تسريبات تكشف توترًا خفيًا بين السعودية والإمارات في اليمن

الانسحاب السعودي في اليمن يمثل حدثاً مفاجئاً يعيد رسم التحالفات الإقليمية، حيث تراجعت القوات المدعومة من الرياض عن مناطق نفوذها في الشرق اليمني خلال أقل من يومين، أمام التقدم الإماراتي المدعوم للمجلس الانتقالي الجنوبي؛ هذا الانسحاب الأول من نوعه يثير تساؤلات حول مستقبل الوحدة اليمنية، مع تسريبات تكشف عن خلافات عميقة بين الحلفاء العرب.

ما الذي دفع للانسحاب السعودي في اليمن؟

تسريبات من اتصالات رسمية، نشرها موقع متخصص في الأخبار السرية، تبرز القلق السعودي المتزايد من تمسك المجلس الانتقالي الجنوبي بسيطرته على المحافظات الشرقية مثل حضرموت والمهرة، رغم الضغوط المتكررة للتراجع؛ شيخ قبلي من المنطقة يصف كيف تلاشى نفوذ عائلته تدريجياً، مع ظهور رموز سياسية غريبة على أراضٍ تاريخية، بينما يسيطر الإماراتيون على حقول النفط والموانئ الرئيسية، مما يهدد التوازنات المحلية ويجبر الرياض على الانسحاب لتجنب تصعيد مباشر.

كيف يعمق النفوذ الإماراتي الخلافات في اليمن؟

يأتي هذا الانسحاب السعودي في اليمن كعلامة على توترات متراكمة في التحالف العربي الذي دام سبع سنوات، حيث يتوسع المجلس الانتقالي بسرعة في المناطق الشرقية بعد تخطيط دقيق من أبوظبي التي ترى فيها فرصة استراتيجية حيوية؛ التقارير السعودية تصف النهج الإماراتي بأنه يزعزع الأمن ويعيق الجهود الإعادة بناء، بينما يعتمد على إنشاء هياكل إدارية وأمنية موازية، حتى في الشؤون الدينية، مما يمهد لانفصال فعلي؛ تاجر محلي من الساحل يروي تغييرات سريعة في السيطرة على الموانئ، مصحوبة بحركة عسكرية مكثفة، ومحلل خليجي ينبه إلى أن هذا الصدام قد ينتشر إلى دول أخرى مثل السودان، مشبهاً إياه بانقسامات سابقة أدت إلى تفكك الدول.

عواقب الانسحاب السعودي في اليمن على الاستقرار الإقليمي

تراجع السعودية يعكس رغبتها في تجنب صراع داخلي بين حلفائها، لكنه يفاقم التشرذم في اليمن حيث يملأ المجلس الانتقالي الفراغ بمزيد من التقسيمات؛ هذا ليس سوى عرض لصدام أعمق بين رؤيتين إقليميتين، إحداهما تحمي الوحدة اليمنية رغم هشاشتها، والأخرى تفضل التفتيت لأغراض جيوسياسية دون النظر إلى الخسائر الإنسانية؛ الجنوب يتحول إلى ساحة تنافسية مع سلطات متعددة، تشبه في ذلك لعبة شطرنج إقليمية، ويمتد التباين إلى مناطق أخرى، مما يهدد الاستقرار الكلي إذا لم يُعالج عاجلاً.

في هذا السياق، يمكن تتبع التوسع الإماراتي من خلال خطوات محددة:

  • التخطيط السري لأشهر لتعزيز الوجود في حضرموت.
  • دعم المجلس الانتقالي بمعدات عسكرية متقدمة.
  • إقامة إدارات محلية موازية للسيطرة على الموارد.
  • تنسيق مع قوى قبلية لتوسيع النفوذ الشرقي.
  • استخدام الدعاية لتبرير التقدم كحماية استراتيجية.

لتوضيح الرؤى المتناقضة، إليك مقارنة بسيطة:

الرؤية السعودية الرؤية الإماراتية
الحفاظ على الوحدة اليمنية دعم اللامركزية والانفصال
تجنب التصعيد المباشر التوسع السريع في الموارد

القوى الدولية بحاجة إلى تدخل فوري لإيقاف الانهيار، قبل أن يصبح اليمن مجرد صفحة تاريخية مليئة بالأسف.