رهان جريء من أبل.. اختبار قدرات سيري الحقيقية في 2026

سيري الجديد يعكس تحولًا استراتيجيًا يسعى أبل من خلاله لاستعادة زمام المبادرة في عالم الذكاء الاصطناعي الذي يتسارع، حيث تخطط الشركة لإصدار نسخة محسنة من مساعدها الصوتي في العام المقبل، عقب سنوات من التأخر أمام المنافسين البارزين. وعدت أبل مستثمريها بتجربة أكثر تعقيقًا وتخصيصًا، إلا أن التأخير الأخير يبرز التعقيدات الداخلية، وسط ضغوط هائلة من تطبيقات مثل شات جي بي تي التي أعادت رسم خارطة المنافسة منذ أواخر 2022، مما يجعل موقع أبل موضع تساؤل مستمر.

أسباب تأجيل إصدار سيري الجديد

أبل، المعروفة بكتمان خططها، أجبرت على الإفصاح عن تأخير سيري الجديد الذي حددت إطلاقه سابقًا لعام 2025، ليصبح الآن في 2026، رغم الحملات الدعائية التي أثارت حماسًا كبيرًا. هذا الإعلان جاء بعد نشرة من سي إن بي سي استندت إلى مصادر داخلية، بينما أكد تيم كوك، الرئيس التنفيذي، تقدمًا واضحًا في العملية، لكنه أصر على ضرورة تمديد الجدول الزمني لتحقيق معايير الجودة العالية التي تمنع أي إحباط محتمل. ترى أبل في هذا الانتظار فرصة لتهيئة المنتج بشكل أفضل، خاصة وأن أسهمها ارتفعت بنسبة 12% منذ مطلع 2025 بقدرة آيفون 17، على الرغم من الفارق الملحوظ في تقنيات الذكاء الاصطناعي مقارنة بغوغل التي رفعت قيمة أسهمها أكثر من 60% هذا العام، مدعومة برقائقها المتخصصة وأنظمتها المتطورة.

تحديات المنافسة في تطوير سيري الجديد

أصبح المستخدمون يفضلون الحوارات الطبيعية مع أدوات مثل شات جي بي تي وكلود وجيميني، مما يعزز الضغط على أبل لمواكبة الابتكارات في قلب صناعة التكنولوجيا. خلال 2025، أطلقت أوبن إيه آي نسخة محسنة من سورا لإنتاج الفيديوهات، ووسعت أنثروبيك خيارات كلود، وأعدلت أمازون مساعد أليكسا، بينما ركزت أمازون ومايكروسوفت على وكلاء الذكاء الاصطناعي القادرين على العمل لفترات طويلة؛ حتى ميتا غيرت مسارها نحو نموذج جديد. أما أبل، فلم تقدم إصدارات رئيسية في هذا القطاع منذ الكشف عن Apple Intelligence في 2024، وهي مجموعة أدوات لإنشاء الصور وإعادة كتابة النصوص وتلخيص التنبيهات، مع ربط جزئي بشات جي بي تي، رغم الثناء على بعض التحسينات كإدارة الإشعارات، إلا أن مشكلات في إعادة صياغة الأحداث أدت إلى إيقاف مؤقت لتلك الوظيفة. في الوقت ذاته، أجرت أبل تعديلات تنظيمية لدعم سيري الجديد، مثل اعتزال جون جياناندريا، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي، في 2026، مع توزيع مسؤولياته على قيادات عليا، وتعيين أمار سبرامانيا الذي ساهم سابقًا في جيميني، في خطوة نادرة تظهر عزم الشركة على طمأنة الأسواق بجديتها في هذا المجال.

• بناء نماذج ذكاء اصطناعي متطورة للحوارات اليومية السلسة.
• تعزيز الحماية الخاصة عبر رقائق مصنعة داخليًا.
• ربط الشراكات الخارجية مثل شات جي بي تي للاستفسارات الصعبة.
• إجراء اختبارات مكثفة لتجنب الأخطاء السابقة في التلخيص.
• توسيع نطاق الوكلاء الذكيين للمهام الروتينية اليومية.

نهج أبل الحذر تجاه سيري الجديد

يحافظ أبل على أسلوبها المتأني مقارنة بالمنافسين الذين استثمروا 380 مليار دولار في مرافق البيانات ورقائق إنفيديا، معتمدة أجهزتها الداخلية لأغراض الخصوصية، مما يثير نقاشات حول اعتماد سيري الجديد على شركاء خارجيين، إذ يحول حاليًا الاستعلامات إلى شات جي بي تي مع إمكانية إضافة جيميني مستقبلًا. أعرب كوك عن استعداده لصفقات واسعة، لكن التكاليف المرتفعة لشركات الذكاء الاصطناعي تحول دون الاستحواذات السهلة، خاصة بعد صفقة بيتس التي بلغت 3 مليارات دولار.

رغم قصر التقدم في الذكاء الاصطناعي، لم يعصف ذلك بمبيعات آيفون، مع توقعات إيجابية للإيرادات، إلا أن القادة يعلمون أن هذا القطاع قد يغير وجه الأجهزة تمامًا، خاصة مع مشاريع أوبن إيه آي الجديدة بالشراكة مع جوني آيف التي قد تحول التفاعل بعيدًا عن الهواتف التقليدية. يؤكد الخبراء أن أبل لا تزال تملك مجالًا للمنافسة، إذا أدخلت سيري الجديد بكفاءة خالية من العيوب.