فيلم الست يجسد حياة أم كلثوم ويثير حماس رواد التواصل

فيلم الست يثير موجة من النقاشات الحامية على منصات التواصل الاجتماعي بعد أيام قليلة من عرضه في صالات السينما المصرية، حيث يقدم قصة حياة المطربة أم كلثوم من خلال سيناريو أحمد مراد وإخراج مروان حامد، وبطولة نجوم مثل أحمد خالد صالح وسيد رجب وعمرو سعد وأحمد داود، مع مشاركات شرف من كريم عبد العزيز وأحمد حلمي ونيللي كريم، وتجسيد منى زكي لدور كوكب الشرق الذي أثار آراء متضاربة بين الجماهير.

كيف جسدت منى زكي شخصية أم كلثوم في فيلم الست

منى زكي تتقمص دور أم كلثوم بأسلوب يمزج بين الدقة التاريخية والتعبير الفني، مما أثار إعجاب بعض النقاد والمشاهدين الذين رأوا في أدائها لمسة شخصية مميزة؛ فالشاعرة الكويتية أفراح الصباح، على سبيل المثال، أشادت به عبر تويتر قائلة إنه يحمل بصمة زكي مع جوهر كلثومي أصيل. ومع ذلك، لم يخلُ الأمر من جدل حول ما إذا كانت هذه التجسيد يليق بالأيقونة التي عُرفت بصوتها الذي سحر ملايين الجماهير عبر العالم العربي، خاصة مع التركيز على جوانب حياتها الشخصية والفنية في سياقات تاريخية حساسة مثل الحروب والمناسبات الاجتماعية. يعتمد فيلم الست على تقنيات حديثة في التصوير لإعادة بناء تلك الفترة، مما يجعله يبرز كمحاولة معاصرة لاستكشاف تراثها دون الوقوع في فخ الروايات التقليدية.

الانتقادات الرئيسية تجاه تصوير فيلم الست لحياة الست

أثار فيلم الست انتقادات لاذعة من بعض الرموز الفنية، مثل الفنان محمد صبحي الذي وصف تصوير الشخصية الرئيسية بأنها تبدو بخيلة، وهو ما يتعارض مع صورة الكرم التي تركتها أم كلثوم في الذاكرة الجماعية؛ ردًا على ذلك، نفى كاتب الفيلم أحمد مراد مثل هذه الادعاءات، موضحًا أن العمل يبرز كرمها من خلال حفلاتها في مسارح عالمية لدعم المجهود الحربي بعد نكسة 1967، كما حدث في مسرح الأولمبيا بباريس. في الوقت نفسه، أكدت ليلى وهبي يوسف أن نجاح أي إنتاج فني يعتمد كليًا على استقبال الجمهور، مما يعكس ديناميكية الجدل الذي يحيط بفيلم الست ويجعله محور نقاشات واسعة حول كيفية تمثيل الشخصيات التاريخية في السينما المعاصرة.

مقارنة فيلم الست بمحاولات سابقة لسرد حياة أم كلثوم

يأتي فيلم الست ضمن سلسلة من الأعمال الدرامية التي حاولت الاقتراب من سيرة أم كلثوم، لكنه يتميز بلغة بصرية حديثة تبتعد عن النهج التقليدي؛ فالمسلسل الشهير عام 1999 بطولة صابرين، الذي أخرجته إنعام محمد علي، يظل الأكثر تأثيرًا بسبب تفصيله الدقيق لمسيرتها الفنية وحضوره الواسع في الذاكرة العربية، حيث أقنع الكثيرين بأن صابرين هي الأقرب إلى “الست” في كل محاولات السير الذاتية. رأت بعض الآراء، مثل تلك لمنال العيسوي، أن صابرين تفوقت على منى زكي في الإقناع، بينما يرى آخرون كشريف عثمان أن لا أحد يمكنه تجسيد كلثوم كما كانت، لأن شخصيتها فريدة لا تقبل التقليد. أما الأفلام الأقدم مثل “فاطمة” عام 1947 الذي شاركت فيه بنفسها، فكانت تركز على مراحل محددة دون سيرة كاملة، وقد أنتجت العديد من الوثائقيات التلفزيونية والأفلام الأخرى صورًا جزئية، بينما فشل فيلم “كوكب الشرق” عام 1999 في تحقيق الانتظارات رغم بطولة فردوس عبد الحميد.

لتوضيح الاختلافات بين هذه الأعمال، إليك جدولًا يلخص بعض النقاط الرئيسية:

العمل السنة والممثلة الرئيسية
فيلم الست 2025، منى زكي
مسلسل أم كلثوم 1999، صابرين
فيلم فاطمة 1947، أم كلثوم نفسها
فيلم كوكب الشرق 1999، فردوس عبد الحميد

ومن أبرز جوانب سيرة أم كلثوم التي يتناولها فيلم الست، بدايتها في عام 1904 حيث أظهرت موهبة مبكرة بالغناء في المناسبات الريفية مع والدها، ثم تطور مسيرتها إلى حفلات إذاعية شهرية لثلاثة عقود بلغت فيها ملايين المستمعين في الشرق الأوسط؛ غنت قصائد لأبو فراس الحمداني وعمر الخيام، ودعمت الوطن بحفلات مثل تلك في باريس بعد 1967. وفي الختام الدرامي، يذكر الفيلم جنازتها العسكرية عام 1975 التي شهدت إقبالًا هائلًا، مما يعيد إحياء إرثها في سياق سينمائي يجمع بين التراث والحداثة.

  • ولادة أم كلثوم عام 1904 وبداية الغناء في الموالد الريفية.
  • تطور مسيرتها الفنية خلال عقود مع التركيز على الحفلات الإذاعية الشهرية.
  • غناء قصائد شعرية لشعراء كبار مثل أبو فراس وعمر الخيام.
  • دعم المجهود الحربي بحفلات عالمية بعد هزيمة 1967.
  • وفاتها عام 1975 وجنازة عسكرية حضرها جماهير غفيرة.

يظل فيلم الست خطوة مهمة في إعادة قراءة تاريخ أم كلثوم، معتمدًا على تفاصيل تاريخية دقيقة تجعل الجدل حوله يعكس حب الجمهور لتراثها الغنائي الخالد.