شائعة رقم هاتف الإمام الحسين.. بيع مقابل 50 دولارًا و”النهار” تتحقق

فيديو مزيف رقم هاتف الإمام الحسين يثير جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يظهر رجل دين شيعي يقدم رقماً مزعوماً للإمام مقابل 50 دولاراً، مما يدفع الكثيرين إلى الاعتقاد بأنه حدث حقيقي يسخر من المعتقدات الدينية. لكن التحقيقات تكشف أن هذا المقطع مصنوع بالكامل عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويأتي في سياق حملات تضليلية تستهدف الرموز الطائفية في العراق، مستغلة سرعة الانتشار لإثارة الفتنة دون أساس واقعي.

كيف يميز الذكاء الاصطناعي في فيديو مزيف رقم هاتف الإمام الحسين؟

عند فحص المقطع بعناية، تبرز عدة دلائل على اختلاقه، بدءاً من الصوت الذي يفتقر إلى الطبيعية في النبرة، حيث يبدو آلياً وغير متناسق مع حركات الشفاه. كما أن اليدين والأوراق المستخدمة في تسليم الرقم تظهر تشوهات واضحة، مثل الظهور والاختفاء السريع، وهي سمات شائعة في الإنتاج الرقمي غير المتقن. هذه العيوب غالباً ما تكون ناتجة عن خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي لا تستطيع محاكاة الحركات البشرية بدقة تامة، خاصة في الإضاءة المتغيرة أو الزوايا المعقدة. وفي الجزء السفلي من الفيديو، تظهر علامة “AI-generated” بوضوح، مما يؤكد مصدره الاصطناعي قبل أي تحليل إضافي. هذا النوع من الإشارات أصبح أكثر شيوعاً على المنصات لتمييز المحتوى المزيف، إلا أن الكثيرين يتجاهلونها وسط اندفاع المشاركة السريع.

مصدر الفيديو المزيف ودوره في الانتشار الطائفي

تتبع المعرف المضمن في المقطع يؤدي إلى حساب على تيك توك يدعى “منوعات”، نشر الفيديو في 22 ديسمبر 2025، ويركز على إنتاج مواد مولدة بالذكاء الاصطناعي ذات طابع طائفي مثير للجدل. على المنصة نفسها، أضافت تيك توك تحذيراً يفيد بأن المحتوى مصنوع بالكامل عبر الذكاء الاصطناعي، مما ينفي أي مصداقية له. هذا الحساب يعتمد على صيغة مشابهة لجذب التفاعلات، مستفيداً من الاهتمام بالمواضيع الدينية الحساسة في العراق. الانتشار الواسع يأتي من صفحات أخرى على فيسبوك وتويتر، حيث يُعاد نشره كـ”حدث حقيقي” ليصل إلى ملايين المشاهدات في أيام قليلة، مما يعكس كيف يُستخدم هذا النوع من الفيديوهات لتعزيز الاستقطاب الطائفي دون مساءلة فورية.

تأثير فيديوهات مثل هذه على التوترات الطائفية في العراق

في بيئة اجتماعية مشحونة، يلعب مثل هذا الفيديو دوراً في تعميق الشقوق بين الطوائف، خاصة مع تطور أدوات الذكاء الاصطناعي التي تجعل التمييز بين الواقع والخيال أصعب. يستهدف هذه المقاطع الرموز الدينية لإثارة الاستهزاء أو الغضب، مستفيداً من السياقات السياسية أو الدينية الحساسة لتحقيق انتشار سريع. وفي العراق، حيث شهدت سنوات مضت مثل 2007 أحداثاً طائفية دامية، تعيد هذه الحملات إحياء الذكريات المؤلمة دون تدخل حكومي فعال. مؤخراً، أثار فيديو آخر لشاعر شعبي يدعى علي نعيم الدراجي هجوماً على الصحابة خلال محفل، مما أدى إلى احتجاجات ودعاوى قضائية من المحامين، بالإضافة إلى استنكار من الوقف السني. وتدخلت لجنة المحتوى الهابط بوزارة الداخلية لفرض إجراءات قانونية بتهمة الإساءة للرموز الدينية، وانتهى الأمر بإفراج عنه بكفالة مالية بعد توقيف قصير. هذه الحوادث تكشف عن نمط متكرر يستغل الدين لأغراض التفاعل، مما يهدد التماسك الاجتماعي.

للكشف عن مثل هذه الفيديوهات، يمكن اتباع خطوات بسيطة للتحقق السريع:

  • فحص الصوت والحركات للكشف عن التناقضات الآلية.
  • البحث عن علامات مثل “AI-generated” في الجزء السفلي.
  • تتبع المصدر الأصلي عبر المنصات الرئيسية.
  • التحقق من السياق الطائفي أو الزمني للانتشار.
  • استخدام أدوات التحليل الرقمي للصور والفيديو.
عنصر في الفيديو دليل على الاختلاق
الصوت نبرة غير طبيعية وغير متزامنة مع الشفاه.
الحركات تشوهات في اليدين والأوراق غير منطقية.
العلامة إشارة واضحة للذكاء الاصطناعي في الأسفل.

مع تزايد هذه الحملات، يظل الوعي الفردي أمراً حاسماً لمواجهة التضليل الذي يهدد السلام الاجتماعي، فالالتزام بالتحقق يحمي المجتمع من الوقوع في فخ الاستفزاز الرقمي.