عادة يومية خاطئة تسبب فشل كلوي.. دينا الشربيني تتبعها في مسلسل لا ترد ولا تستبدل

الإفراط في تناول مسكنات الألم يمثل خطراً خفياً يهدد الصحة العامة، خاصة بعد ظهور شخصية دينا الشربيني في مسلسل “لا ترد ولا تستبدل”، حيث تجسد مرشدة سياحية تعاني من فشل كلوي ناتج عن هذه العادة الخاطئة. جذب هذا المشهد انتباه الجمهور إلى مخاطر الاعتماد اليومي على هذه الأدوية دون إشراف طبي، مما يعكس واقعاً ينتشر في مجتمعاتنا. وفي تصريح لجريدة “الوطن”، أكد الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن هذه الظاهرة أصبحت تحدياً عالمياً بسبب توافر المسكنات بسهولة وانتشار ثقافة العلاج الذاتي.

كيف أثر الإفراط في مسكنات الألم على شخصية الدراما؟

في مسلسل “لا ترد ولا تستبدل”، تظهر دينا الشربيني كامرأة نشيطة في مهنتها السياحية، لكنها تواجه كارثة صحية بسبب الإفراط في تناول مسكنات الألم للتعامل مع الضغوط اليومية؛ هذا التصوير يبرز كيف يتحول الاستخدام العرضي إلى إدمان يدمر الأعضاء الحيوية. أثار المسلسل نقاشاً واسعاً بين المشاهدين، الذين بدأوا يتساءلون عن تجاربهم الشخصية مع هذه الأدوية، خاصة أنها غالباً ما تبدو حلاً سريعاً لآلام الصداع أو الإرهاق. ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن هذا الاعتماد يفوق الفوائد المؤقتة، إذ يؤدي إلى تراكم الضرر داخل الجسم دون إدراك فوري. الدكتور بدران شدد على أن تحول هذه المسكنات من علاج طارئ إلى روتين يومي يعزز من انتشار المضاعفات، مثل تلف الكلى والكبد والجهاز الهضمي، بالإضافة إلى إضعاف الجهاز المناعي بشكل عام، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للأمراض المزمنة.

ما هي آليات تأثير المسكنات على وظائف الكلى؟

يؤثر الإفراط في تناول مسكنات الألم مباشرة على الكلى من خلال تثبيط إنتاج المواد التي توسع الشرايين الدقيقة داخلها، مما يقلل تدريجياً من معدل الترشيح الكبيبي؛ هذا الضعف يزيد من الضغط على الخلايا الكلوية، ويحفز الإجهاد التأكسدي الذي يؤدي إلى التهاب مزمن في الأنسجة الخلالية. نتيجة لذلك، يتعطل توازن الإلكتروليتات مثل الصوديوم والبوتاسيوم، ويصعب على الكلى التعامل مع حالات الجفاف أو انخفاض ضغط الدم، حيث تفقد قدرتها على الحفاظ على التوازن السائلي. وفقاً للدكتور بدران، هذه التغييرات تبدأ صامتة لكنها تتسارع مع الاستمرار، مما يفتح الباب أمام الفشل الكلوي الحاد أو المزمن، ويجعل الكشف المبكر أمراً حاسماً لتجنب الوصول إلى مراحل متقدمة تحتاج تدخلاً طبياً مكثفاً. ينصح المتخصصون بمراقبة الجرعات بدقة، مع الالتزام بفحوصات دورية للكلى إذا كان الاستخدام مستمراً.

من هم الأكثر عرضة لمخاطر الإفراط في هذه الأدوية؟

تتنوع الفئات المتضررة من الإفراط في تناول مسكنات الألم، ويشمل ذلك من يعانون أمراضاً أساسية تجعل كلاهما أكثر حساسية؛ إليك نظرة على أبرزها في قائمة مبسطة:

  • مرضى ارتفاع ضغط الدم، الذين يواجهون صعوبة في السيطرة على الضغط بسبب التأثير الإضافي على الأوعية الكلوية.
  • مرضى السكري، حيث يتفاقم تلف الأوعية الدموية الصغيرة في الكلى مع الاستخدام المفرط.
  • كبار السن، الذين تكون وظائف كلاهما أقل كفاءة طبيعياً، مما يسرع الضرر.
  • مرضى القصور الكلوي الخفيف أو المزمن، إذ يعيق الإفراط أي تحسن محتمل في الحالة.
  • مرضى القلب وفشل القلب، الذين يزداد عندهم خطر الالتهابات المتعددة للأعضاء.
  • من يعانون من الجفاف أو قلة شرب السوائل، حيث يفاقم ذلك اضطراب التوازن الإلكتروليتي.

لتوضيح المخاطر الرئيسية، إليك جدولاً يلخص التأثيرات الشائعة:

التأثير الوصف المختصر
تلف الكلى انخفاض الترشيح و التهاب مزمن.
ضعف المناعة زيادة الإجهاد التأكسدي و الاضطرابات.
مشكلات هضمية تهيج المعدة و النزيف المحتمل.

يبقى الوعي بهذه المخاطر خطوة أساسية للحفاظ على الصحة، خاصة في ظل الضغوط الحياتية اليومية التي تدفع نحو الاعتماد على المسكنات.