فروق كبيرة في أسعار الذهب اليوم.. عدن مقابل صنعاء بنسبة 300% في اليمن

فجوة أسعار الذهب في اليمن تكشف عن انهيار اقتصادي يهز أركان البلاد؛ ففي تطور يثير القلق، بلغ الفرق السعري جرام الذهب عيار 21 نحو 123,500 ريال بين عدن وصنعاء، مما يعني نسبة تصل إلى 205%، في حين يدفع سكان عدن 200,000 ريال مقابل 65,500 ريال فقط في صنعاء، وهو أمر يهدد الاستقرار النقدي بشكل مباشر، كما ينبه المتخصصون إلى مخاطر تقسيم الاقتصاد إلى كيانين منفصلين إلى الأبد.

أرقام فجوة أسعار الذهب في اليمن تعكس حجم الانهيار

تشير البيانات اليومية إلى تفاصيل مذهلة حول هذه الفجوة، إذ يصل سعر الجنيه الذهبي في صنعاء إلى ما بين 490,000 و504,000 ريال، بينما يتوقف عند 345,000 ريال في عدن، وهو تباين يفوق التصورات؛ يروي أحمد المحمدي، موظف في عدن، كيف أن هذا الفرق يمثل راتب شهرين كاملين، مما يجعل شراء خاتم بسيط حلمًا بعيد المنال، ويزيد من الضغوط على الأسر التي تعتمد على الذهب كملاذ آمن، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية المتسارعة نحو الأسوأ.

جذور فجوة أسعار الذهب في اليمن ودور التوترات السياسية

تعود هذه الفجوة إلى سنوات من التصدعات الداخلية، حيث أدت سيطرة الحوثيين على الشمال إلى عزل صنعاء اقتصاديًا بقوانينها الخاصة، مما خلق فقاعة سعرية منفصلة؛ يصف الدكتور علي السقاف، الخبير الاقتصادي، الوضع بأنه تخريب متعمد للنظام النقدي المشترك، ويشبهه بمؤامرة لتفتيت اليمن على المستويين السياسي والاقتصادي، ويذكر أن آخر مرة حدث فيها شيء مشابه كان قبل توحيد البلاد عام 1990، عندما كانت العملات منفصلة تمامًا، مما يبرز عمق الأزمة الحالية.

لتوضيح التباين بشكل أفضل، إليك جدولًا يلخص الأسعار الرئيسية:

المنطقة سعر جرام عيار 21 (ريال)
عدن 200,000
صنعاء 65,500
الفرق 123,500

التأثيرات الإنسانية لفجوة أسعار الذهب في اليمن

تتجاوز فجوة أسعار الذهب في اليمن الأرقام لتصل إلى قصص يومية مؤلمة، كالتي تعيشها فاطمة عبدالله في عدن، التي اضطرت لبيع إرثها الذهبي لتمويل علاج عائلتها، وتأسف الآن لعدم بيعه في صنعاء حيث كان سيدر ضعف القيمة؛ يؤجل الشباب حفلات الزفاف، وتفقد الأسر مدخراتها، بينما يستغل التجار والمهربون الوضع لتحقيق مكاسب هائلة، كما يعترف محمد الصنعاني، تاجر ذهب، بأن نقل المعدن بين المدينتين يعد مغامرة مربحة رغم مخاطرها الجسيمة، وهذا يعمق الشعور بالظلم بين السكان.

من بين العواقب الرئيسية لهذه الفجوة، يمكن تلخيص بعضها كالتالي:

  • فقدان الثقة في العملة الوطنية المشتركة.
  • زيادة الاعتماد على الذهب كبديل، مما يفاقم التباين.
  • انتشار التهريب غير الشرعي مع مخاطر أمنية.
  • تأجيل المشاريع الشخصية مثل الزيجات والاستثمارات.
  • تعزيز الانقسام الاجتماعي بين المناطق.

التوقعات المستقبلية لفجوة أسعار الذهب في اليمن

يحذر الاقتصاديون من مسارات كارثية إذا استمرت فجوة أسعار الذهب في اليمن، حيث قد تؤدي إلى اقتصادين منفصلين ينهيان أي أمل في التوحيد، وتتطلب الأمر تدخلات فورية من الجهات النقدية لاستعادة التوازن قبل الانهيار الكامل؛ التحدي يكمن في تجاوز الخلافات السياسية لإنقاذ الاستقرار، ومع تزايد الضغوط، يبقى السؤال مفتوحًا حول قدرة المؤسسات على الرد الفعال.