دراسات 2025 تكشف زيادة مخاطر السمنة واضطرابات النوم لدى أطفال الابتدائي يمتلكون هواتف

هواتف ذكية للأطفال أصبحت رفيقًا يوميًا للعديد من الصغار في سن المدرسة الابتدائية؛ فمع انتشارها السريع، يثير استخدامها مخاوف صحية جدية، خاصة بعد دراسة أمريكية حديثة أشارت إلى روابط بين ملكيتها في سن 12 عامًا أو أقل وبين اضطرابات نفسية وجسدية، مثل الاكتئاب والسمنة وقلة النوم. هذه النتائج، المستمدة من تحليل واسع النطاق، تدعو الآباء إلى التفكير بعمق قبل منح أبنائهم هذه الأجهزة.

ارتباط هواتف ذكية للأطفال بالاكتئاب والصحة النفسية

في دراسة شملت أكثر من 10 آلاف طفل، رصد الباحثون ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الاكتئاب لدى من يمتلكون هواتف ذكية للأطفال مبكرًا؛ حيث بلغت نسبة التشخيص 6.5 في المئة بين الأطفال في سن 12 عامًا الذين يحملون هاتفًا ذكيًا، مقارنة بـ4.5 في المئة فقط لدى أقرانهم غير المالكين. يفسر الدكتور ران بارزيليا، المتخصص في طب الأطفال، هذه الظاهرة بأن الأجهزة تعمل كعوامل مؤثرة على الصحة العقلية للمراهقين الصغار؛ مما يتطلب نهجًا حذرًا عند تقديمها، مع النظر في الآثار الطويلة الأمد على التوازن النفسي. ومع ذلك، يؤكد أن القرار يجب أن يأتي بعد دراسة الظروف الشخصية لكل طفل، لتجنب أي مخاطر غير محسوبة.

تأثيرات هواتف ذكية للأطفال على الوزن والنوم

أظهرت النتائج اختلافات واضحة في الوزن بين مجموعتي الدراسة؛ إذ سجل 18 في المئة من الأطفال ذوي الهواتف الذكية للأطفال حالات سمنة، مقابل 12 في المئة لدى غيرهم، مما يشير إلى دور الشاشات في تقليل الحركة اليومية. كما لوحظت اضطرابات في أنماط النوم، حيث ينام نحو نصف هؤلاء الأطفال أقل من تسع ساعات ليليًا، مع جودة نوم أدنى بسبب الاستخدام المتأخر أو الإفراطي. يرتبط هذا بتأثير الضوء الأزرق على هرمونات النوم، وفقًا للتحليل، الذي يدعو إلى مراقبة أكبر لساعات التعرض اليومية للهواتف الذكية للأطفال للحفاظ على صحة الجسم النامية.

الحالة الصحية نسبة لدى مالكي الهواتف الذكية (%) نسبة لدى غير المالكين (%)
الاكتئاب 6.5 4.5
السمنة 18 12
نقص النوم (أقل من 9 ساعات) 49 غير محدد

كيفية التعامل مع هواتف ذكية للأطفال بطريقة آمنة

رغم التحذيرات، يرى الخبراء أن هواتف ذكية للأطفال يمكن أن تكون أداة قيمة للتعلم والتواصل الاجتماعي، بشرط الحفاظ على التوازن؛ فالدراسة ملاحظة فقط، ولا تثبت سببية مباشرة بين الجهاز والمشكلات، لكن اتساق النتائج منذ الملكية الأولى يستدعي بحوثًا إضافية. ينصح بارزيليا بضرورة تخصيص وقت للأنشطة البدنية بعيدًا عن الشاشات، لمواجهة مخاطر السمنة والحفاظ على الصحة العقلية. لتحقيق ذلك، إليك خطوات عملية للآباء:

  • حدد ساعات استخدام يومية محدودة، لا تتجاوز ساعتين للأطفال تحت 12 عامًا.
  • شجع على النشاط الرياضي اليومي، مثل اللعب في الهواء الطلق لساعة على الأقل.
  • فعل ميزات الرقابة الأبوية لمراقبة المحتوى والتطبيقات.
  • ناقش مع الطفل مخاطر الإفراط، لبناء عادات صحية منذ البداية.
  • راقب علامات الإرهاق أو الانسحاب الاجتماعي، واستشر متخصصًا إن لزم الأمر.

في نهاية المطاف، يظل التوازن مفتاحًا للاستفادة من تقنيات هواتف ذكية للأطفال دون تعريضهم للمخاطر، مع التركيز على دعم نموهم الشامل جسديًا وعقليًا.