استقرار أسعار الذهب يعكس ترقب المستثمرين لمؤشرات التضخم الأمريكية 2025

أسعار الذهب شهدت استقرارًا ملحوظًا اليوم الجمعة، حيث عوض ضعف الدولار جزئيًا عن الضغوط الناتجة عن ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية. يركز المستثمرون الآن على بيانات التضخم الشهرية لفهم اتجاهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي قبل اجتماعه الأسبوع المقبل، مما يجعل هذه الأسعار محور الاهتمام في أسواق السلع العالمية. يعكس هذا التوازن الدقيق بين العوامل الاقتصادية الكبرى.

ديناميكيات أسعار الذهب في التداولات الحالية

في جلسات التداول الفورية، بقيت أسعار الذهب حول مستوى 4208.46 دولارًا للأوقية، بينما سجلت العقود الآجلة الأمريكية لتسليم ديسمبر تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.1% لتصل إلى 4237.70 دولار للأوقية. يشير هذا الأداء إلى اتجاه سلبي أسبوعي يصل إلى 0.5%، رغم التقلبات اليومية؛ فالسوق يتأثر بتفاعل العملات والسندات، حيث يُعتبر الذهب ملاذًا آمنًا في أوقات الشكوك الاقتصادية. يتابع المتداولون هذه التغييرات بدقة، خاصة مع اقتراب إصدارات البيانات الرئيسية التي قد تعيد تشكيل الاتجاهات.

تأثير عوائد السندات على أسعار الذهب

حلّت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات قرب أعلى مستوياتها خلال أكثر من أسبوعين، مما يضغط على أسعار الذهب بسبب جاذبية العوائد الأعلى للمستثمرين. في المقابل، تراجع الدولار ليظل عند أدنى مستوياته في خمسة أسابيع أمام سلة عملات رئيسية، مما يدعم جزئيًا قيمة المعدن الثمين. يرى كونال شاه، رئيس قسم الأبحاث في نيرمال بانغ كوموديتيز، أن أسعار الذهب تنتظر إشارات من الاحتياطي الفيدرالي؛ فالعوائد المرتفعة تحول دون الارتفاعات الكبيرة، لكن الضعف النسبي للدولار يحافظ على التوازن. هذا الصراع يبرز كيف تتشابك العناصر الاقتصادية الكلية مع سلوك المستثمرين الفرديين.

توقعات الاحتياطي الفيدرالي ودعم أسعار الذهب

يُتوقع من معظم الخبراء أن يقرر الاحتياطي الفيدرالي خفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه يومي 9 و10 ديسمبر، وهو ما قد يعزز أسعار الذهب كأصل غير مدر لعائد. يرتبط هذا بالترقب لبيانات نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر سبتمبر، وهو مؤشر التضخم المفضل لدى البنك المركزي الأمريكي، والذي سينشر الساعة 1500 بتوقيت غرينتش. إليكم العوامل الرئيسية التي تؤثر على هذه التوقعات:

• ارتفاع العوائد يقلل من جاذبية الذهب كاستثمار بديل.
• ضعف الدولار يدعم شراء المعادن الثمينة من قبل مستثمرين أجانب.
• بيانات التضخم السلبية قد تسرع خفض الفائدة، مما يرفع أسعار الذهب.
• الاجتماع الفيدرالي القريب يزيد من حساسية السوق تجاه أي إشارات رسمية.
• التقلبات الأسبوعية تشير إلى حاجة لاستراتيجيات طويلة الأمد في التداول.

أداء المعادن الأخرى مرتبط بأسعار الذهب

شهدت الفضة ارتفاعًا بنسبة 0.5% لتصل إلى 57.40 دولار للأوقية، بعد أن لامست مستويات قياسية عند 58.98 دولار، بينما انخفض البلاتين بنسبة 0.4% إلى 1640.25 دولار متجهًا نحو خسارة أسبوعية. في الوقت نفسه، زاد البلاديوم بنسبة 0.9% إلى 1461.67 دولار، مما يمهد لإغلاق أسبوع إيجابي. إليكم مقارنة سريعة بين هذه المعادن:

تتأثر هذه الحركات بأسعار الذهب الرئيسية، حيث تشكل مجموعة مترابطة في أسواق السلع. يبقى التركيز على كيفية تفاعل هذه الأصول مع السياسات النقدية العالمية.