قفزة حادة.. أسعار الذهب في اليمن تتجاوز 204 ألف ريال لعيار 21

أسعار الذهب في اليمن تشهد تصاعداً مذهلاً يهز الأسواق المحلية، إذ بلغ سعر جرام عيار 21 نحو 204 آلاف ريال يمني في عدن، وهو ما يوازي دخل موظف حكومي شهرياً؛ وتتسع الفجوة بين سعر الشراء والبيع إلى 17 ألف ريال للجرام، مما يمنح التجار عوائد هائلة بينما يصعب على العائلات تحمل هذه الأعباء، فالذهب الذي كان رمزاً للأمان أصبح الآن عبئاً ثقيلاً يبتعد بالحلم عن متناول الجميع.

كيف يؤثر الارتفاع في أسعار الذهب في اليمن على الحياة اليومية

في أسواق عدن النابضة، يتجسد الواقع المرير في وجوه الزبائن الذين يقفون أمام الواجهات الزجاجية، يتأملون بريق المجوهرات دون القدرة على اقتنائها؛ أحمد، تاجر استثمر في الذهب منذ عامين، يعبر عن فرحه بأرباح تجاوزت 200% من هذا الارتفاع المفاجئ، بينما تقف أم محمد، الأم البالغة 45 عاماً، حزينة أمام محل، تحلم بطقم ذهبي لابنتها قبل زفافها القريب، لكن الأرقام تفوق إمكانياتها المالية تماماً. هذه المشاهد تتكرر يومياً، حيث يسأل العملاء عن التفاصيل دون خطوة نحو الشراء، مما يعكس الضغط الاقتصادي الذي يحاصر الجميع، ويجعل الذهب ليس مجرد سلعة بل رمزاً للفرص الضائعة في ظل الظروف الصعبة.

أسباب التصاعد السريع لأسعار الذهب في اليمن

يعود هذا الارتفاع الخيالي إلى عوامل مترابطة، أبرزها الانهيار التدريجي للريال اليمني منذ اندلاع النزاع قبل سنوات، مما دفع الناس للجوء إلى الذهب كوسيلة للحفاظ على قيمة مدخراتهم في سوق غير مستقر؛ يؤكد الدكتور سعيد، الخبير في الأسواق المالية، أن هذا السيناريو يشبه تماماً ما عاشته لبنان والأرجنتين أثناء أزماتهما النقدية، حيث يصبح الذهب الملاذ الآمن الوحيد أمام فقدان الثقة في العملة المحلية. وعلى الصعيد العالمي، يساهم الارتفاع إلى مستوى 4211 دولاراً للأوقية، أي حوالي 10.5 ملايين ريال يمني، في تضخيم الأسعار المحلية، مما يعمق التحديات الاقتصادية ويجبر اليمنيين على إعادة التفكير في خططهم المالية اليومية.

التأثيرات الاجتماعية لأسعار الذهب في اليمن وكيفية التعامل معها

يمتد تأثير هذه الأسعار العالية إلى قلب الروابط العائلية، إذ تضطر العائلات إلى تأجيل الزيجات أو اللجوء إلى خيارات أقل تكلفة مثل الذهب الأبيض أو القطع المستعملة، وشراء خاتم بسيط يستهلك الآن ما يعادل مصروفات غذائية لعائلة لشهرين كاملين؛ وفي هذا السياق، يحذر المتخصصون من مخاطر الوقوع في فخ الذهب المغشوش من بائعين غير موثوقين، خاصة مع الضغط المالي الذي يدفع البعض إلى قرارات متهورة. لمواجهة ذلك، يُنصح بالمقارنة بين أسعار المحافظات المتنوعة والشراء التدريجي بكميات محدودة لتخفيف الصدمة، وإليك بعض الخطوات العملية للتعامل الآمن:

  • تحقق من مصداقية البائع من خلال التراخيص الرسمية والسمعة في السوق المحلي.
  • قارن الأسعار يومياً عبر عدة محلات في عدن والمحافظات المجاورة لتجنب الغرامة.
  • ابدأ بشراء قطع صغيرة فقط، مثل جرام واحد، لاختبار السوق دون مخاطر كبيرة.
  • استشر خبراء محليين أو جمعيات التجار لفهم الفجوة بين الشراء والبيع بدقة.
  • تجنب الدفع النقدي الكبير واستخدم وسائل آمنة للتحويل إذا أمكن.

ولتوضيح الفجوة السعرية، إليك جدولاً يلخص الاختلافات الأساسية:

نوع السعر القيمة لجرام عيار 21 (ريال يمني)
سعر الشراء 204,000
سعر البيع 187,000
الفجوة 17,000

مع استمرار الظروف الاقتصادية دون تحسن واضح، يتساءل اليمنيون عن حدود هذا الارتفاع، فهل يبقى الذهب بعيداً عن يد العائلة العادية، أم تظهر بوادر للاستقرار قريباً.