تحديث رسوم المرافقين 2025: 400 ريال شهريًا أم الخروج النهائي

رسوم المرافقين في السعودية تمثل عبئًا يهدد استقرار حياة ملايين الأشخاص، حيث تفرض السلطات قيمة 400 ريال شهريًا لكل فرد خلال عام 2025، مما يدفع العديد من العائلات إلى مواجهة خيارات صعبة أمام التكاليف المتزايدة؛ ففي ظل الضغوط المالية، يشهد المجتمع المقيم تصاعدًا في عمليات الرحيل، خاصة مع ارتفاع تكلفة الحياة اليومية التي تضغط على الميزانيات العائلية، وتكشف عن توترات اجتماعية عميقة مرتبطة بسياسات الهجرة والإقامة.

تأثير رسوم المرافقين على قرارات الأسر

مع ارتفاع الرسوم، يجد الكثيرون أنفسهم أمام معادلة مالية قاسية، إذ تصل التكلفة السنوية لأسرة من أربعة أفراد إلى 19,200 ريال سعودي، مبلغ يوازي سعر سيارة عادية أو إيجار شقة متواضعة لعدة أشهر؛ هذا الضغط يؤدي إلى قرارات مؤلمة مثل فصل أفراد العائلة، حيث يضطر بعض الآباء إلى إعادة أبنائهم إلى بلدانهم الأصلية لتجنب الدفع الإلزامي، مما يعكس صراعًا بين الرغبة في الاستقرار والحاجة إلى التوفير، ويبرز كيف أصبحت رسوم المرافقين عاملاً حاسمًا في تشكيل مسار الحياة اليومية للمقيمين في المملكة.

أحمد، مهندس مصري في الثامنة والثلاثين من عمره، عاش ثماني سنوات من الجهد في الرياض قبل أن يضطر إلى إرسال زوجته وطفليه إلى مصر، بعد أن ابتلعت الرسوم الإضافية 1,200 ريال شهريًا من راتبه، أي نحو 40% من دخله الشهري، الذي كان يعتمد عليه لبناء مدخرات لمستقبله؛ في المقابل، تشعر فاطمة، مواطنة سعودية متزوجة من أردني، بالراحة نسبيًا، إذ يعفى أطفالها من هذه الرسوم بسبب جنسيتها، مما يوفر لها آلاف الريالات سنويًا ويسمح بتخطيط أفضل لنفقاتها الأسرية.

الدافع الاقتصادي وراء رسوم المرافقين السعودية

تساهم رسوم المرافقين في تعزيز الإيرادات الحكومية، حيث بلغت قيمتها أكثر من 12 مليار ريال سنويًا، كجزء أساسي من جهود رؤية 2030 لتنويع مصادر الدخل بعيدًا عن الاعتماد على النفط؛ يوضح الدكتور خالد، خبير اقتصادي، أن السلطات تسعى لتحقيق توازن بين تلبية الاحتياجات المالية والاحتفاظ بالكفاءات الأجنبية، مشيرًا إلى أن دولًا مجاورة في الخليج قامت بتعديل سياسات مشابهة بعد مواجهتها لموجات هجرة للمواهب، رغم الإعلانات الرسمية عن دراسة الموضوع دون أي تغييرات ملموسة حتى الآن، مما يعمق حالة القلق بين المقيمين.

في المطارات السعودية، تتكرر مشاهد الوداع الحزين يوميًا، حيث يقدم المقيمون طلبات الخروج النهائي بكثرة، وسط ازدحام في مكاتب الجوازات؛ سارة، سكرتيرة لبنانية في العشرينيات من عمرها، تؤجل خطط زواجها خوفًا من التكاليف المستقبلية لإضافة أفراد جدد إلى عائلتها، متسائلة عن إمكانية تحمل تكلفة تربية طفل واحد فقط تحت وطأة هذه الرسوم؛ الإحصاءات تظهر أن تكلفة مرافق واحد على مدار 20 عامًا تقارب 96,000 ريال، وهو مبلغ كافٍ لشراء عقار صغير في مناطق نائية أو تغطية دراسة جامعية كاملة، مما يجعل الاستمرار تحديًا كبيرًا.

كيف تؤثر رسوم المرافقين على مسار الهجرة

مع تصاعد الضغوط، يواجه المقيمون حالة من التوتر المستمر، محاصرين بين التمسك بسنوات الاستقرار والضرورة للانتقال إلى فرص أخرى؛ بعضهم يأمل في إعلان تخفيضات تدريجية، بينما يبدأ آخرون في ترتيب أمور العودة الدائمة، وتثير هذه الديناميكية تساؤلات حول مستقبل المجتمع في المملكة.

لتوضيح التأثيرات المالية، إليك جدولًا يلخص التكاليف الرئيسية:

ومن بين التحديات اليومية، يمكن للمقيمين التعامل مع رسوم المرافقين من خلال:

• تقييم الإمكانيات المالية قبل إضافة أفراد جدد، لتجنب الضغط المفاجئ على الدخل.
• استكشاف خيارات الإعفاءات المتاحة، مثل تلك المرتبطة بالزواج من مواطنين سعوديين.
• البحث عن فرص عمل إضافية داخل أو خارج المملكة، لتعويض الفقدان في الميزانية.
• التواصل مع الجهات الرسمية لمتابعة أي تغييرات محتملة في السياسة.
• التخطيط لخيارات الهجرة البديلة إذا استمرت التكاليف في الارتفاع.

يبقى الوضع غامضًا، إذ قد يؤدي استمرار رسوم المرافقين إلى تحولات اجتماعية كبيرة، حيث يبحث الجميع عن حلول تقلل من الضغط وتحافظ على التوازن بين الاقتصاد والحياة الأسرية.