«الشارقة للتراث» يبحث مع زنجبار تعزيز فرص صون الموروث الثقافي المشترك

الزيارة الرسمية لوفد معهد الشارقة للتراث إلى جزيرة زنجبار تمثل خطوة مهمة لتعزيز التعاون الثقافي والسياحي بين الطرفين، مع التركيز على تبادل الخبرات في حفظ وصون الموروث الثقافي غير المادي، الذي يشكل أحد الركائز الأساسية للحفاظ على الهوية الوطنية والتراث الإنساني.

تعزيز التعاون الثقافي والسياحي بين معهد الشارقة للتراث وزنجبار

زار وفد معهد الشارقة للتراث جزيرة زنجبار، بهدف تدعيم أواصر التعاون الثقافي والسياحي بين الجانبين، مع تركيز خاص على تبادل الخبرات في صون الموروث الثقافي غير المادي، الذي يلقى اهتماماً متجدداً في ظل التحديات التي تواجه المحافظة على الهوية الثقافية. ترأس الوفد الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس المعهد، ورافقه القنصل العام الإماراتي في زنجبار، صالح أحمد سيف الذيب الحميري. وقد كان في استقبالهما الدكتور عبود سليمان جومبي، الأمين العام لوزارة السياحة والتراث في زنجبار، مما يعكس الأهمية الكبيرة التي يوليها الطرفان لهذه الزيارة في إطار التعاون المشترك. خلال الزيارة، جرى بحث آفاق تعاون مشترك يرتكز على تنفيذ مبادرات ثقافية متميزة، وبرامج تدريبية متخصصة، إلى جانب مشاريع توثيقية تهدف إلى إبراز التراث الثقافي الإماراتي والزنجباري على الساحة الدولية، في إطار جهود دعم السياحة الثقافية كركيزة حيوية للتنمية، خاصة التنمية المستدامة التي ترتكز على الأصالة والابتكار معا.

دور معهد الشارقة في توسيع الشراكات وصون الموروث الثقافي غير المادي

أكد الدكتور عبدالعزيز المسلم أن هذه الزيارة تأتي ضمن استراتيجية المعهد التي تهدف إلى توسيع شبكة الشراكات الإقليمية والدولية في مجالات صون التراث الثقافي غير المادي، الذي يعد أحد الثروات الثقافية التي يجب توثيقها ونقلها للأجيال القادمة لضمان استمرارها. وأوضح أن تبادل الخبرات والمعرفة بين المعهد وزنجبار يسهم في دعم الجهود المؤسسية الرامية إلى حفظ هذا التراث وتنميته، ما يعزز مكانة الثقافة والتراث في كافة المنصات المحلية والعالمية، ويدعم استدامة المشاريع الثقافية والسياحية المرتبطة بها، مع التركيز على البرامج التدريبية التي ترفع كفاءة العاملين في هذا المجال، والمبادرات الوثائقية التي تثري المحتوى الثقافي المشترك.

آفاق التعاون المستقبلي بين الإمارات وزنجبار في مجالات الثقافة والسياحة

برز خلال اللقاء عمق الشراكة الثقافية بين الإمارات وجمهورية تنزانيا المتحدة، وتحديداً جزيرة زنجبار، حيث أكد صالح الحميري أهمية تعزيز العلاقات الثنائية في مجالات السياحة والتعليم والصناعات الإبداعية، مشيراً إلى التزام الإمارات الدائم في تطوير هذه القطاعات الحيوية. من جانبه، أشار الدكتور عبود جومبي إلى أن الزيارة تمثل امتداداً للعلاقات المتنامية بين الجانبين منذ زيارة رئيس زنجبار، د. حسين علي مويني، إلى الإمارات في يناير 2022، حيث تعززت العلاقات بشتى أوجه التعاون الثقافي والدبلوماسي، ما أتاح فرصاً متعددة لتعزيز المشاريع المشتركة. وأوضح أن المرحلة المقبلة ستشهد إطلاق مبادرات جديدة تسهم في دفع التعاون تجاه آفاق أوسع تشمل:

• تطوير برامج ثقافية مشتركة تعكس التراث والحضارة
• تنفيذ مشاريع سياحية ثقافية تستند إلى التراث المحلي
• إقامة دورات تدريبية متخصصة للحفاظ على الموروث الثقافي
• تعزيز الدبلوماسية الثقافية لتوطيد العلاقات الدولية

يشكل التعاون الثقافي والسياحي بين معهد الشارقة للتراث وزنجبار نموذجاً حياً لجهود صون الموروث الثقافي غير المادي، وتسخير هذه الثروة الحضارية لتنمية السياحة المستدامة، مما يفتح آفاقاً واعدة لتعزيز التبادل الثقافي وتوفير فرص للتنمية المجتمعية القائمة على الأصالة والحفاظ على القيم الثقافية المشتركة.