عودة تاريخية.. فيلم “الست” يوم الخميس بحضور مهيب 2025

فيلم الست يمثل أكثر من مجرد إنتاج سينمائي بطولة منى زكي؛ إنه استدعاء لأجواء حفل سواريه في حضرة أم كلثوم سيدة الغناء العربي. يأتي هذا العمل الذي كتبه أحمد مراد وأخرجه مروان حامد ليحيي طقوساً فنية فرضت مهابتها على أجيال، خاصة الشباب الذي اكتشف فنها دون عيش عصرها. يدعو فيلم الست الجمهور إلى التأنق كأول وفاء للأسطورة، محولاً المشاهدة إلى ميثاق شاعري أصيل يربط الماضي بالحاضر. هكذا يحافظ فيلم الست على رصانة التراث، ناقلاً هيبة أم كلثوم من قاعات الأوبرا إلى الشاشات العصرية، حيث يصبح صوت الشرق حقيقة فنية دائمة.

طقوس الأناقة مع فيلم الست

مشاهدة فيلم الست ليست مجرد جلوس أمام الشاشة، بل ممارسة طقس يستدعي الالتزام بالأناقة التي ميزت حفلات أم كلثوم. في عصر الجينز والتي شيرت، يذكرنا فيلم الست بأن الرصانة شرط لا يُكسر للانغماس في عالمها؛ فالست كانت تفرض على الحاضرين مجارات أناقتها أو المغادرة. هذا النهج يعكس كيف يحول فيلم الست الحدث إلى احتفاء بالفن الرفيع، يشجع جيل الألفية على ارتداء البدلات والفساتين كما لو كانوا في مقابلة شخصية مع الأسطورة. من خلال ذلك، يصبح فيلم الست جسرًا يعيد بناء الرابط الشاعري مع تراثها، مؤكدًا أن الإخلاص لماضيها جواز حضورنا في قصتها. وفي زمن تسيطر فيه الصورة على الذاكرة، يقدم فيلم الست الذاكرة البصرية الجديدة لأعمالها الفصيحة، محافظًا على قيمتها الأدبية والتلحينية كصولجان للتراث.

سر الخميس الأول في سياق فيلم الست

يختار فيلم الست توقيتًا يعيد إلى الأذهان الخميس الأول من كل شهر، ذلك اليوم الذي كان يتوقف فيه العالم العربي أمام صوت أم كلثوم. في دبي والإمارات، يُعرض فيلم الست يوم الخميس 11 ديسمبر في صالات ريل سينما، ليس مصادفة بل استدعاء واعٍ للذاكرة الثقافية. هذا التوقيت يذكر بحادثة أواخر الأربعينيات، عندما أُلغي حفل استقبال فيفيان لي على شرفها لأن الجميع كان ملتزمًا بحفل الست؛ اضطرت السفارة البريطانية للاعتذار بعد إذاعة الأغنية مباشرة من القاهرة. يبرز فيلم الست كيف تجاوز صوتها السياسة والاحتفالات، محولاً الخميس إلى عاصمة الوجدان العربي. ومع اقتراب ديسمبر، شهر ميلادها في 31 ديسمبر 1898، يصبح عرض فيلم الست تجديدًا لميثاقها الفني، حيث يلتقي الحاضر بقدَر الماضي ليؤكد راسخًا في الوجدان.

لقب صاحبة العصمة والتعاونات الخالدة

أم كلثوم ليست مجرد مطربة، بل “صاحبة العصمة” كما أكد الملك فاروق في 1944 بعد أغنيتها “يا ليلة العيد آنستينا”؛ فيلم الست يجسد هذه المهابة من خلال شخصيتها الراسخة كشجرة زيتون. كانت تقف بانضباط حديدي، مرفضة الانحدار ومرتفعة بذوق الأمة إلى قمم الشعر العربي، كنهج البردة لأحمد شوقي ورباعيات الخيام. فيلم الست يبرز دورها الوحدوي، خاصة بعد نكسة 1967 حيث جابت العواصم للتبرعات، محولة صوتها إلى خيمة تجمع الجميع. ومع تعاوناتها، شكلت مدرسة فنية؛ إليكم أبرز شركائها في إبداعات خالدة:

  • الشيخ أبو العلا محمد، جذور الطرب الأصيل في بداياتها.
  • أحمد رامي، توجيه المسيرة الرومانسية بشعره الخالد.
  • رياض السنباطي، عمق كلاسيكي في “الأطلال”.
  • بليغ حمدي، تجديد رومانسي في “سيرة الحب” وبعيد عنك.
  • محمد عبد الوهاب، لقاء تاريخي أنتج “أنت عمري”.
  • محمد الموجي، تعبير شعبي رفيع في “فكروني”.
  • سيد مكاوي، إغلاق مسيرة التجديد في أعمالها الأخيرة.

هذه التعاونات، كما يصور فيلم الست، حولت التنافس إلى إبداع يخلد، محولة كل أغنية إلى وثيقة تاريخية.

الملحن أو الشاعر أبرز الأعمال مع أم كلثوم
رياض السنباطي الأطلال، عمق كلاسيكي يعكس التراث.
بليغ حمدي سيرة الحب، بعيد عنك، الحب كله.
محمد عبد الوهاب أنت عمري، ثمرة لقاء تاريخي.
محمد الموجي فكروني، طريق التعبير الشعبي.

فيلم الست يثبت أن عشق أم كلثوم قائم، ويبقى جمهورها الوفي فخورًا بطقوسها التي لا تنتهي.