تصريح مثير.. عز الدين عقيل: واشنطن أجبرت السلطات الليبية على نزع صورة البا

نزع صورة البارجة فيلادلفيا يثير جدلاً واسعاً في الأوساط الليبية؛ إذ أعلن عز الدين عقيل، رئيس حزب الائتلاف الجمهوري، أن واشنطن فرضت على السلطات الليبية إزالة هذه الصورة الرمزية للعزة الوطنية، مستبدلة إياها بمشهد مقتل معمر القذافي، الذي يُنظر إليه كعامل مشتعل للانتقامات والتوترات الداخلية، مما يعكس تدخلات خارجية في الذاكرة الجماعية لليبيين.

كيف أثر نزع صورة البارجة فيلادلفيا على الرموز الوطنية؟

في تصريحه الأخير، شدد عز الدين عقيل على أن البارجة فيلادلفيا ليست مجرد سفينة؛ بل هي رمز للبطولة الليبية خلال عملية الاعتقال الجريئة لعناصر مرتبطة بالقاعدة قبل عقدين، حيث نجحت القوات الليبية في منع هجوم محتمل على السفينة الأمريكية في ميناء طرابلس عام 2003، مما أعاد صياغة علاقات ليبيا مع الغرب بشكل إيجابي؛ ومع ذلك، يرى عقيل أن نزع صورة البارجة فيلادلفيا يمس بتلك الإنجازات، إذ يُقدم الاستبدال بصورة مقتل القذافي كمحاولة لإثارة شرخ داخلي، يُغذي رغبات الثأر بين فصائل مختلفة، خاصة في ظل التوترات السياسية المستمرة منذ سقوط النظام السابق، حيث أصبحت مثل هذه الرموز محور نقاشات حول الهوية الوطنية والتدخلات الأجنبية.

دور واشنطن في فرض تغييرات على الذاكرة الليبية

يبدو أن الضغوط الأمريكية ليست جديدة في سياق ليبيا، فقد أكد عقيل أن واشنطن أجبرت السلطات الحالية على تبني هذا التغيير في الرموز العامة، ربما لتعزيز رواية معينة تتعلق بالانتقال الديمقراطي؛ وفي الوقت نفسه، يحذر من أن نزع صورة البارجة فيلادلفيا يُقوض الإرث الإيجابي للتعاون الأمني السابق، الذي ساهم في تحسين صورة ليبيا دولياً، بينما يُبرز مشهد مقتل القذافي جوانب عنيفة قد تُعيد إشعال النزاعات القبلية والإقليمية، مما يجعل الوضع أكثر تعقيداً في ظل غياب استقرار سياسي حقيقي، ويُشير إلى أن مثل هذه الخطوات قد تكون جزءاً من استراتيجية أوسع للسيطرة على السرد التاريخي في المنطقة.

التداعيات السياسية لاستبدال الرموز في ليبيا

من الناحية السياسية، يُعتبر نزع صورة البارجة فيلادلفيا خطوة تُثير تساؤلات حول استقلالية القرارات الليبية؛ فقد أثار تصريح عقيل ردود فعل سريعة في وسائل التواصل، حيث يرى الكثيرون أن التركيز على صورة مقتل القذافي يُشجع على دورة من الانتقامات، خاصة بين أنصار النظام السابق ومعارضيه، مما قد يعيق جهود التوحيد الوطني؛ وفي سياق أوسع، يُشير هذا إلى تأثير القوى الخارجية في تشكيل الوعي الجماعي، حيث كانت البارجة رمزاً للقوة الليبية، بينما يُنظر إلى الاستبدال كدليل على محاولات لإعادة كتابة التاريخ بما يخدم مصالح خارجية، ويُتوقع أن يؤدي ذلك إلى تصعيد النقاشات داخل الأحزاب السياسية الليبية.

لتوضيح التباين بين الرمزين، إليك جدولاً يلخص الاختلافات الرئيسية:

الرمز الدلالة
صورة البارجة فيلادلفيا تمثل بطولة وطنية وتعاوناً أمنياً ناجحاً يعزز العزة الليبية.
صورة مقتل القذافي تُثير مشاعر الانتقام والتوتر، مما قد يُغذي النزاعات الداخلية.

أما بالنسبة للخطوات التي يُقترحها حزب الائتلاف الجمهوري لمواجهة مثل هذه التدخلات، فتشمل:

  • تنظيم حملات توعية عامة لاستعادة الرموز الوطنية مثل نزع صورة البارجة فيلادلفيا.
  • الضغط على السلطات لإعادة النظر في السياسات المتعلقة بالتاريخ الرسمي.
  • تعزيز الدبلوماسية الليبية للحفاظ على استقلالية الذاكرة الجماعية.
  • تشكيل لجان مشتركة بين الأحزاب لمناقشة تأثير الضغوط الخارجية.
  • توثيق الإنجازات التاريخية لتعزيز الهوية الوطنية ضد الروايات المفروضة.

يظل الجدل حول نزع صورة البارجة فيلادلفيا شاهداً على تحديات ليبيا في بناء هويتها بعيداً عن التأثيرات الخارجية، وسط آمال في حوار وطني يعيد التوازن إلى الرموز التي تجمع الليبيين.