قفزة قوية للبلاديوم يتجاوز 1700 دولار للأوقية بعمليات شراء فنية

سعر البلاديوم شهد زخمًا إيجابيًا خلال جلسات التداول يوم الأربعاء، مدعومًا بعمليات شراء تقنية امتدت إلى معادن أخرى مثل الفضة التي وصلت إلى ذروات تاريخية، وسط توترات حول اتجاه سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي؛ يتأرجح هذا السعر بنفس الدفعات التي تشكل مسار مجموعة المعادن الثمينة عمومًا، خاصة تلك المتعلقة بتوقعات معدلات الفائدة وقدرة الدولار ومستوى الاستعداد للمخاطر بين المتاجرين، حيث أشارت تقارير إلى حذر المستثمرين قبل إعلانات التوظيف الأمريكي الرئيسية وبيانات التضخم القادمة، مما أدى إلى جني بعض الأرباح بعد صعود حاد في 2025، مع تراجع خفيف للبلاديوم مقابل استقرار البلاتين.

كيف يؤثر عدم اليقين الأمريكي على سعر البلاديوم؟

يأتي تقلب سعر البلاديوم في سياق عالمي مترابط، إذ يعتمد كسلعة دولية على ديناميكيات الذهب والفضة؛ عندما تشتد التوقعات بخفض الفائدة أو يضعف الدولار، ترتفع قيمة الأصول غير المدرة للدخل مثل هذا المعدن، بينما يثير التوتر من البيانات الاقتصادية حركات سريعة للحد من المخاطر في أسواق الثمينات، وأضافت تعطيل جمع الإحصاءات بسبب إغلاق الحكومة الأمريكي طبقة إضافية من الغموض، مما يجعل المتداولين يعيدون ترتيب مراكزهم بحذر شديد، خاصة مع تأثير ذلك على الثقة العامة في الاقتصاد الكلي، وهو ما يجعل سعر البلاديوم حساسًا لأي إشارة من الفيدرالي تجاه السياسات النقدية المستقبلية، مما يعكس ارتباطه الوثيق بسيولة السوق العالمي دون أن يفقد استقلاليته عن عوامل أخرى مثل الطلب الصناعي.

التعديلات الأوروبية ودورها في مستقبل سعر البلاديوم

برزت مؤشرات جديدة في 16 ديسمبر تتعلق بمراجعة الاتحاد الأوروبي لمعايير محركات الاحتراق الداخلي بحلول 2035، حيث ألمحت المفوضية إلى إمكانية تخفيف الحظر على السيارات غير الكهربائية تمامًا، تحت ضغط من دول كبرى وقطاع السيارات، مع اقتراح تعديل هدف خفض الانبعاثات إلى 90% بدلًا من 100% مقارنة بـ2021، مما يفتح الباب أمام استمرار السيارات الهجينة والمدى الممتد، كما تدرس آليات تعويض تشمل وقودًا بديلًا وصلبًا أخضر للسماح ببيع محركات الاحتراق بعد 2035؛ يرتبط سعر البلاديوم ارتباطًا حميمًا بهذه التغييرات، إذ يُستخدم في محولات الحفاز لتطهير عوادم البنزين، فإطالة عمر هذه التقنيات قد تبطئ تراجع الطلب الأساسي، وفقًا لاستراتيجيين في WisdomTree الذين يرون في ذلك دعمًا لمركبات الاحتراق والمعادن المرتبطة مثل البلاتين، مما يعزز المنحنى الطويل لسعر البلاديوم عبر تأخير التحول الكهربائي.

توازن العرض والطلب يعيد تشكيل سعر البلاديوم

يتفاعل سعر البلاديوم مع إشارات التوازن من منتجين رئيسيين مثل Norilsk Nickel الروسية، أكبر مصدر عالمي، حيث حدثت تحديثات في مذكرة 16 ديسمبر من خلال محللي Commerzbank، تلخص توقعات الشركة كالتالي:

• في عام 2025، يتوقع توازن السوق دون الطلب الاستثماري، لكن عجزًا يصل إلى 200 ألف أوقية مع إدراجه.
• أما في 2026، فينبئ بعجز قدره 100 ألف أوقية باستثناء النشاط الاستثماري.
• يؤكد Mining.com على الأرقام ذاتها، مشددًا على تأثير الاستثمارات في سوق مركزة.
• في سياق أوسع، ارتفع سعر البلاديوم 25% منذ بداية الصعود، متزامنًا مع الفضة والبلاتين، كما ذكرت رابطة الذهب الهندية.
• يبرز هذا التحول كيف يغير الطلب الاستثماري المعنويات السعرية في أسواق الثمينات الصغيرة.

يظهر هذا التمييز أهمية التمييز بين العجز الحقيقي والمؤقت، خاصة مع تركز الإنتاج الروسي، مما يجعل سعر البلاديوم عرضة لتغيرات الصناديق المتداولة.

رؤى لسعر البلاديوم في 2026 بين الدعم والتحديات

سجل عقد البلاديوم الفوري في NYMEX لديسمبر 2025 نحو 1,592.80 دولارًا للأوقية برفع 78.60 دولارًا، بينما يختلف الفارق مع العقود الآجلة حسب السيولة والتمويل، ومع صعود 2025 القوي، أعادت التوقعات لـ2026 تقييمًا مزدوجًا بين شح العرض والتركيز الإنتاجي مع تمديد الطلب الهجين، مقابل التحول إلى الكهرباء والاستبدال؛ إليك أبرز الرؤى حتى منتصف ديسمبر:

• مورغان ستانلي تتوقع 1,325 دولارًا للأوقية، مدعومة باختلالات هيكلية.
• هيرايوس تحدد نطاقًا من 950 إلى 1,500 دولارًا، محذرة من فائض إذا انخفض الطلب على الحفازات.
• WPIC يرى عجزًا طفيفًا في 2025 يتحول إلى فائض خفيف في 2026.
• استطلاع رويترز يشير إلى متوسط 1,262.50 دولارًا، ارتفاعًا من السابق.
• في التداولات الأمريكية، صعدت العقود لمارس 3.5% إلى 1,714.5 دولارًا.

مع هذه الرؤى المتضاربة، يبقى سعر البلاديوم في حالة يقظة، حيث يعكس توازنًا دقيقًا بين الفرص الصناعية والمخاطر العالمية، مما يدعو المتابعين إلى مراقبة التطورات السياسية والاقتصادية عن كثب.