تقرير بليتز البنغلاديشي: دول أوروبية تدعم مليشيات في تعذيب مهاجرين ليبيين

تعذيب المهاجرين في ليبيا يأتي على حساب سياسات الاتحاد الأوروبي التي تهدف إلى منع وصول قوارب اللاجئين إلى الشواطئ الأوروبية، مما يدفع المهاجرين إلى مراكز احتجاز غير قانونية يسيطر عليها المليشيات، حيث يتعرضون للضرب والجوع والابتزاز في ظروف غير إنسانية، وفقًا لتقرير نشرته موقع بليتز البنغلاديشي، الذي يكشف تورط دول أوروبية في تمويل هذا النظام الوحشي منذ سنوات.

سياسات الاتحاد الأوروبي ودعم الحدود الليبية

منذ عام 2015، وجه الاتحاد الأوروبي ودول أعضائه، مثل إيطاليا بشكل خاص، مبالغ هائلة تصل إلى مئات الملايين من اليورو لتعزيز القدرات الليبية في السيطرة على الهجرة عبر البحر المتوسط، حيث شمل الدعم توفير قوارب دورية وبرامج تدريبية لخفر السواحل، بالإضافة إلى معدات اتصالات حديثة وعقود صيانة، كما زودت إيطاليا وحدها ما لا يقل عن 14 سفينة بتقنيات متقدمة، وهذا الإنفاق يأتي في إطار استراتيجية تُعرف بالتجاوز التي تهدف إلى إيقاف المهاجرين قبل وصولهم إلى أوروبا لتجنب إجراءات اللجوء القانونية، مما يعيد المهاجرين قسراً إلى ليبيا رغم المخاطر الواضحة، ويُحوّل البلاد إلى محور رئيسي في هذه الجهود لأكثر من عقد، حيث أصبحت عمليات الاعتراض والإعادة أولوية على الإنقاذ الإنساني.

تورط خفر السواحل في الاتجار وتعذيب المهاجرين في ليبيا

يمتد التعذيب إلى خفر السواحل الليبي الذي يشارك في عمليات اتجار بالبشر، حيث يتعرض المهاجرون للسجن التعسفي والضرب الجسدي والحرمان من الطعام، بالإضافة إلى الابتزاز المالي داخل نظام احتجاز يسيطر عليه الفساد والعنف، وتُمول هذه الانتهاكات المنهجية من قبل الاتحاد الأوروبي الذي يدرك تمامًا طبيعتها الإجرامية، فالشبكات الإجرامية لا تعمل في عزلة بل تتداخل مع الجهاز الأمني، إذ ينتمي بعض المهربين إلى صفوف قوات الأمن الحالية أو السابقة، ويُنسقون مع جدول الدوريات للسماح لبعض القوارب بالمرور مقابل إيقاف الآخرين، وفقًا لنشطاء حقوق الإنسان في ليبيا الذين يصفون هذا الواقع بأنه جزء لا يتجزأ من النظام نفسه، مما يعمق معاناة المهاجرين ويحول ليبيا إلى سجن مفتوح.

مركز بئر الغنم كنقطة ساخنة للانتهاكات

يبرز مركز احتجاز بئر الغنم جنوب غرب طرابلس كمثال صارخ على تعذيب المهاجرين في ليبيا، حيث يُحتجز فيه مئات الأشخاص في غرف ضيقة تجمع حتى 200 شخص في مساحة واحدة لا تسمح بالجلوس أو النوم، مع انتشار الحشرات وغارات الحراس العشوائية التي تشمل الضرب بالأحزمة أو الخراطيم أو صب الماء لإرهاقهم، وهذا المركز غير الرسمي يُعتبر حتى في السياق الليبي موقعًا سيئ السمعة، إذ يشبّهه باحثو الهجرة بثقب أسود يبتلع الناس دون أثر، فهو خالٍ من التسجيل الرسمي أو الإشراف الحكومي، مما يتيح اختفاء المحتجزين تمامًا، وقد وصفته الأمم المتحدة بأنه يشهد جرائم ضد الإنسانية، ويعكس هذا المركز السياسة الأوروبية التي تفضل الإعادة السريعة على الرغم من الأدلة الساحقة على الإساءة الروتينية.

لتوضيح الدعم الأوروبي وتداعياته، إليك جدولًا يلخص العناصر الرئيسية:

نوع الدعم التفاصيل
قوارب ومعدات 14 سفينة دورية من إيطاليا، معدات اتصالات
تدريب وصيانة برامج تدريبية، عقود صيانة للأسطول الليبي
مساعدة مالية مئات الملايين من اليورو منذ 2015
نتائج تعزيز الاحتجاز والتعذيب في مراكز المليشيات

في سياق الانتهاكات اليومية، يمكن تلخيص التحديات التي يواجهها المهاجرون في قائمة تشمل:

  • السجن في زنازن مزدحمة بدون تهوية أو نوم كافٍ.
  • الضرب الجسدي بأدوات عنفية أثناء الغارات الليلية.
  • الحرمان من الطعام والماء كوسيلة ابتزاز.
  • الابتزاز المالي من قبل الحراس والمهربين.
  • التعرض للحشرات والأمراض بسبب الإهمال الصحي.
  • الاختفاء القسري دون تسجيل أو محاسبة.

هذه الواقع يدفع إلى إعادة النظر في الشراكات الدولية، مع الحاجة الملحة إلى آليات إشراف حقيقية تحمي المهاجرين من دائرة التعذيب المُموّلة خارجيًا.