فقدان 70 مليار دولار يدفع زوكربيرغ للاعتراف بالإخفاق الكبير

الميتافيرس يواجه تحولاً جذرياً داخل شركة ميتا، حيث كشفت تقارير عن خطط لخفض ميزانيتها بنسبة تصل إلى 30% بحلول عام 2026، بعد خسائر هائلة تجاوزت 70 مليار دولار على مدار أربع سنوات. هذا القرار يأتي مع تركيز متزايد على الذكاء الاصطناعي، الذي يشهد استثمارات ضخمة في البنية التحتية وجذب المواهب، مما يعكس إعادة توجيه الطاقات بعيداً عن الرؤية الافتراضية الطموحة التي غيرت اسم الشركة سابقاً.

أسباب التراجع عن طموحات الميتافيرس

أدرك مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لميتا، أن رهان الميتافيرس لم يُثمر كما كان متوقعاً، خاصة بعد تغيير اسم الشركة في 2021 من فيسبوك إلى ميتا لتعكس تركيزها على الواقع الافتراضي. يعود السبب الرئيسي إلى تقرير بلومبيرغ الذي أفاد بتخفيض ميزانية مختبرات الواقع بنسبة 30% ضمن الخطة السنوية لـ2026، عقب اجتماعات في هاواي. تعمل هذه المختبرات على تطوير سماعات كويست للواقع المختلط، ونظارات ذكية، وأجهزة واقع معزز قادمة، إلا أن الصعوبة في تسويق العالم الغامر للميتافيرس خارج مجتمع الألعاب أدت إلى ضعف الاهتمام، سواء من المستخدمين العاديين أو الصناعة ككل؛ فمنصة هورايزون وورلدز، على سبيل المثال، لم تحقق الانتشار المنشود رغم الجهود الكبيرة.

تأثير الخسائر على استراتيجية ميتا

تكبدت رؤية زوكربيرغ للميتافيرس خسائر مالية هائلة، بلغت أكثر من 70 مليار دولار في السنوات الأربع الماضية، مما دفع الشركة إلى إعادة هيكلة جهودها؛ ارتفعت أسهم ميتا بنسبة 4% بعد الإعلان، مما يُخفف مخاوف المستثمرين. يشمل ذلك دراسة تخفيض وظائف داخل وحدة الميتافيرس ووحدة الأجهزة القابلة للارتداء، وقد تبدأ التسريحات في يناير. علق كريج هوبر من شركة Hopper Research Partners بأن هذه الخطوة ذكية لكن متأخرة، إذ تسعى لمواءمة التكاليف مع الإيرادات غير المتحققة؛ في الوقت نفسه، يظهر هذا التحول حساسية تجاه توقعات السوق، حيث أصبح الميتافيرس رمزاً للمخاطرة غير المدروسة.

الانتقال إلى الذكاء الاصطناعي كبديل واعد

مع تراجع التركيز على الميتافيرس، تضاعف ميتا استثماراتها في الذكاء الاصطناعي لتعزيز مكانتها في وادي السيليكون، خاصة بعد استجابة ضعيفة لنموذج لاما 4. خصصت الشركة 72 مليار دولار لإنفاق رأس المال هذا العام، وأعادت تنظيم جهودها تحت مختبرات الذكاء الخارق؛ يقود زوكربيرغ حملة توظيف مكثفة عبر واتساب بعروض بملايين الدولارات، مما أشعل حرب المواهب. في الشهر الماضي، أعلنت استثمار 600 مليار دولار في البنية التحتية والوظائف بالولايات المتحدة على مدى ثلاث سنوات، بما في ذلك مراكز بيانات للذكاء الاصطناعي. كما انضم المصمم آلان داي من آبل لقيادة استوديو إبداعي في Reality Labs، يركز على التصميم والأزياء والتكنولوجيا، ويقدم تقاريره إلى أندرو بوسورث.

لتوضيح الخطوات الرئيسية في هذا التحول، إليك قائمة بالإجراءات المتخذة:

  • إجراء اجتماعات استراتيجية في هاواي لتقييم الميزانية.
  • تخفيض الإنفاق على مختبرات الواقع بنسبة 30% لعام 2026.
  • إعادة توجيه الاستثمارات نحو بنية الذكاء الاصطناعي بـ72 مليار دولار.
  • إطلاق حملة توظيف مكثفة بقيادة زوكربيرغ الشخصية.
  • إنشاء استوديو إبداعي جديد بقيادة آلان داي.
  • التخطيط لتسريح موظفين في يناير إذا لزم الأمر.
المجال الاستثمارات الرئيسية
الميتافيرس خسائر 70 مليار دولار، خفض ميزانية 30% بحلول 2026
الذكاء الاصطناعي 72 مليار دولار هذا العام، 600 مليار على ثلاث سنوات

في منشور على ثريدز، أكد زوكربيرغ أن نظارات الذكاء الاصطناعي ستُغير طريقة التفاعل اليومي، مع التركيز على تصميم بديهي يخدم الناس؛ يبدو هذا التوجه خطوة نحو توازن أكبر بين الابتكار والواقع المالي.