غموض فلكي.. نبضات ضوئية غريبة لمذنب 3I/ATLAS تربك العلماء

المذنب 3I/ATLAS يثير إعجاب متخصصي الفلك حول العالم، خاصة بعد إعلان باحثين في جامعة هارفارد عن نمط إيقاعي في سطوعه الضوئي أثناء انتقاله نحو الأرض، إذ ينبعث من منطقة بعيدة خارج النظام الشمسي كليًا؛ هذه الملاحظات الطازجة تكشف عن دورة تتجدد كل بضع ساعات، تعبر عن حركة داخلية تتفاعل مع اقترابه من الشمس، مما يفتح آفاقًا جديدة لاستيعاب هذه الضيوف النادرين في مجرتنا.

تباين سطوع المذنب 3I/ATLAS وملامحه الفريدة

قامت فرق الرصد الفلكي بفحوصات مكثفة للمذنب 3I/ATLAS خلال الأسابيع الأخيرة، مفاجئة بتذبذب منتظم في شدة الإضاءة المنبعثة منه، يعود كل 16.16 ساعة تقريبًا؛ يعود هذا الإيقاع المنضبط إلى تفاعلات سطحية تتأثر بارتفاع الحرارة الناجم عن الاقتراب الشمسي، حيث يتبخر الجليد ببطء ليؤدي إلى تشكيل هالات غازية تحول دون بريق النواة الأساسي. يُلاحظ هذا السلوك لدى بعض المذنبات المتجولة، غير أن المذنب 3I/ATLAS يبرز بسبب أصله الخارجي الذي يجعله أقل تأثرًا بدوامة النظام الشمسي المعتادة؛ ساعدت الأجهزة الدقيقة في هارفارد على توثيق هذه التغييرات بتفاصيل نادرة، مما يدفع نحو تحليل أعمق لتركيب النواة الداخلي.

أسباب النشاط الداخلي في المذنب 3I/ATLAS

يُرجح الخبراء أن التقلبات الدورية في إشراق المذنب 3I/ATLAS تنبع من انبعاث غازات تتسارع مع الاقتراب الشمسي، أو من عمليات تبخر تسبب فقدانًا تدريجيًا للطبقة الخارجية؛ مثلًا، قد تتراكم طبقة غبارية حول النواة، تغطي الضوء جزئيًا في مراحل معينة، مما يرسم هذا النمط الإيقاعي الواضح. تُدرَس هذه الآليات لدى مذنبات أخرى، لكن مسار المذنب 3I/ATLAS السريع والمستثنائي يمنحه تفاعلًا مميزًا مع الإشعاع الشمسي. لتعزيز التحقيق، استخدم العلماء تحاليل طيفية كشفت عن تركيبات كيميائية نادرة تشهد على رحلته الطويلة عبر الفراغ بين النجوم.

موعد اقتراب المذنب 3I/ATLAS وأهميته العلمية

يصل المذنب 3I/ATLAS إلى أقصى قربه من الأرض يوم 19 ديسمبر من هذا العام، مما يشعل حماسًا بين فقهاء الفلك، حيث لا يشكل أي تهديد وفق الحسابات الدقيقة؛ يمنح هذا الاقتراب نافذة استثنائية للدراسة الميدانية، خاصة مع استمرار تغيرات سطوعه التي تسهل تتبع مساره. تم التعرف على المذنب 3I/ATLAS في يوليو 2025، ومنذ ذلك الحين أصبح محور استكشافات مكثفة لتركيبه الكيميائي وتاريخ تكوّنه، بالإضافة إلى رسم سبيله الدقيق الذي يؤكد مصدره الخارجي. لتعزيز الملاحظات، اعتمدت الجماعات على أدوات حديثة، وفيما يلي الخطوات الرئيسية في عملية التحليل:

• التقاط إشارات الضوء عبر التلسكوبات الأرضية والفضائية لقياس الدورات المتكررة.
• دراسة الطيف الضوئي للكشف عن الغازات المنبعثة مثل الماء والأمونيا.
• تشغيل برامج حاسوبية لمحاكاة السرعة والمسافة المتوقعة.
• إجراء تحليلات مقارنة مع مذنبات محلية لتحديد الاختلافات الناتجة عن المنشأ الخارجي.
• نشر النتائج دوليًا لتعزيز التعاون في الرصد المستمر.

مقارنة المذنب 3I/ATLAS بأجرام فلكية أخرى

لتوضيح التميز، يعرض الجدول أدناه خصائص أساسية للمذنب 3I/ATLAS مقابل مذنبات شهيرة:

يساعد المذنب 3I/ATLAS في توسيع معرفتنا بالأجسام الغريبة، مع إمكانيات رصد حية في الأسابيع القادمة.