دانييلي روفينيتي لـ”الشروق” المصرية: غياب حكومة موحدة يهدد الاستقرار السياسي

الانتخابات الليبية تمثل محورًا رئيسيًا في التصريحات الأخيرة للسياسي الإيطالي دانييلي روفينيتي، الذي تحدث لصحيفة الشروق المصرية عن الصعوبات الجسيمة التي تواجهها دون تشكيل حكومة موحدة، وسط انقسامات متفاقمة تهدد الاستقرار العام؛ فالوضع السياسي في ليبيا يعكس تعقيدات طويلة الأمد، حيث يؤكد روفينيتي أن أي حوار داخلي يبدو خطوة مشجعة، لكنه يظل بعيدًا عن تحقيق هدف الانتخابات الحقيقي، معتمدًا على موافقات دولية حاسمة لإحداث تغيير ملموس في طرابلس.

صعوبات الانتخابات الليبية في ظل الانقسام الحالي

يشدد دانييلي روفينيتي على أن الانتخابات الليبية تواجه عقبات هائلة بسبب الانقسامات السياسية المتزايدة داخل البلاد، مما يجعل إجراءًا لها أمرًا بالغ الصعوبة إذا لم تُشكل حكومة واحدة تجمع الجهات المتنافسة؛ فالتوترات بين الفصائل المختلفة تحول دون بناء إجماع وطني ضروري، ويُرى أن هذا الواقع يعيق التقدم نحو مرحلة انتقالية مستقرة، حيث يحتاج الوضع إلى جهود مكثفة لتجاوز الخلافات التاريخية التي نشأت بعد الثورة. كما يشير روفينيتي إلى أن غياب الوحدة الحكومية يعمق الفجوات، مما يجعل الانتخابات الليبية تبدو هدفًا يتطلب تدخلات خارجية مدروسة لتجنب الفوضى.

أهمية الحوار الداخلي لدعم الانتخابات الليبية

يُعتبر الحوار الليبي الداخلي خطوة إيجابية في نظر روفينيتي، إذ يمثل محاولة لاستكشاف توصيات عملية تهيئ الأرضية للانتخابات الليبية، لكنه يحمل تفويضًا محدودًا لا يمتد إلى اختيار الحكومة الجديدة تمامًا؛ فالهدف الرئيسي من هذا الحوار هو خلق بيئة مواتية للانتخابات، مع التركيز على حلول واقعية تتجاوز الجدل النظري، ومع ذلك يرى السياسي الإيطالي أن الطريق إلى الانتخابات الليبية لا يزال طويلًا إذا لم يُترجم الحوار إلى إجراءات ملموسة، خاصة في ظل التحديات اللوجستية والأمنية التي تواجه البلاد اليوم.

• تعزيز الإجماع بين الفصائل السياسية المتنافسة.
• وضع آليات أمنية مشتركة لضمان سلامة الانتخابات.
• تطوير خطط انتقالية للحكومة المؤقتة.
• إشراك المجتمع المدني في عملية الحوار.
• مراقبة التقدم من خلال لجان دولية محايدة.

دور القوى الدولية في تشكيل مسار الانتخابات الليبية

لا يمكن تجاهل التأثير الخارجي في الانتخابات الليبية، كما يوضح روفينيتي، حيث يُشترط موافقة تركيا والولايات المتحدة لأي تغيير حقيقي في طرابلس، إذ أن الانقسامات الحالية تمنع التقدم الداخلي دون دعم دولي؛ فهذه القوى تلعب دورًا حاسمًا في التفاوض على مبادرات السلام، ويُرى أن غياب تعاونهما يعمق التعقيدات، مما يجعل الانتخابات الليبية رهينة لتوازنات جيوسياسية معقدة، وفي هذا السياق، يدعو روفينيتي إلى حوار أوسع يجمع الجهات الدولية لدعم الجهود الليبية.

في النهاية، يبقى الانتخابات الليبية رهانًا كبيرًا يعتمد على تجاوز الانقسامات، مع الحاجة إلى حوار داخلي مدعوم دوليًا لتحقيق وحدة حقيقية.