مذنب غريب بين النجوم.. حديث واسع يعكس تكهنات فلكية في 2025

3I/ATLAS يثير جدلاً واسعاً بين علماء الفلك وعشاق الغموض الفضائي، حيث يُعتبر هذا المذنب الدخيل السماوي الثالث الذي يجتاز نظامنا الشمسي من خارج الحدود. اكتشف في يوليو الماضي، يظهر بذؤابة خضراء وذيل أيوني أزرق، مما دفع البعض إلى التساؤل عما إذا كان مجرد جرم سماوي عابر أم شيئاً أكثر تعقيداً؛ تحليلات جامعة واشنطن تكشف كيف تحولت ملاحظاته إلى قصص خيالية عبر الإنترنت.

أصول التكهنات حول 3I/ATLAS

يأتي 3I/ATLAS من فجوات الفضاء البينجمي، مساره يشير إلى أصله البعيد عن نظامنا الشمسي، وسرعته غير العادية أثارت انتباه الباحثين فور رصده. رغم تصنيفه كمذنب طبيعي من قبل خبراء الفلك، إلا أن سلوكه الشاذ، مثل عدم الدوران المنتظم، أبقى على حيوية الشكوك؛ هنا يبرز دور عالم الفلك آفي لوب من جامعة هارفارد، الذي سبق أن اقترح تفسيراً تكنولوجياً لجرم سابق يُدعى أومواموا، معتبراً إياه ربما مسباراً حضارياً. هذه الأفكار الجريئة أعادت إشعال النقاشات، خاصة مع اقتراب 3I/ATLAS من الأرض في ديسمبر، مما يعد بمزيد من الملاحظات والتأملات؛ دراسة أجرتها جامعة ويسكونسن تركز على كيفية تحول هذه الملاحظات إلى نظريات مبالغة، مستلهمة مفهوم “إله الفجوات” الذي يفسر الغامض بالقوى الخارقة، سواء كانت آلهة قديمة أو كائنات فضائية حديثة.

دور الخبراء في تعزيز أسطورة 3I/ATLAS

أفاد الباحثون في جامعة واشنطن بأن آراء الخبراء أحياناً تغذي الشائعات بدلاً من دحضها، كما حدث مع 3I/ATLAS حيث أكد لوب إمكانية كونه مذنباً، لكنه أمضى وقتاً أطول في مناقشة “الشذوذات” المحتملة، مما يدفن التحذيرات العلمية تحت طبقات من التخمينات. هذا النهج يعكس اهتماماً أكاديمياً بالفلسفة والمعرفة، لكنه يفتح الباب أمام تفسيرات خارقة؛ في ورقة بحثية بعنوان “كائن فضائي من الفجوات”، يستعرض الباحث باير كيف يسد الجمهور الثغرات بالتكنولوجيا الفضائية، مشابهاً لكيفية اللجوء إلى الآلهة في العصور القديمة لتفسير الظواهر الطبيعية غير المفهومة. يظهر لوب كشخصية مركزية، إذ ذُكر في أكثر من 130 ألف منشور على وسائل التواصل، مع ربط واضح بين اسمه وفرضيات الكائنات الخارجية في نحو 82 ألف حالة؛ هذا التفاعل يبرز كيف يصبح الخبراء جزءاً من السرد الشعبي، حتى لو كانت نواياهم علمية بحتة.

انتشار التكهنات عبر الإنترنت حول 3I/ATLAS

استخدم باير أداة تحليلية لفحص نحو 700 ألف منشور على منصة إكس من يوليو إلى نوفمبر، واكتشف أن 40% منها تتعلق بكائنات فضائية أو تقنيات خارجية متعلقة بـ3I/ATLAS. هذا الانتشار يعكس تدفق المعلومات بين المنصات، مع إشارات متكررة إلى يوتيوب كمصدر للفيديوهات المضخمة؛ يصف باير هذا بـ”اقتصاد الغموض”، حيث تكافئ الخوارزميات إنتاج الشكوك والتكهنات، مدعومة بمواقع ومنشئي محتوى يعيدون تدوير التناقضات رغم دحض ناسا لها. لفهم هذا الديناميك، إليك قائمة بالعناصر الرئيسية التي ساهمت في الانتشار:

  • تصريحات الخبراء الجريئة التي تثير الفضول دون إغلاق الاحتمالات.
  • صور وفيديوهات بصرية مذهلة لـ3I/ATLAS تعزز الخيال.
  • تفاعل المؤثرين الذين يضخمون الشائعات لجذب المتابعين.
  • انتشار المنشورات عبر منصات متعددة، مما يجعل التكهنات فيروسية.
  • فجوات المعلومات العلمية التي تملأها النظريات الشعبية.
  • تاريخ سابق مثل أومواموا الذي يرتبط بـ3I/ATLAS لتعزيز الرواية.

لتوضيح التباين بين التفسيرات، يلخص الجدول التالي الاختلافات الرئيسية:

التفسير العلمي التفسير التكهني
مذنب دخيل طبيعي من الفضاء البينجمي، مصنف بناءً على الملاحظات الفلكية. مركبة فضائية أو مسبار حضاري بسبب السلوك غير المنتظم.
دحض الشذوذات من قبل ناسا وخبراء مثل جيسون رايت. تعزيز الشكوك عبر وسائل التواصل، مدعومة بآراء لوب.

مع اقتراب 3I/ATLAS من مدارنا، من المتوقع أن تستمر المناقشات، خاصة مع فرص التصوير الجديد؛ يظل التركيز على فهم كيفية تشكل هذه الروايات، ليس فقط في الفلك بل في ديناميكيات الإعلام الرقمي أيضاً.