أضرار استخدام الهواتف على أطفال أقل من 12 عاماً

تأثير الهواتف المحمولة على الأطفال يثير جدلاً واسعاً بين الآباء والمتخصصين؛ فأبحاث جديدة تكشف أن التعرض المبكر لهذه الأجهزة قد يعزز من مخاطر صحية محددة لدى اليافعين؛ حيث أظهرت دراسة في مجلة “بيدياتريكس” أن الأطفال الذين يحصلون على هاتف قبل بلوغهم الثانية عشرة يواجهون احتمالية أعلى للاكتئاب والسمنة ومشكلات النوم مقارنة بأقرانهم الذين تأخر تعرضهم. هذا الاكتشاف يعتمد على تحليل بيانات واسعة، مما يدعو إلى إعادة التفكير في توقيت تقديم هذه التقنية.

كيف يؤثر التعرض المبكر على التطور الصحي

في إحدى أكبر الدراسات طويلة الأمد حول نمو الدماغ لدى المراهقين، قام الباحثون بفحص بيانات أكثر من عشرة آلاف وخمسمائة طفل؛ وكانت النتائج واضحة في ربط الاستخدام المبكر للهواتف المحمولة بزيادة في اضطرابات النوم والسمنة، بالإضافة إلى انخفاض في النشاط الاجتماعي؛ فالأطفال الذين يبدأون التعامل مع هذه الأجهزة في سن صغيرة يميلون إلى قضاء وقت أكبر أمام الشاشات، مما يقلل من حركتهم البدنية ويؤثر على جودة نومهم؛ ومع أن الدراسة لا تثبت رابطاً سببياً مباشراً، إلا أنها تتوافق مع أدلة متراكمة تشير إلى أن تأثير الهواتف المحمولة على الأطفال يمتد إلى جوانب متعددة من الصحة النفسية والجسدية؛ وفي سياق مشابه، أشارت تقارير إلى أن الجلوس الطويل أمام الشاشات يساهم في مشكلات سلوكية، خاصة لدى الذين يتجاوزون الحد الموصى به من النشاط اليومي؛ حيث يفتقر أكثر من ثمانين في المئة من الأطفال بين الحادية عشرة والسابعة عشرة إلى الرياضة الكافية، جزئياً بسبب الانغماس في العالم الرقمي.

ما تقوله الدراسات عن مخاطر النوم والاكتئاب

أكدت دراسة أُجريت في عام ثلاثة وعشرين أن نحو سبعة عشر في المئة من الأطفال في الفئة العمرية من الحادية عشرة إلى الثانية عشرة الذين يضعون أجهزة إلكترونية في غرف نومهم يستيقظون ليلاً بسبب إشعارات الرسائل أو التطبيقات؛ هذا التعطيل للنوم يعمق تأثير الهواتف المحمولة على الأطفال، حيث يرتبط بانخفاض التركيز في المدرسة وزيادة التوتر؛ كما أن تحليلاً لدراسات من عام أربعة وعشرين أظهر أن ثلاثة من كل أربعة أفراد من جيل زد يلقون اللوم على وسائل التواصل في تدهور صحتهم النفسية، مشيرين إلى الشعور بالقلق الناتج عن التفاعل المستمر مع التطبيقات الشهيرة؛ وفي الجهة الأخرى، وجدت جامعة ستانفورد أن الأطفال الذين يحصلون على هاتف قبل سن الحادية عشرة لا يعانون بالضرورة من ارتفاع ملحوظ في مشكلات النوم أو الاكتئاب، مما يشير إلى أن الآثار تختلف حسب الاستخدام؛ ومع ذلك، يبرز استطلاع للآباء في أكتوبر أن معظم الأطفال في سن الحادية عشرة والثانية عشرة يمتلكون هواتف ذكية لأغراض التواصل السريع، لكن هذا قد يفتح الباب أمام مخاطر غير متوقعة؛ أما تحليل من عام أربعة وعشرين فكشف عن ارتباط غير مباشر بين استخدام الهواتف وبين الاكتئاب والقلق لدى المراهقين.

خيارات الآباء للتخفيف من تأثير الهواتف

مع تزايد الوعي بهذه المخاطر، يلجأ العديد من الآباء إلى تأجيل تقديم الهواتف المحمولة لأطفالهم لتجنب الآثار السلبية المحتملة؛ ويُنصح بمراقبة وقت الشاشات بعناية، خاصة للصغار، إذ يمكن للاستخدام المفرط أن يعيق التطور الاجتماعي والسلوكي؛ لمساعدة الآباء في هذا، إليك بعض الإجراءات الفعالة:

  • حدد قواعد واضحة لاستخدام الهاتف، مثل تحديد ساعات يومية لا تتجاوزها.
  • شجع على أنشطة خارجية بديلة لتعزيز النشاط البدني والتواصل المباشر.
  • ضع الأجهزة خارج غرف النوم لتجنب الإشعارات الليلية.
  • ناقش مع الطفل مخاطر الشاشات وأهمية التوازن الرقمي.
  • راقب التطبيقات المستخدمة لضمان مناسبة محتواها للعمر.

هذه الخطوات تساعد في الحد من تأثير الهواتف المحمولة على الأطفال دون حرمانهم تماماً من الفوائد؛ وفيما يلي جدول يلخص بعض الإحصائيات الرئيسية من الدراسات:

الفئة العمرية المخاطر الرئيسية
قبل 12 عاماً زيادة الاكتئاب والسمنة بنسبة أعلى
11-17 عاماً نقص النشاط البدني بنسبة 80%
11-12 عاماً استيقاظ ليلي بنسبة 17% بسبب الإشعارات

التوازن بين التقنية والحياة اليومية أمر حاسم؛ فالآباء الذين يطبقون هذه الإجراءات يلاحظون تحسناً في سلوك أطفالهم، مما يعزز الثقة في قدرتهم على السيطرة على التأثيرات السلبية.