنوك المركزية 53 طنًا في أكتوبر، أكبر طلب شهري منذ بداية 2025؛ بالنسبة للمعادن الأخرى، انخفض البلاتين 2% إلى 1624.20 دولار، بينما ارتفع البلاديوم 0.7% إلى 1434.29 دولار.
من العوامل الرئيسية التي تشكل اتجاه الذهب والأسواق المرتبطة:

  • توقعات خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي، التي تعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن.
  • بيانات الاقتصاد الأمريكي الضعيفة، مثل تباطؤ التوظيف والتضخم المعتدل.
  • جني الأرباح بعد ارتفاعات حديثة، مما يسبب تصحيحات قصيرة الأجل.
  • شراء البنوك المركزية المكثف، الذي يدعم الطلب العالمي على مدار الأشهر القادمة.
  • التوترات الجيوسياسية، مثل النزاع في أوكرانيا، التي تزيد من تقلبات السوق.
  • أداء العملات المشفرة والسندات، الذي يؤثر بشكل غير مباشر على تفضيلات المستثمرين.

في أسواق وول ستريت، يظل التوازن بين الفرص والمخاطر دقيقًا، مع ترقب التطورات الأسبوعية التي قد تشكل مسار الأشهر المقبلة.