خدعة الدولار الأسود تنتشر بسرعة.. احتيال يستهدف اللبنانيين خلال 2025

الدولار الأسود ينتشر كفخ احتيالي خطير في لبنان، يستهدف اليائسين اقتصاديًا بوعود زائفة عن ثروة سريعة. يقدم المحتالون أوراقًا نقدية أمريكية مزعومة مغطاة بطبقة سوداء للتمويه أثناء التهريب، مدعين أن غسلها بمحاليل كيميائية يستعيد لونها ولمعانها الأصلي. يقع الكثيرون في الخدعة، يدفعون مبالغ طائلة مقابل رزم وهمية، ليجدون أنفسهم أمام أوراق عادية بلا قيمة تُذكر. باتت السلطات الأمنية تصدر إنذارات متكررة لكبح هذا الانتشار الذي يستغل الظروف المعيشية القاسية.

كيف ينجح الدولار الأسود في خداع الضحايا

يعتمد نجاح الدولار الأسود على استراتيجيات نفسية مدروسة، تستهدف الأفراد الباحثين عن فرص مالية في أوقات الضائقة. يبدأ الأمر بتواصل مباشر في الأسواق المزدحمة أو عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي، حيث يصور المحتالون أنفسهم كوسطاء في صفقات دولية كبرى. يصفون الرزم السوداء كدولارات أصلية صُبغت لتفادي الرقابة الجمركية، ثم يقترحون صفقة تبدو مربحة: دفع جزء أولي مقابل الرزم، مع إمكانية تحويلها إلى نقود حقيقية عبر إجراء غسيل بسيط. لتعزيز الثقة، يقدمون عرضًا حيًا باستخدام مواد كيميائية تبدو آمنة، تحول ورقة تجريبية إلى شكل أمريكي الدولار، مما يثير الإعجاب الفوري. ومع ذلك، تتلاشى هذه التأثيرات سريعًا، تاركة الضحية يواجه خسائر فادحة؛ في لبنان، أدى الانهيار الاقتصادي إلى تضاعف حالات الوقوع في هذه الحيل خلال السنوات الأخيرة، حيث يبحث الناس عن مخرج من الفقر المدقع.

جهود السلطات اللبنانية في مواجهة الدولار الأسود

بادرت الجهات الأمنية في لبنان ببرامج توعوية واسعة النطاق لمواجهة مخاطر الدولار الأسود، مستخدمة وسائل إعلامية متنوعة لنشر الوعي. أنتجت الشرطة مواد مرئية توضح الخطوات الدقيقة للخدعة، مثل انتحال شخصية رجل أعمال ناجح أو وسيط موثوق، مع التركيز على أن أي عرض يشمل غسلًا كيميائيًا هو إشارة حمراء واضحة. شددت التحذيرات على عدم الثقة بأي نقود تحتاج إلى معالجة خاصة، إذ أن الدولارات الأصلية تأتي مع طبقات أمان لا تُمس. كشفت التحقيقات عن شبكات منظمة تستخدم مركبات فخمة أو أماكن مؤقتة لتبدو العملية شرعية، ودعت إلى الإبلاغ الفوري عن أي اقتراح مشبوه. هذه الإجراءات أتت بعد تفكيك عدة عصابات العام الماضي، مما يبرز التزام السلطات بتشديد الرقابة وتقليل الضحايا المحتملين.

شبكات الاحتيال وراء الدولار الأسود على المستوى العالمي

تتجاوز شبكات الدولار الأسود الحدود اللبنانية، مسجلة حوادث مماثلة في بلدان تواجه اضطرابات مالية، لكن في لبنان تتفاقم الأمور بسبب الأزمة الاقتصادية الشديدة التي تدفع الناس نحو المخاطرات. تدرب أعضاء هذه العصابات على روايات مقنعة، مثل عرض رزم سوداء أمام الضحية ثم إقامة عرض غسيل مباشر ليبدو الأمر واقعيًا. لفهم الانتشار، يمكن تلخيص الخطوات الرئيسية كالتالي:

  • التواصل الأولي بعرض صفقة سرية تتعلق بالدولار الأسود.
  • عرض حزم مغطاة بلون أسود كدولارات مهربة محتمية.
  • تنفيذ تجربة غسيل كيميائي وهمي تحول ورقة إلى شكل أصلي.
  • طلب دفعة أولية كبيرة مقابل الرزم الكاملة.
  • الانسحاب المفاجئ بعد الحصول على الأموال، تاركين أوراقًا عديمة القيمة.
  • نقل العملية إلى ضحايا جدد في أماكن أخرى.
  • توسيع الشبكة عبر تجنيد أعضاء محليين.

أما لتمييز الدولار الحقيقي عن المزيف في سياق الدولار الأسود، فإليك جدولًا يلخص الاختلافات الأساسية:

يعول على حيل بصرية قصيرة الأمد للخداع.
الدولار الحقيقي الدولار الأسود المزيف
يحتوي على ميزات أمنية مثل الشريط المتوهج والحبر المتحول. ورق بسيط مطلي أسود يتساقط بسهولة دون أي قيمة.
لا يتطلب أي تدخل كيميائي للتحقق من صحته.

مع ارتفاع مستوى اليقظة بين السكان، يتراجع تأثير هذه الشبكات، غير أن الحيطة تبقى أمرًا أساسيًا في أي معاملة تبدو مغرية جدًا؛ يفضل الالتزام بالمؤسسات المالية الرسمية للحفاظ على الأمان.