إنجاز تاريخي.. كاميرا مسبار ناسا تلتقط 100 ألف صورة لسطح المريخ

صور HiRISE للمريخ وصلت إلى رقم مذهل يبلغ مئة ألف صورة، كما أعلنت وكالة ناسا في آخر تحديثاتها، وهذا الإنجاز يمثل نتاج عقود من الرصد الدقيق باستخدام كاميرا الدقة العالية المركبة على مسبار استطلاع المريخ المداري؛ تظهر الصورة الـ100 ألف تفاصيل حادة لهضاب وعرة وتلال رملية في سيرتيس ماجور، المنطقة التي تقع على مسافة نحو 80 كيلومتر جنوب شرق فوهة جيزيرو حيث يجري مسبار بيرسيفيرانس عملياته الأرضية الميدانية.

كيف تعكس صور HiRISE للمريخ التغيرات الجيولوجية

تُقدم صور HiRISE للمريخ إمكانيات واسعة لفهم تشكل السطح الكوكبي، حيث يتمكن الباحثون من مراقبة كيفية تأثير الرياح في نحت الكثبان الرملية وترسيب الطبقات الترابية عبر السهول الشاسعة؛ أكد خبراء ناسا أن هذه الملاحظات تضيء على التحولات الجيولوجية في مناطق مثل سيرتيس ماجور، قرب مواقع الدراسات الاستكشافية الرئيسية، وقد انطلق المسبار إلى مساره حول المريخ عام 2006 ليغطي مهمات تتعلق بآثار المياه العتيقة ودراسة الغلاف الجوي والمواد السطحية بدقة تفوق حجم طاولة مكتبية صغيرة، وبهذا الشكل تتحول صور HiRISE للمريخ من مجرد لقطات بصرية إلى أدوات أساسية في رسم خرائط مفصلة تساعد في توفير أمان المهمات القادمة وتعزيز المعرفة العلمية العامة.

دعم صور HiRISE للمريخ للجهود الاستكشافية الممتدة

تشمل صور HiRISE للمريخ تغطية شاملة للمعالم الطبيعية المتنوعة، مثل الحفر الناتجة عن الاصطدامات النجمية والرواسب الجليدية والتلال الرملية المتحركة، بالإضافة إلى تقييم المناطق الآمنة للهبوط المستقبلي؛ يعتمد العلماء عليها لبناء صورة أكثر وضوحًا عن سيرورة تطور المريخ جيولوجيًا، مما يمهد الطريق أمام بعثات بشرية محتملة في الفترة المقبلة كما أشارت ناسا في بيانها الرسمي، وعلى الرغم من أن مسبار استطلاع المريخ المداري قد تجاوز 18 عامًا من التشغيل، إلا أنه يتبع خطى مسبار مارس أوديسي الذي يتجاوز 22 عامًا منذ إطلاقه في أكتوبر 2001 لمراقبة الجو والسطوح؛ تندمج هذه المساعي ضمن إطار تعاون دولي أوسع، حيث تربط صور HiRISE للمريخ البيانات من المهام المختلفة لتشكيل نظرة متكاملة ومفيدة.

المهام الجارية حول المريخ وتكامل مساهمات الصور

يحيط بالمريخ تسع مركبات فضائية نشطة حاليًا، مما يعبر عن الاهتمام الدولي المتسارع بأسراره، ولتوضيح التوزيع الرئيسي للجهود، إليك نظرة على المهام البارزة التي تعمل في الوقت الحالي:

  • مسبار استطلاع المريخ المداري يوفر تصويرًا فائق الدقة ويبحث عن بقايا مائية تاريخية.
  • مسبار مارس أوديسي يتابع الغلاف الجوي والمستويات الإشعاعية منذ عام 2001.
  • مسبار كيوريوسيتي يدرس السطح بحثًا عن إشارات حياة قديمة.
  • مسبار بيرسيفيرانس يجمع عينات قرب فوهة جيزيرو لإرجاعها يومًا إلى الأرض.
  • مسبار مافن يحلل فقدان الغلاف الجوي عبر العصور.
  • مسبار مارس إكسبريس الأوروبي يرصد التراكيب الجيولوجية والتحولات الجوية.
  • مسبار إكسومارس الأوروبي يقيس الغازات الدقيقة في الغلاف الجوي.
  • مسبار تيان وين 1 الصيني يحصد بيانات سطحية وجوية شاملة.
  • مهمة الأمل الإماراتية ترصد حركات الغلاف الجوي بدقة.

تدعم هذه الشبكة المتنوعة بعضها البعض، مستفيدة من صور HiRISE للمريخ لربط الملاحظات الأرضية بالتطورات السطحية الكوكبية؛ لمقارنة بين بعض المسابير الرئيسية من حيث المدة التشغيلية، يلخص الجدول التالي الفرق الزمني:

المركبة مدة الخدمة
مسبار استطلاع المريخ المداري منذ 2006
مسبار مارس أوديسي منذ 2001
مسبار كيوريوسيتي منذ 2012
مسبار بيرسيفيرانس منذ 2021

يبرز هذا الإنجاز المتواصل التقدم في العلوم الفضائية، ويفتح آفاقًا لكشوفات إضافية تعمق فهمنا للكوكب الأحمر.