قفزة قياسية.. يتجاوز سعر الفضة ذروته بنهاية 2025

سعر الفضة يتجاوز الحدود التقليدية، مسجلاً مستوىً غير مسبوق يفوق الستين دولاراً للأونصة في السوق الفورية، وذلك قبل يوم واحد من قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض سعر الفائدة الرئيسي بنسبة ربع نقطة مئوية. يأتي هذا الارتفاع مع استمرار الضغط من قطاع التكنولوجيا الذي يعتمد بشدة على هذا المعدن الثمين؛ فالمستثمرون يهرعون نحو الملاذات الآمنة مثل الفضة والذهب وسط مخاوف اقتصادية عالمية متزايدة، بما في ذلك التأثيرات المتوقعة للسياسات التجارية الأمريكية.

لماذا يرتفع سعر الفضة الآن؟

مع اقتراب خفض سعر الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي، يتجه المتداولون نحو الأصول ذات القيمة المستقرة مثل الفضة؛ فالاحتفاظ بالنقد في الحسابات البنكية أو الاستثمار في السندات قصيرة الأجل يفقد جاذبيته عندما تنخفض العوائد. يوضح يو هي تشوا، البروفيسور في جامعة نانيانغ التكنولوجية، أن هذا التحول يعزز الطلب على الفضة كمخزن للقيمة، خاصة مع ضعف الدولار الأمريكي الذي يجعل الاستثمارات الأجنبية أكثر جاذبية. وفي الوقت نفسه، شهد الذهب أداءً قوياً هذا الأسبوع بعد أن وصل إلى قمم سابقة، مدفوعاً بمخاوف من التعريفات الجمركية والتباطؤ الاقتصادي العالمي؛ مما يعكس حالة من عدم اليقين تدفع السوق نحو المعادن الثمينة كحماية من التقلبات. كما أن ارتفاع سعر الفضة يعكس تأثيراً غير مباشر من قفزة الذهب، حيث يبحث المستثمرون عن خيارات أقل تكلفة، وقد زاد سعر الذهب بنسبة تزيد عن النصف هذا العام بفضل مشتريات المصارف المركزية الضخمة، مع صعود أسعار البلاتين والبلاديوم أيضاً.

دور الطلب التقني في دفع سعر الفضة

يبرز الخبراء أن سعر الفضة يستفيد من الطلب المتزايد في قطاع التكنولوجيا، الذي يفوق القدرة الإنتاجية الحالية؛ فالمعدن هذا العام تضاعف قيمته أكثر من الذهب نفسه، مدعوماً بحاجة المصنعين إلى كميات كبيرة لتطبيقات متنوعة. يؤكد كوسماس ماريناكيس، من جامعة سنغافورة للإدارة، أن الفضة ليست استثماراً فقط بل مورداً أساسياً، خاصة في السيارات الكهربائية والألواح الشمسية بفضل قدرتها الفائقة على التوصيل الكهربائي مقارنة بالنحاس أو الذهب. ومع توقعات بزيادة مبيعات السيارات الكهربائية، من المتوقع أن يرتفع الطلب على الفضة في البطاريات المتطورة؛ لكن التحدي يكمن في صعوبة تعزيز الإمدادات، إذ يُنتج معظمها كمنتج ثانوي من مناجم الرصاص أو النحاس أو الذهب، مما يحد من الاستجابة السريعة للطلب المتسارع.

  • السيارات الكهربائية تستهلك كميات أكبر من الفضة في أنظمة التحكم الكهربائي.
  • الألواح الشمسية تعتمد على طبقات فضة لتحسين الكفاءة الطاقية.
  • الإلكترونيات الاستهلاكية مثل الهواتف والأجهزة الذكية تزداد حاجتها للفضة يومياً.
  • التطبيقات الطبية والصناعية تتطلب نقاوة الفضة في المكونات الدقيقة.
  • زيادة الطلب العالمي يتجاوز الإنتاج السنوي بنسبة ملحوظة.

تأثير السياسات التجارية على سعر الفضة

تزيد التوترات التجارية من ضغط على سعر الفضة، خاصة مع مخاوف من فرض تعريفات جمركية أمريكية في إطار سياسات الرئيس دونالد ترامب؛ فالولايات المتحدة تستورد نحو ثلثي احتياجاتها من الفضة للتصنيع والمجوهرات والاستثمار، مما أدى إلى تراكم المخزونات داخلياً ونقص في الأسواق الأخرى. يشير ماريناكيس إلى أن المصنعين يسارعون لتأمين الإمدادات لتجنب التعطيل، وهو ما يدفع الأسعار عالمياً؛ كما يتوقع التحليلون استمرار الارتفاع في الأشهر القادمة بسبب هذه الديناميكيات.

المعدن الثمين التغير هذا العام (نسبة مئوية)
الفضة أكثر من 100
الذهب أكثر من 50
البلاتين ارتفاع ملحوظ
البلاديوم ارتفاع ملحوظ

يبقى سعر الفضة تحت المراقبة الدقيقة، مع عوامل متعددة تشير إلى استمرار الضغط الصعودي؛ فالجمع بين الطلب التقني والتوترات الاقتصادية يعزز من جاذبيته كاستثمار.