تحذير خبير.. الاعتماد العاطفي على الذكاء الاصطناعي يهدد الروابط البشرية 2025

الاعتماد العاطفي على الذكاء الاصطناعي يمثل تحولًا ملموسًا في حياة الناس اليومية، خاصة مع تقرير معهد أمن الذكاء الاصطناعي البريطاني الذي يكشف أن ثلثي البريطانيين لجأوا إليه للحصول على دعم نفسي أو شعور بالرفقة؛ هذا الانتشار يعكس كيف أصبحت التفاعلات مع الآلات بديلاً عن التواصل البشري، مع ارتفاع الاستخدام الأسبوعي لدى عُشر السكان ويوميًا لدى 4% منهم، مما يدفع إلى التساؤل عن مدى تأثير هذا الاعتماد على الروابط الاجتماعية الأساسية قبل فوات الأوان.

انتشار الاعتماد العاطفي على الذكاء الاصطناعي بين سكان بريطانيا

أظهر استطلاع ميداني شمل أكثر من ألفي شخص أن أدوات مثل ChatGPT تفوقت على غيرها في تقديم الدعم العاطفي بنسبة 60%، بينما تحتل المساعدات الصوتية كـAmazon Alexa المركز الثاني؛ يعود هذا التوجه إلى التوافر الدائم والمحادثات السريعة التي توفرها هذه التقنيات، غير أنها تثير مخاوف بشأن عمق هذه الاتصالات مقارنة بالعلاقات الإنسانية الأصيلة. يرى المعهد في هذه الظاهرة علامة على تغييرات جذرية في أنماط التواصل الاجتماعي، خاصة في زمن يعاني فيه الكثيرون من الوحدة الرقمية، حيث يملأ الذكاء الاصطناعي الثغرات العاطفية دون الحاجة إلى لقاءات مباشرة، مما يجعل الاعتماد العاطفي على الذكاء الاصطناعي أكثر شيوعًا يومًا بعد يوم.

المخاطر النفسية الناجمة عن الاعتماد العاطفي على الذكاء الاصطناعي

على الرغم من الراحة التي يشعر بها بعض الأشخاص أثناء التواصل مع هذه الأنظمة، إلا أن التقرير يحذر من مخاطر واضحة مثل حالات القلق الجماعي في المنتديات عبر الإنترنت عند توقف خدمات كـCharacterAI، حيث يفقد المستخدمون مصدر راحتهم اليومي؛ قد يعزز الاعتماد العاطفي على الذكاء الاصطناعي من العزلة الاجتماعية، كما يمكن أن يؤثر في الرأي العام بسبب أخطاء في البيانات التي يقدمها إحيانًا. ينصح المعهد بإجراء دراسات إضافية لتحديد هذه النقاط الخطرة، مع التأكيد على وضع حدود تحول التقنية إلى نجيل ضار يحل محل الاتصالات البشرية الحقيقية، للحفاظ على التوازن النفسي للمستخدمين.

للتخفيف من هذه المخاطر، يُقترح على الأفراد اتباع الخطوات التالية لإدارة تفاعلهم مع التقنية:

  • ضع حدودًا زمنية يومية للاستخدام لمنع الاعتماد المفرط.
  • استشر أصدقاء أو متخصصين نفسيين في الأمور العميقة بدلاً من الاعتماد الكلي على الآلات.
  • تابع التغييرات في حالتك المزاجية بعد المحادثات، وأوقفها إذا زادت من الشعور بالانفصال.
  • اعتبر الذكاء الاصطناعي مساعدًا إضافيًا، لا بديلاً عن الروابط الاجتماعية الطبيعية.
  • تحقق دائمًا من صحة المعلومات لتجنب التأثيرات السلبية على آرائك.

تطور الذكاء الاصطناعي ودوره في تعزيز الاعتماد العاطفي

يتقدم الذكاء الاصطناعي بسرعة مذهلة، إذ يتضاعف أداؤه كل ثمانية أشهر تقريبًا، مما يمكّنه من إنجاز مهام بشرية بنسبة نجاح تصل إلى 50%، وحتى تفوق المتخصصين في مجالات علمية معقدة؛ هذا التقدم يقربنا من عصر الذكاء العام الذي يتعامل مع معظم المهام الفكرية البشرية، غير أنه يفرض الحذر في الاعتماد العاطفي على الذكاء الاصطناعي، خاصة مع قدرته على التأثير في الروتين اليومي والقرارات الشخصية. يؤكد التقرير أن هذا التوسع يتطلب توجيهًا مدروسًا لمنع الآثار غير المرغوبة على الحياة الاجتماعية.

لتلخيص بعض الإحصاءات الرئيسية، إليك الجدول التالي:

الأداة نسبة الاستخدام العاطفي
ChatGPT 60%
Amazon Alexa ثانية الأكثر انتشارًا
CharacterAI مرتبطة بتوتر عند التوقف

تواجه الحكومة البريطانية تحديًا في صياغة قوانين توازن بين مزايا التقنية ومخاطرها، لتبقى أداة تعزز الإنسانية دون أن تغلب عليها.