صفقة هائلة تهز هوليوود.. نتفليكس تبتلع استوديو وارنر براذرز

استحواذ نتفليكس على وارنر براذرز يمثل خطوة غير متوقعة أحدثت اضطراباً كبيراً في عالم هوليوود؛ إذ أعلنت المنصة الرقمية عن صفقة تبتلع استوديو سينمائي تاريخي يعود تاريخه إلى 102 عام، مما يثير تساؤلات حول تحولات الصناعة في ظل سيطرة المنصات على المحتوى. هذا الاندماج ليس مجرد صفقة تجارية، بل إعادة ترتيب للواقع الإعلامي، حيث يجمع بين تراث أفلام أيقونية وإمكانيات البث الواسعة، مما يهدد التوازن التقليدي في هوليوود.

أسباب الضجة الكبيرة حول استحواذ نتفليكس على وارنر براذرز

يُعد استحواذ نتفليكس على وارنر براذرز حدثاً يهز أركان صناعة السينما لعدة أسباب مترابطة؛ أولها أن الاستوديو جزء من “الخمسة الكبار” الذين شكلوا تاريخ هوليوود، مع أعمال خالدة مثل سلسلة “هاري بوتر” و”باتمان” و”كازابلانكا”، والتي لا تُقارن بأي إنتاج آخر. رغم انتشار المنصات الرقمية، بقيت الاستوديوهات التقليدية محور القرارات؛ لذا، فإن ملكية كاملة لمنصة بث تعني قلباً جذرياً لهرم السلطة في الصناعة. ثانياً، يأتي الاستحواذ في وقت ذروة لوارنر براذرز، إذ يسيطر على شباك التذاكر الأمريكي بأفلام مثل “A Minecraft Movie” و”Superman” و”Sinners”، بالإضافة إلى ترشيحات أوسكار لفيلم “One Battle After Another”؛ هذا يجعل الصفقة ليست إنقاذاً، بل استراتيجية لتعزيز النفوذ. ثالثاً، يفتح الاستحواذ أبواباً لتغييرات في قواعد العرض السينمائي، رغم وعود نتفليكس بالحفاظ على الدورة التقليدية بدءاً من الصالات، مما يثير قلق دور العرض التي ما زالت تتعافى من آثار الجائحة.

تأثير استحواذ نتفليكس على وارنر براذرز على دور العرض التقليدية

أعرب مسؤولو “سينما يونايتد” عن مخاوفهم من أن يُشكل الاستحواذ تهديداً عالمياً لقطاع الترفيه؛ فقد انخفضت إيرادات شباك التذاكر الأمريكي من 11 مليار دولار إلى أقل من 9 مليارات بعد الجائحة، مع استثناء 2023 الذي شهد صعوداً بفضل فيلم “باربي” المنتج بواسطة وارنر براذرز. إذا قررت نتفليكس تقليص فترة العرض في الصالات أو التركيز على البث المنزلي، قد تتفاقم الأزمة لدى هذه الدور التي تعتمد على الإيرادات التقليدية. كما أن الاستوديو معروف بكونه “بيت المخرجين”، حيث يجذب أسماء بارزة مثل دينيس فيلنوف وجيمس غان وبول توماس أندرسون وريان كوغلر، الذين أكدوا تمسكهم بالعروض السينمائية الكاملة؛ ففي 2021، أدى عرض أفلام وارنر بالتزامن مع HBO Max إلى خلاف مع كريستوفر نولان، الذي غادر بعد عقود من التعاون. يعتمد بقاء هؤلاء على التزام نتفليكس بأولوية الصالات قبل الرقمي.

مستقبل HBO Max في ظل استحواذ نتفليكس على وارنر براذرز

تبقى التفاصيل حول دمج HBO Max غامضة بعد الاستحواذ؛ قد تلجأ نتفليكس إلى اندماج كامل، أو تقديم باقات مشتركة كما بين ديزني وهولو، أو الاحتفاظ بخدمتين منفصلتين مع توزيع المحتوى بينهما. في كل سيناريو، ستكسب نتفليكس مكتبة غنية تضم “هاري بوتر” و”ماتريكس” ونسخة “سوبرمان” لكريستوفر ريف، إلى جانب كلاسيكيات مثل “Citizen Kane”. يُتوقع أن يعزز هذا التراث من جاذبية المنصة، لكنه يثير تحديات في إدارة العلامات التجارية المتعددة.

ردود الفعل والتغييرات المتوقعة بين المنافسين

يُحتمل أن يُشعل الاستحواذ سباقاً تنافسياً بين المنصات؛ فالتساؤلات تتزايد حول كيفية رد شركات مثل أمازون وأبل، اللواتي قد يسعين لصفقات مشابهة للحفاظ على توازن القوى. هل سيزيد هذا من اندماجات الاستوديوهات، أم يدفع نحو تنويع الاستراتيجيات؟ في النهاية، يُغير الاستحواذ نتفليكس على وارن براذرز ميزان هوليوود إلى الأبد.

لتوضيح الأسباب الرئيسية للضجة، إليك قائمة بالعناصر البارزة:

  • وارنر براذرز كجزء أساسي من تاريخ هوليوود، مع أفلام أيقونية شكلت الثقافة السينمائية.
  • قوة الاستوديو الحالية، حيث يهيمن على شباك التذاكر بأعمال ناجحة وترشيحات أوسكار.
  • تغيير قواعد العرض، مما يهدد دور العرض التي ما زالت تواجه تحديات ما بعد الجائحة.
  • تأثير على المخرجين البارزين الذين يفضلون الالتزام بالصالات التقليدية.
  • ضخ مكتبة هائلة لنتفليكس، تعزز من مكانتها في سوق البث الرقمي.

لتلخيص التأثيرات الاقتصادية، إليك جدولاً بسيطاً يعكس إيرادات شباك التذاكر قبل وبعد الجائحة:

الفترة الإيرادات (مليار دولار)
قبل الجائحة 11
بعد الجائحة أقل من 9
2023 (بفضل أفلام وارنر) صعود ملحوظ

مع هذه التطورات، يبدو أن هوليوود تدخل مرحلة جديدة تعيد تعريف حدود الصناعة، حيث يلتقي التراث بالتكنولوجيا في مواجهة تحديات مستمرة.