ماربورج غير مخيف.. آلية انتقال الفيروس بين البشر بالتفصيل

فيروس ماربورج ليس التهديد الذي يُصوَّر في بعض الترندات الرقمية، حيث أكدت وزارة الصحة عدم وجود أي حالات إصابة محلية، وأنضفت مصادر طبية أخرى أن هذا الفيروس يبقى محدود التأثير، إذ لم يشهد العالم جحوظًا واسعًا منذ اكتشافه، بل حالات معدودة نادرًا ما تتجاوز العشرات، بسبب صعوبة انتشاره بين البشر، مما يجعله أقل إثارة للقلق مقارنة بأوبئة أخرى.
فيروس ماربورج ينتقل أساسًا من الحيوانات إلى الإنسان، ويظل سلوكه مستقرًا دون تحولات كبيرة، فهو يُعدّ مثالًا على فيروسات النزف التي تتطلب ظروفًا محددة للانتشار، ومع ذلك، أثارت شائعات حديثة مخاوف غير مبررة، إذ أوضحت المنظمات الصحية العالمية أن الترندات المنتشرة تعتمد على معلومات مشوهة، وأن فيروس ماربورج لم يسجل أي تفشٍّ جديد يستدعي إجراءات طارئة.

لماذا يُعتبر فيروس ماربورج غير مخيف رغم شدته؟

فيروس ماربورج يثير الرعب بسبب معدَّل وفياته العالي الذي يصل إلى 80% في بعض الحالات، لكن هذا الرقم يأتي في سياق إصابات محدودة جدًّا، إذ لم يتجاوز العدد الإجمالي للمتضررين عشرات الأشخاص على مدار عقود، وذلك لأن الفيروس لا ينتقل بسهولة خارج الدوائر الوثيقة، كما أنه لم يشهد أي طفرات تجعله أكثر فتكًا أو انتشارًا، فالباحثون يتابعون تطوره منذ سنوات دون تغييرات جذرية، مما يجعل السيطرة عليه ممكنة عبر الإجراءات الوقائية البسيطة؛ على سبيل المثال، في الجحوظ النادرة، نجحت حملات العزل في احتواء الانتشار خلال أسابيع قليلة، وهذا يعكس هشاشة سلاسل الإصابة لدى فيروس ماربورج، مقارنة بفيروسات أخرى مثل إيبولا التي تشاركه بعض السمات لكنها أكثر قدرة على الانتشار الجوي، أما هنا فيبقى الاتصال المباشر السبيل الوحيد، ومع الوعي الطبي المتزايد، أصبحت فرص الانتشار العالمي ضئيلة جدًّا.

أصل فيروس ماربورج ومسار اكتشافه الأول

فيروس ماربورج قفز من خفافيش الفاكهة إلى الإنسان لأول مرة في عام 1967، حين ظهر في مدينة ماربورغ الألمانية، التي أعطت اسمه، إذ نقلته عينات مخبرية مصابة من أفريقيا، وكان ذلك الظهور الأوروبي نادرًا مقارنة ببيئته الطبيعية في القارة الأفريقية، حيث يحمل الخفافيش الفيروس دون أعراض واضحة، وينتقل إلى البشر عبر ملامسة سوائل الجسم أو الإفرازات أثناء التعامل مع الحيوانات المصابة؛ منذ ذلك الحين، أدى التحقيق العلمي إلى فهم أفضل لدورة حياة فيروس ماربورج، الذي يُصنَّف ضمن عائلة الفيلوفيروس، وأظهرت الدراسات أن معظم الجحوظ تحدث في مناطق ريفية نائية، بعيدًا عن المدن الكبرى، مما يحدّ من قدرته على التوسُّع، كما أن الجهود الدولية لمراقبة الحيوانات المضيفة ساعدت في تقليل المخاطر، فالفيروس يظلّ محصورًا في دوراته الطبيعية دون أن يصبح وباءً عالميًا.

كيفية انتقال فيروس ماربورج بين الأفراد

ينتقل فيروس ماربورج من شخص مصاب إلى آخر عبر الإفرازات الجسدية مثل اللعاب أو الدم، أو بالملامسة المباشرة للجلد الملوَّث، لكن هذا لا يحدث إلا في ظروف استثنائية تجمع بين الاقتراب الدائم والإهمال الأمني، فالفيروس يحتاج إلى وقت مطوَّل للتعرُّض ليصبح معديًا، ولا ينتشر عبر الهواء أو الماء مثل الأنفلونزا؛ على سبيل المثال، غالبًا ما يصيب العاملين الطبيين الذين يتعاملون مع المرضى دون معدّات وقاية كافية، أو أفراد الأسرة في حالات الرعاية الشخصية المباشرة، وهنا تبرز أهمية الإجراءات الوقائية، إذ يمكن تجنُّب الانتشار بارتداء القفازات والكمامات، وغسل اليدين بانتظام، بالإضافة إلى عزل المصابين فورًا، ففي الجحوظ السابقة، انقطعت سلاسل الإصابة بمجرد تطبيق هذه الخطوات، مما يُثبِّت أن فيروس ماربورج قابل للسيطرة إذا تم التعامل معه بجدية.
لتوضيح الجوانب الوقائية الرئيسية المتعلقة بفيروس ماربورج، إليك قائمة بالإجراءات الأساسية التي يوصي بها الخبراء:

  • تجنُّب التعامل المباشر مع الحيوانات البرية مثل خفافيش الفاكهة دون حماية.
  • ارتداء معدّات وقاية شخصية عند الرعاية للمرضى المشتبه بهم.
  • غسل اليدين بالصابون لمدة 20 ثانية على الأقل بعد أي ملامسة محتملة.
  • عزل المصابين في غرف منفصلة لمنع الانتشار داخل الأسر أو المستشفيات.
  • التطعيم للفئات المعرَّضة في المناطق الموبوءة، إذا توافرت اللقاحات التجريبية.
  • التعاون مع السلطات الصحية للإبلاغ عن أي أعراض مثل الحمى أو النزيف.

وتلعب هذه الخطوات دورًا حاسمًا في الحدّ من مخاطر فيروس ماربورج، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة حيث يحدث معظم الظهور.

الجانب التفاصيل حول فيروس ماربورج
الأصل من خفافيش الفاكهة في أفريقيا
معدَّل الوفيات حوالي 80% لكن الإصابات نادرة
طريقة الانتشار إفرازات الجسم والملامسة المباشرة فقط
التحورات غير موجودة حتى الآن

في النهاية، يظل فيروس ماربورج تحت المراقبة الدولية، مع جهود مستمرة لتطوير علاجات فعالة، مما يعزِّز الثقة في القدرة على مواجهته قبل أن يصبح تهديدًا حقيقيًا.