توتر يتصاعد في تحالف السعودية والإمارات باليمن أمام تقدم الحوثيين 2025

انقسام التحالف الخليجي يُحدث تحولاً جذرياً في اليمن، حيث انفصل أبرز الشركاء الإقليميين لأول مرة منذ عقد كامل، عقب سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات على المحافظات الشرقية؛ هذا التغيير يُعيد ترتيب النفوذ الخليجي، ويُحوّل الحلفاء السابقين الذين واجهوا إيران معاً إلى منافسين غير مباشرين، مما قد يُعيد صياغة الشرق الأوسط خلال أيام قليلة فقط.

ما الذي دفع إلى انقسام التحالف الخليجي؟

في هذا السياق، أشارت مجلة نيوزويك الأمريكية إلى أن تراجع القوات السعودية من الشرق اليمني يُمثل خسارة كبيرة للمملكة، التي أنفقت مليارات على دعم الجهود العسكرية طوال عشر سنوات؛ نجح عيدروس الزبيدي، زعيم المجلس الانتقالي، في مد نفوذه نحو موانئ حيوية ومخزونات نفطية تُقارن باحتياطيات الكويت، مما يُعزز موقفه الاستراتيجي في المنطقة. ومع ذلك، يعود هذا الانقسام إلى تراكم خلافات خفية حول السيطرة على باب المندب ومسارات التجارة العالمية، تشبه ما حدث في انقسام التحالف العربي بليبيا قبل عقود، لكن مع مخاطر أعلى هنا؛ فالصراع يُهدد بتعزيز حركة الحوثي المدعومة من إيران في الشمال، بينما تواجه الولايات المتحدة تحدياً دبلوماسياً لتوفيق حليفيها التقليديين السعودية والإمارات.

تأثيرات انقسام التحالف الخليجي على السكان اليمنيين

يُعاني اليمنيون من تداعيات هذا الانقسام مباشرة، كما يروي أحمد المحضار، مواطن من حضرموت فقد عمله في ميناء المكلا بفعل التوترات السياسية المتسارعة؛ يقول إن الشعب يُصبح ضحية لمناورات القوى الكبرى، وأن الأطفال يدفعون ثمن نزاعات لا علاقة لهم بها. تعثرت المساعدات الإنسانية عن ملايين السكان، وارتفع سعر الوقود بنسبة 15% في أسبوع واحد، مما يُفاقم الأزمة الاقتصادية؛ الخبراء يرون أن هذا قد يؤدي إلى تقسيم حقيقي للبلاد، مع الحفاظ كل جانب على مناطق نفوذه، ويفتح أبواباً لتدخلات إقليمية جديدة لسد الفراغ الناشئ.

كيف يُغيّر انقسام التحالف الخليجي موازين الشرق الأوسط؟

للتعامل مع هذه الأزمة، تعقد الجهات الخليجية اجتماعات عاجلة، ويحذر الدكتور عبدالله الفقيه، متخصص في الشؤون اليمنية، من أننا نشهد لحظة حاسمة قد تُعيد تشكيل التوازنات الإقليمية لسنوات طويلة؛ التحدي الرئيسي يكمن في تجنيب اليمن تحوّله إلى ميدان صراع خليجي مكشوف، الذي قد يُشعل المنطقة كلها. لفهم العوامل الرئيسية، إليك قائمة بالجوانب البارزة:

  • التنافس على الموارد النفطية في الشرق اليمني، التي تُعزز الاقتصاد الإقليمي.
  • السيطرة على الموانئ الاستراتيجية مثل باب المندب، الذي يُدار حركة التجارة العالمية.
  • تراجع النفوذ السعودي بعد استثمارات بمليارات الدولارات طوال عقد.
  • تعزيز موقف الحوثيين في الشمال بفضل الفراغ الأمني الناتج.
  • التأثير على الأمن الإقليمي، مع إمكانية تدخل قوى دولية جديدة.

لتوضيح الخسائر، إليك جدول يلخص الجوانب الرئيسية:

الجانب التأثير
النفوذ السعودي ضربة موجعة بعد انسحاب القوات من الشرق
السيطرة الإماراتية توسع في الموانئ والنفط يُعادل موارد الكويت
الوضع الإنساني تعثر مساعدات عن ملايين، ارتفاع أسعار الوقود 15%

مع تزايد التوترات، تبقى الدبلوماسية الخليجية الخيار الأفضل لاحتواء التصدعات، قبل أن يُعيد انقسام التحالف الخليجي تعريف الأمن في المنطقة بأكملها.