تحقيقات الشرطة.. ناشئ يموت في اتحاد الكاراتيه بالإسكندرية قبل الحكم

محاكمة مسؤولي الكاراتيه في الإسكندرية أشعلت نقاشات حادة بين المتابعين للشأن الرياضي، خاصة بعد الوفاة المأساوية لطفل شارك في بطولة جمهورية للكاراتيه تحت سن الثامنة عشرة؛ يواجه ثلاثة مسؤولين بارزين تهماً بالتقصير الذي ساهم في الكارثة، وتنتظر المحكمة جلسة حاسمة غداً برئاسة المستشار عبدالحسيب حمدي، وعضوية مروان هشام جمال وأحمد محفوظ رسلان، مع مشاركة وكلاء النيابة العامة لإصدار الحكم النهائي في حق “س.س.م” رئيسة اللجنة الطبية بالاتحاد المصري للكاراتيه، و”ا.ا.ا” رئيس لجنة المسابقات، و”ا.م.ال” رئيس منطقة الإسكندرية، بناءً على أدلة كشفت انتهاكات جسيمة للمعايير الرياضية والصحية.

أسباب الإهمال الطبي في محاكمة مسؤولي الكاراتيه

تركز الاتهامات الرئيسية على “س.س.م”، التي تخلت عن مسؤولياتها المهنية أثناء بطولة الجمهورية للكاراتيه من 6 إلى 10 فبراير 2025 في الإسكندرية؛ اعتمدت على طبيبين لم يكملا تدريبهما الكامل، مستندة إلى شهاداتهم دون التحقق من صلاحيات ممارسة المهنة، مما ينتهك قانوني رقم 415 لسنة 1954 وقانون 3 لسنة 1985 الخاصين بالمهن الطبية. هذا الإغفال منع الكشف السريع عن مشكلة الطفل “ي.ا.م” بعد سقوطه في الحلبة، فتفاقمت إصابته؛ يتعارض الأمر مع قرار وزير الشباب والرياضة رقم 1642 لسنة 2024، الذي يفرض وجود فريق طبي مؤهل لدعم اللاعبين في الرياضات القتالية عالية المخاطر مثل الكاراتيه، خاصة لدى الشباب الذين يحتاجون حماية إضافية ضد الإصابات المفاجئة.

دور لجنة المسابقات في تقصير محاكمة مسؤولي الكاراتيه

يُحمَّل “ا.ا.ا”، رئيس لجنة المسابقات ومدير البطولة، مسؤولية عدم التأكد من جاهزية الفريق الطبي؛ لم يطلب أي وثائق تثبت كفاءة الأطباء من “س.س.م”، ولم يُطلع رئيس المنطقة على أي مشكلات، فاستمرت المنافسات دون ضمانات أساسية للسلامة. هذا التقصير يصادم الإجراءات الصحية المحددة في قرار الوزير، الذي يتطلب فحص هويات الطاقم الطبي قبل كل لقاء؛ لو طبق ذلك، لربما أنقذ الطفل “ي.ا.م” من تدهور حالته القلبية أثناء المنافسة في قسم شرطة سيدي جابر، حيث توفي بسبب التأخير في الاستجابة. التحقيقات أظهرت أن مثل هذه الخطوات شائعة في الرياضات الأخرى، لكن الإخفاق هنا يبرز نقاط ضعف في إدارة الاتحاد المصري للكاراتيه، مما يعزز جدل محاكمة مسؤولي الكاراتيه حول الحاجة إلى إصلاحات فورية.

النقائص التنظيمية المكشوفة بمحاكمة مسؤولي الكاراتيه

يُتهم “ا.م.ال”، رئيس منطقة الإسكندرية، بالإهمال في الجانب اللوجستي، إذ لم يُجهز الملعب بجهاز الإنعاش القلبي الرقمي (AED) الذي يقدم توجيهات صوتية للإسعاف؛ اختار تعاقداً مع شركة إسعاف غير معتمدة، مخالفاً توجيهاً من الاتحاد في 30 مارس 2024 يُلزم التعاون مع هيئة الإسعاف لتوفير مركبات مجهزة بأدوات حديثة. أدى هذا الخلل إلى تباطؤ عملية الإنقاذ، مساهماً في نهاية الطفل؛ تُعد محاكمة مسؤولي الكاراتيه مناسبة لمراجعة البرتوكولات الأمنية في البطولات، حيث يجب أن تسبق السلامة أي اعتبارات تنافسية، مع التركيز على تقليل المخاطر في الرياضات القتالية.

كشفت تحقيقات النيابة العامة، المسجلة برقم 6541 لسنة 2025، عن انتهاكات جماعية لقرار 1642، مثل تجاهل السجلات الطبية للاعبين وتعيين طبيبة متخصصة في النساء للإشراف على رياضة قتالية؛ بناءً عليها، اقترحت النيابة تحسينات للسلامة:

• تطبيق قرار الوزير 1642 بالكامل، مع الاهتمام بفريق متخصص في الطوارئ الحادة.
• مراجعة السجلات الصحية لكل مشارك مسبقاً للكشف عن مخاطر محتملة.
• تزويد كل فعالية بجهاز AED وسيارات إسعاف رسمية، خاصة في الكاراتيه.
• توعية المسؤولين بإجراءات الطوارئ، مع غرامات شديدة لأي مخالفة.
• التعاون الإجباري مع الجهات الإسعافية الرسمية قبل البدء في أي بطولة.

انطلقت التحقيقات عقب تسجيل الحادث، وأحالت النيابة المتهمين للمحكمة مباشرة لتحقيق العدالة؛ يترقب الجميع حكماً يعيد بناء الثقة في الرياضة المصرية.