سيناريو متكرر.. خروج مصر المبكر من مجموعات كأس العرب

خروج منتخب مصر من كأس العرب 2025 يعيد إلى الأذهان تاريخاً طويلاً من التحديات للفراعنة في هذه البطولة الإقليمية، حيث أنهى الفريق مشاركته في قطر من دور المجموعات بعد ثلاثة لقاءات مثيرة للجدل، فالتعادل مع الكويت والإمارات بنتيجة 1-1 في كل منهما، تلاه خسارة قاسية أمام الأردن بهدفين نظيفين، مما يجعل هذا السيناريو الثالث على الأقل في تاريخ المواجهات، ويبرز الحاجة إلى إعادة تقييم الاستراتيجيات قبل النسخ القادمة.

البدايات الأولى لمشاركة مصر في البطولة

انطلقت مشاركة مصر الأولى في كأس العرب خلال نسخة 1988 المقامة في الأردن، حيث حقق المنتخب مركزاً ثالثاً يستحق الثناء، إذ سجل فوزين حاسماً في المباريات التي خاضها، وكانت تلك الفترة تشهد صعوداً تدريجياً للفريق في الساحة العربية، رغم المنافسة الشرسة من الدول المضيفة والمتنافسة الأخرى، ومع ذلك، لم يكن ذلك كافياً للوصول إلى القمة، إلا أنه وضع أساساً للطموحات المستقبلية، وأظهر قدرة اللاعبين على التكيف مع الظروف الجديدة في تلك الدورة.

في النسخة التالية عام 1992 بسوريا، شهدت كأس العرب تحولاً إيجابياً لمصر، إذ توج الفراعنة بلقبهم الوحيد حتى الآن، بعد سلسلة من الإنجازات البارزة، فاز المنتخب بمباراتين في مرحلة المجموعات، ثم تجاوز سوريا في نصف النهائي عبر ركلات الترجيح المثيرة، وأكمل مسيرته بفوز على السعودية في المباراة النهائية بنتيجة 3-2، مما يعكس ذروة الأداء الجماعي والفردي في ذلك الوقت، ويظل هذا الإنجاز مرجعاً للأجيال اللاحقة.

أولى الخسارات المبكرة وتكرارها

أما نسخة 1998 في قطر، فقد سجلت خروج منتخب مصر من كأس العرب 2025 ليس أول مرة، بل كانت البداية لسلسلة من الرحيلات السريعة، إذ خاض الفريق مباراتين فقط، فاز في إحداهما وخسر الثانية، مما أدى إلى الاستبعاد من دور المجموعات مبكراً، وكانت تلك الدورة تختبر قدرة المنتخب على الحفاظ على الزخم، لكن النتائج أشارت إلى حاجة لتعزيز الخطوط الدفاعية، خاصة أمام المنافسين القويين، ولم تشارك مصر في النسخة اللاحقة عام 2002، مما أعطى فرصة للتركيز على بطولات أخرى.

عاد الفريق في 2012 إلى كأس العرب بالمملكة العربية السعودية، وكانت مشاركته تشبه إلى حد كبير الوضع الحالي في 2025، حيث غادر من دور المجموعات بعد ثلاث مباريات دون أي فوز، مع تعادلين وخسارة واحدة، وهذا النمط يبرز نقاط ضعف متكررة في الاستعداد، رغم الجهود المبذولة لتحسين اللياقة والتكتيكات.

التألق تحت رعاية الاتحاد الدولي

بعد غياب دام تسع سنوات، عادت مصر إلى الساحة في نسخة 2021، التي نظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم لأول مرة، ونجح المنتخب في قيادة مجموعته بفوزين وتعادل، ليصل إلى المركز الرابع في النهاية، مما يمثل تحسناً ملحوظاً مقارنة بالخروج السابق، وكانت هذه التجربة درساً في كيفية التعامل مع التنظيم الدولي، حيث أظهر اللاعبون إصراراً على تجاوز المسافة الطويلة.

لتلخيص التطورات، إليك قائمة بالمشاركات الرئيسية لمصر في البطولة:

  • 1988 في الأردن: مركز ثالث مع فوزين.
  • 1992 في سوريا: بطولة كاملة بنتيجة نهائية 3-2.
  • 1998 في قطر: خروج من المجموعات بعد مباراتين مختلفتين النتيجة.
  • 2012 في السعودية: ثلاث مباريات دون فوز، تعادلان وخسارة.
  • 2021 تحت فيفا: مركز رابع كمتصدر مجموعة.
  • 2025 في قطر: خروج من المجموعات مع تعادلين وهزيمة.
النسخة النتيجة الرئيسية
1988 مركز ثالث
1992 بطل
1998 خروج من مجموعات
2012 خروج من مجموعات
2021 مركز رابع
2025 خروج من مجموعات

يبقى خروج مصر هذا يدفع نحو مراجعة شاملة، فالتاريخ يحمل دروساً كثيرة لتحقيق عودة قوية في المستقبل.