كشف جيولوجي.. عبدالعزيز بن لعبون يحدد زحف جزيرة العرب نحو القطب الشمالي

حركة الجزيرة العربية باتجاه القطب الشمالي تكشف عن تحولات جيولوجية عميقة، كما يفسر الدكتور عبدالعزيز بن لعبون، الجيولوجي البارز، في لقائه مع بودكاست “الأول”؛ فالأرض تتحرك باستمرار عبر ملايين السنين، مما يغير مواقع القارات ويؤثر على المناخات المحيطة بها، وتشمل هذه الحركة الجزيرة العربية التي ليست ثابتة في مكانها الحالي قرب خط السرطان.

مسار حركة الجزيرة العربية عبر ملايين السنين

في زمن بعيد، لم تكن المناطق العربية في موقعها الراهن؛ فقد مرت بمراحل انتقالية متعددة، حيث انحدرت نحو خط الاستواء، ثم امتدت حتى القارة القطبية الجنوبية، مغطاة بطبقات جليدية هائلة السمك، قبل أن تعاود الصعود تدريجيًا، وتدخل مراحل دفء تتيح نمو الأشجار والغابات الكثيفة بفعل التحولات المناخية المتسارعة؛ ومن خلال الدراسات الجيولوجية، يتضح أن حركة الجزيرة العربية ليست حدثًا عرضيًا، بل جزء من ديناميكية الأرض الكلية، ترتبط بانجراف الصفائح التكتونية، مما يعيد تشكيل الخرائط الجغرافية ببطء يمتد لعصور طويلة، ويؤثر على الحياة النباتية والحيوانية في المنطقة.

قرب الجزيرة العربية من القطب الجنوبي واتجاهها الحالي

كانت شبه الجزيرة العربية في فترات سابقة قريبة جدًا من القطب الجنوبي، وهي اليوم تتجه شمالًا في حركة مستمرة، كما يؤكد بن لعبون، وسيستمر هذا الاتجاه لملايين السنين قادمًا، حتى تصل إلى مناطق باردة شمالية؛ وفي سياق هذه التحركات، تبرز أهمية فهم كيفية تأثير الصفائح الأرضية على المواقع الحالية، حيث يشير الخبراء إلى أن مثل هذه العمليات تحدث بأمر إلهي مدروس، يعيد ترتيب العناصر الطبيعية دون توقف، ويمهد لتغييرات جذرية في المناخات والجغرافيا المحلية.

مؤشرات جيولوجية تشير إلى فترات مطيرة مستقبلية

توجد دلائل جيولوجية متعددة تشير إلى اقتراب المنطقة من مراحل مطيرة، قد تعيد الغابات والمروج والأنهار إلى السطح؛ فالبحر الأحمر قد يتوسع ليصبح محيطًا، بينما يختفي الخليج العربي تدريجيًا، مع ظهور جبال شاهقة في الشرق، وكل هذه التغييرات تحتاج إلى حوالي 50 مليون سنة، وهي فترة قصيرة نسبيًا في عالم الجيولوجيا؛ ومن أبرز هذه المؤشرات، يمكن الاستعانة ببيانات الطبقات الصخرية التي تروي قصة التحولات السابقة.

لتوضيح التغييرات المناخية المرتبطة بحركة الجزيرة العربية، إليك جدولًا يلخص بعض الجوانب الرئيسية:

الفترة الزمنية التغييرات الرئيسية
الماضي البعيد اقتراب من القطب الجنوبي مع تغطية جليدية وغابات لاحقة
الحاضر حركة شمالية قرب خط السرطان مع مناخ جاف
المستقبل فترات مطيرة وجبال جديدة بعد ملايين السنين

أما في السياق المناخي القريب، فقد تعود المروج والأنهار خلال فترات قصيرة نسبيًا، مثل سنة أو اثنتين أو ثلاث، بسبب تغيرات مفاجئة؛ ومن بين العوامل المؤثرة، تبرز ثوران البراكين الذي يحجب الشمس مؤقتًا، مما يبرد الجو ويزيد من هطول الأمطار، وقد يؤدي ذلك إلى عصر جليدي عابر يعزز نمو النباتات وتدفق الأنهار؛ ولفهم كيفية حدوث ذلك، يمكن تلخيص الخطوات الرئيسية في قائمة:

  • ثوران بركاني كبير يطلق غازات كثيفة في الغلاف الجوي.
  • حجب أشعة الشمس يؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة العالمية.
  • زيادة في هطول الأمطار تنتج روافد مائية جديدة.
  • نمو سريع للنباتات في المناطق الرطبة الناشئة.
  • عودة المروج إلى الجزيرة العربية مع تحسن المناخ المحلي.
  • تأثير طويل الأمد على الحياة البرية والزراعة.

مع تزايد الاهتمام بهذه الديناميكيات، يظل العلماء يتابعون التطورات لفهم تأثيرها على المنطقة، مما يفتح آفاقًا للبحوث المستقبلية في الجيولوجيا والمناخ.