زخة شهب التوأميات تضيء سماء الوطن العربي ديسمبر 2025

شهب التوأميات ستضيء سماء المنطقة العربية مساء اليوم السبت، وفقًا لما أعلنه المهندس محمد شوكت عودة، مدير مركز الفلك الدولي وعضو منظمة الشهب الدولية؛ هذه الزخة، التي تُصنف ضمن أبرز الظواهر الفلكية السنوية، تستمر عادة من 4 إلى 17 ديسمبر، وتصل إلى أوجها يوم 14 ديسمبر، مع توقع نشاط قوي صباح غد الساعة 08:00 بتوقيت غرينتش، مما يجعلها عرضًا يستحق المتابعة لعشاق السماء.

أصول شهب التوأميات وكيفية نشوئها

تُشتق تسمية شهب التوأميات من كوكبة التوأمين في السماء، كما يفسر عودة؛ فهي تنجم في الأساس عن كويكب يدعى فيثون، الذي يشبه سلوكه المذنبات أحيانًا، إذ يطلق حبيبات غبارية صغيرة تبقى عالقة في مداره حول الشمس؛ وعندما تعبر الأرض هذا المسار كل عام، تتصادم هذه الجسيمات مع الغلاف الجوي، فتحترق وتتحول إلى خطوط ضوئية مرئية للعين العارية، مما يخلق الزخة الشهيرة؛ وهذا التفاعل الطبيعي يتكرر بانتظام، لكنه يبرز هذا العام بقوة خاصة بفضل الظروف الجوية الداعمة.

تأثيرات شهب التوأميات على الأرض والفضاء

شهب التوأميات لا تشكل أي تهديد حقيقي لسكان الأرض، حيث تذوب الجسيمات تمامًا قبل الوصول إلى السطح؛ لكن سرعتها البالغة 35 كيلومترًا في الثانية قد تسبب اضطرابات طفيفة في الأقمار الصناعية، خاصة إذا اصطدمت جسيمات دقيقة بأجهزتها الحساسة أثناء الذروة؛ ومع ذلك، يبقى الخطر محدودًا، ويركز الخبراء على مراقبة هذه الظاهرة لفهم ديناميكيات الفضاء بشكل أفضل؛ هذه السرعة النسبية البطيئة تجعل الشهب أكثر وضوحًا، إذ تظهر لثوانٍ أطول أثناء عبورها السماء، مما يعزز جاذبيتها للمراقبين.

نصائح عملية لمراقبة شهب التوأميات

للاستفادة القصوى من شهب التوأميات، ينصح عودة باختيار أماكن بعيدة عن تلوث الإضاءة الحضرية، حيث يصل عدد الشهب إلى 120 في الساعة تحت سماء مظلمة تمامًا، بينما ينخفض إلى نحو 10 فقط داخل المدن؛ وتبدأ الزخة الفعالة من مساء اليوم إلى صباح الغد، مع غياب القمر الذي يوفر رؤية نقية؛ وتستمر الذروة لـ10 إلى 12 ساعة حول وقت النشاط الأقصى، مع زيادة تدريجية بعد منتصف الليل؛ وفي هذه الفترة، يُفضل البدء بالرصد من الساعة التاسعة مساءً حتى قبيل الفجر.

• ابحث عن موقع هادئ ومظلم خارج المدن الكبرى.
• ابدأ المتابعة حوالي الساعة التاسعة مساءً للاستعداد.
• وجه نظرك نحو 45 درجة من كوكبة التوأمين لتغطية أوسع.
• ارفع عينيك إلى ارتفاع مماثل عن الأفق لالتقاط الشهب المنخفضة.
• استخدم تلسكوبًا بسيطًا إذا أمكن، لكن العين المجردة كافية.
• سجل الملاحظات لمقارنتها مع التقارير الرسمية لاحقًا.

شهب التوأميات تذكرنا بجمال الكون اليومي، وتدعو الجميع إلى رفع النظر نحو السماء في هذه الأيام القليلة؛ مع اقتراب الذروة، سيجد هواة الفلك فرصة نادرة للانغماس في عروض الطبيعة السماوية دون عناء.