حادث مأساوي.. سباح الزهور يلقى حتفه في بطولة السباحة وأعراض الانهيار القلبي

توقف القلب المفاجيء يثير الرعب بين الرياضيين والممارسين للأنشطة المائية، خاصة بعد الحادث الذي ألقى بظلاله على لاعب من نادي الزهور أثناء غرقه، وهو ما دفع الجميع للتساؤل عن مخاطر الصحة في مثل هذه الظروف؛ ينشأ هذا الاضطراب عندما يتوقف القلب دون إنذار عن ضخ الدم، مما يؤدي إلى فقدان الوعي والتنفس خلال لحظات، وغالبًا ما يرتبط بمشكلات قلبية غير مرئية أو تأثيرات خارجية كالغرق الذي يقطع إمدادات الأكسجين؛ لهذا، يصبح من الضروري التعرف على الإشارات المبكرة والعوامل المساهمة لتجنب المآسي قبل فوات الأوان.

أسباب توقف القلب المفاجيء في الرياضة المائية

غالباً ما يبدأ توقف القلب المفاجيء من تراكم مشاكل داخلية في القلب، مثل تضيق الشرايين التاجية الذي يعيق تدفق الدم إلى العضلة القلبية، أو اضطرابات الإيقاع كالرجفان البطيني الذي يجعل الضربات غير منتظمة وغير قادرة على الدفع الفعال؛ يتفاقم الوضع في حالات الغرق، حيث يؤدي انغلاق الحنجرة إلى حجب التنفس وإحداث نقص أكسجيني حاد يثير الانهيار خلال دقائق معدودة؛ إضافة إلى ذلك، يساهم الجهد البدني المفرط لدى الشباب غير المعدين، أو اختلال مستويات الإلكتروليتات جراء الجفاف، وفي نادر الحالات أورام أو التهابات في عضلة القلب؛ وفي البيئات المائية، ترتفع معدلات الإصابة بنسبة 20% تقريباً بين السباحين الذين يفتقرون إلى التدريب السليم، مما يجعل هذه الأنشطة مصدر خطورة إضافية.

علامات التحذير قبل حدوث توقف القلب المفاجيء

قد لا يأتي توقف القلب المفاجيء فجأة تماماً، إذ يسبقه عادة تلميحات تختلف في حدتها لدى الأشخاص، وتجاهلها يفتح الباب للكوارث؛ منها الدوار الشديد أو الإعياء غير المتوقع أثناء النشاط الجسماني كالسباحة، نتيجة لانخفاض مفاجئ في ضغط الدم؛ كذلك، يبرز ألم في منطقة الصدر أو صعوبة في التنفس لفترة قصيرة، مرفقة بتعرق بارد يشير إلى اضطراب في إيصال الدم؛ أما في سياق الغرق، فيظهر سعال متكرر أو جهد تنفسي سطحي بسبب تسرب الماء إلى الرئتين جزئياً؛ هذه الإشارات تبدأ خفيفة ثم تتصاعد بسرعة، وتشير إحصاءات طبية حديثة إلى أن نصف الناجين لاحظوا مثل هذه العلامات قبل الحادث بساعة على الأقل، مما يؤكد أهمية الاستجابة الفورية لها لتفادي توقف القلب المفاجيء.

كيفية التعامل الطارئ مع توقف القلب المفاجيء

في لحظات توقف القلب المفاجيء، يصبح الرد السريع مفتاح النجاة، إذ يخفض الإنعاش القلبي الرئوي خطر الوفاة بنحو 70% عند البدء في الثواني الأولى؛ يتطلب الأمر اتباع خطوات واضحة لضمان الفعالية، وفي حالات الغرق يجب إخراج الشخص من الماء أولاً بأمان قبل الإجراءات؛ إليك الإرشادات الأساسية لهذه العملية:

• تأكيد عدم الاستجابة بصوت عالٍ أو هز الجسم بلطف للتحقق.
• فحص التنفس من خلال مراقبة حركة الصدر والاستماع للأصوات التنفسية.
• بدء الضغط على الصدر بقوة، بنسبة 100 إلى 120 ضغطة كل دقيقة وعمق يصل إلى 5-6 سم.
• لجوء إلى جهاز الإنعاش الآلي إن كان متوفراً، مع الاتصال السريع بخدمات الإسعاف.
• الإلحاح في الاستمرار بالإنعاش حتى يعود النبض أو تصل الطواقم الطبية.
• تجنب التوقف المبكر، حتى لو استمر الشخص بلا علامات حيوية ظاهرية.

هذه الخطوات تبدو بسيطة، غير أن التدريب عليها مسبقاً يعزز الثقة، خاصة في الأماكن العامة كالشواطئ أو الملاعب الرياضية حيث قد يحدث توقف القلب المفاجيء دون توقع.

الحوادث الرياضية مثل تلك التي أصابت لاعب الزهور تذكرنا بضرورة الفحوصات الدورية والتوعية الصحية بين الشباب، لتقليل مخاطر توقف القلب المفاجيء في الأنشطة اليومية.