تراجع مفاجئ للدولار وسط توقعات خفض الفائدة وصعود اليورو لأعلى مستوى في 7 أسابيع

تراجع الدولار في جلسة الخميس، مدعومًا ببيانات اقتصادية أمريكية متواضعة أشارت إلى إمكانية فائدة من الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة خلال الأسبوع القادم؛ هذا التطور أعطى دفعة لليِن الياباني، بينما دفع اليورو نحو قمة لم يصلها منذ سبعة أسابيع تقريبًا، مما يعكس تحولات في أسواق العملات العالمية.

ما الذي دفع تراجع الدولار أمام العملات الرئيسية؟

يتابع المستثمرون الآن جدية تعيين كيفن هاسيت، المستشار الاقتصادي في البيت الأبيض، رئيسًا للاحتياطي الفيدرالي عقب انتهاء ولاية جيروم باول في مايو المقبل؛ هاسيت يُتوقع أن يدفع باتجاه تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة، وهو ما يضع ضغوطًا على الدولار ويُعزز من تراجع الدولار أمام منافسيه. في الوقت نفسه، أعلن الرئيس دونالد ترامب هذا الأسبوع عن خططه للكشف عن خلف باول في بداية العام الجديد، رغم أنه ألمح سابقًا إلى أنه اتخذ قراره بالفعل، مما يطيل من عملية الترشيح التي تمتد لأشهر؛ هذا الغموض يزيد من عدم اليقين في الأسواق، حيث يرى الخبراء أن هاسيت قد يلين السياسة النقدية بشكل كبير ليتوافق مع رغبات ترامب، كما نقلت صحيفة فايننشال تايمز عن مخاوف مستثمري السندات الموجهة إلى وزارة الخزانة.

كيف يؤثر تراجع الدولار على اليورو والين الياباني؟

أظهرت أداة فيكس ووتش التابعة لمجموعة سي إم إي أن المتداولين يراهنون بنسبة 89 في المئة على خفض ربع نقطة مئوية الأسبوع المقبل، مع توقعات بإجمالي 89 نقطة أساس بحلول نهاية 2020؛ ومع ذلك، يحتفظ المحللون بشكوك حول مدى استمرارية هذه الدورة التيسيرية النقدية. أما مؤشر الدولار، الذي يقارن العملة الأمريكية بست عملات رئيسية، فقد هبط إلى 98.919، قريبًا من أدنى مستوياته في خمس أسابيع، مسجلاً انخفاضًا بنحو 9 في المئة على مدار العام. في المقابل، استقر اليورو عند 1.1674 دولارًا خلال التداول الآسيوي، بعد أن لامس قمة لم يُشهدها منذ أكتوبر الماضي، مدعومًا ببيانات اقتصادية أوروبية إيجابية أشارت إلى تسريع نشاط الأعمال في نوفمبر بأعلى وتيرة منذ 30 شهرًا؛ هذا الارتفاع يمثل مكاسب تزيد عن 12 في المئة لهذا العام، أفضل أداء سنوي منذ 2017، مستفيدًا من ضعف الدولار الناجم عن الرسوم الجمركية السابقة وزيادة الرهانات على تخفيضات الفائدة الأمريكية. أما الين الياباني، فعلق عند 155.18 مقابل الدولار دون تغيير ملحوظ، وسط انخفاض محتمل لتدخلات سلطات طوكيو لدعمه، في الوقت الذي تتوقع فيه الأسواق رفع بنك اليابان للفائدة خلال أسبوعين، بعد تلميحات من محافظ البنك كازو أويدا.

تغييرات أسعار العملات الأخرى مع تراجع الدولار

شهد الجنيه الإسترليني ارتفاعًا إلى 1.33425 دولارًا، محومًا حول أعلى مستوياته منذ أواخر أكتوبر، بينما سجل الدولار الأسترالي 0.66075 دولارًا والدولار النيوزيلندي 0.5774 دولارًا، كلاهما قريب من قمم شهرية؛ هذه الحركات تعكس استجابة واسعة لتراجع الدولار. لفهم أعمق لهذه التحولات، إليك جدولًا يلخص الأسعار الرئيسية الحالية:

العملة السعر مقابل الدولار
اليورو 1.1674
الين الياباني 155.18
الجنيه الإسترليني 1.33425
الدولار الأسترالي 0.66075
الدولار النيوزيلندي 0.5774

من بين العوامل الرئيسية التي ساهمت في هذا التراجع، يبرز:

  • البيانات الاقتصادية المتواضعة التي رفعت توقعات خفض الفائدة.
  • الغموض حول تعيين هاسيت كرئيس للفيدرالي.
  • تصريحات ترامب التي أطالت عملية الاختيار.
  • مخاوف مستثمري السندات من تخفيضات قوية.
  • تحسن نشاط الأعمال في أوروبا.
  • تلميحات بنك اليابان حول رفع الفائدة.
  • انخفاض مؤشر الدولار بنسبة 9% سنويًا.

مع استمرار هذه الاتجاهات، يظل الاقتصاديون يراقبون التطورات الأمريكية القادمة، التي قد تشكل مسار العملات لأشهر.