أسعار النفط ترتفع عالميًا.. تعثر المحادثات الأوكرانية يفاقم التوتر الأمريكي الفنزويلي

أسعار النفط شهدت ارتفاعا ملحوظا خلال جلسة الجمعة، مدفوعة بتعثر مفاوضات السلام في أوكرانيا، رغم الضغوط الناتجة عن توقعات بزيادة المعروض العالمي؛ فقد أغلق خام برنت عند 63.75 دولارا للبرميل، بينما سجل الخام الأمريكي مكاسب متواضعة ليصل إلى 60.08 دولارا، مما يعكس توازنا دقيقا بين التوترات الجيوسياسية والديناميكيات التجارية.

كيف ساهمت التوترات الأوكرانية في دعم أسعار النفط

في سياق التطورات الأسبوعية، حقق الخام الأمريكي نموا بنسبة 2.6%، بينما تقدم خام برنت بنسبة 0.8% عند الإغلاق الأسبوعي، وذلك وسط نطاق تداول ضيق يعكس التوازن بين العوامل المتنافسة؛ يرى تاماس فارغاس، محلل في شركة بي ف وإم، أن غياب التقدم في المحادثات الأوكرانية يوفر خلفية إيجابية لأسعار النفط، لكن الإنتاج المرن لمنظمة أوبك يمثل قوة سلبية مضادة، مما يحافظ على هدوء نسبي في السوق رغم التقلبات الجيوسياسية، ويبرز الحاجة إلى مراقبة الخطوات التالية في النزاع.

دور خفض الفائدة والتوترات مع فنزويلا في تشكيل أسعار النفط

يبرز الخفض المتوقع لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي كعامل إيجابي رئيسي لأسعار النفط، إذ يتوقع استطلاع رويترز أن 82% من الاقتصاديين يرون خفضا بـ25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل، وهو ما يدعم النمو الاقتصادي ويزيد الطلب على الطاقة؛ أما التوترات مع فنزويلا، فتضيف طبقة من القلق، حيث يحذر آنه فام، كبير الباحثين في بورصة لندن، من أن اتفاق سلام مع روسيا قد يغرق السوق ببراميل إضافية ويضغط على الأسعار للأسفل، بينما أي تصعيد جيوسياسي يدفعها صعدا، وتدعم قرارات أوبك+ بالحفاظ على الإنتاج ثابتا حتى بداية العام القادم الاستقرار النسبي لأسعار النفط.

ترقب الإجراءات الأمريكية تجاه فنزويلا وتأثيرها على أسعار النفط

مع تصريحات الرئيس دونالد ترمب بشأن بدء إجراءات قريبة لمكافحة تجار المخدرات في فنزويلا، تتجه الأنظار نحو إمكانية توغل عسكري أمريكي يهدد إنتاج النفط الفنزويلي البالغ 1.1 مليون برميل يوميا، والذي يتجه معظمه نحو الصين حسب تقرير شركة ريستاد إنرجي؛ كما ساهم فشل المحادثات الأمريكية في موسكو حول الحرب الأوكرانية في تعزيز الارتفاع الأخير لأسعار النفط، إذ كان يُخشى أن يؤدي أي تقدم إلى إعادة تدفق النفط الروسي إلى السوق، وفي الوقت نفسه، أعلنت السعودية خفضا لأسعار بيع خامها الخفيف إلى آسيا في يناير إلى أدنى مستوياتها منذ خمس سنوات، مما يعكس ضغوط الفائض المعروض.

لتوضيح العوامل الرئيسية التي تشكل الاتجاهات الحالية، إليك قائمة بالعناصر البارزة:

• تعثر المفاوضات الأوكرانية يدعم الارتفاع اليومي لأسعار النفط.
• قرار أوبك+ بالإبقاء على الإنتاج ثابتا يحد من الضغوط السلبية.
• توقعات خفض الفائدة الفيدرالية تحفز الطلب الاقتصادي العالمي.
• التوترات الفنزويلية تهدد بتعطيل 1.1 مليون برميل يوميا.
• خفض سعري السعودية يعكس مخاوف الفائض في آسيا.

وتلخص الجدول التالي التغييرات الأخيرة في الأسعار الرئيسية:

يظل السوق حساسا لأي تطورات جديدة في النزاعات الدولية، مع الحفاظ على ترقب لقرارات الفيدرالي والإجراءات الأمريكية.