تحذير صحي جديد: النوم بجانب الهاتف يثير مخاطر طويلة الأمد

النوم بجانب الهاتف المحمول يثير قلقًا متزايدًا بين السلطات الصحية، خاصة بعد تحذير صادر عن وزارة الصحة العامة في كاليفورنيا الذي يشير إلى ارتفاع مستويات التعرض لإشعاع الترددات الراديوية أثناء الليل، مما قد يعزز من مخاطر صحية طويلة الأمد مثل الإصابة بسرطان الدماغ أو اضطرابات الخصوبة، بالإضافة إلى ضعف القدرة على التركيز والذاكرة مع مرور الوقت، وذلك بسبب القرب الدائم من الجهاز أثناء الراحة.

طبيعة الإشعاع من الهواتف وتأثيره أثناء النوم بجانب الهاتف المحمول

تصدر الهواتف المحمولة إشعاعًا غير مؤين يختلف جذريًا عن الأشعة السينية أو فوق البنفسجية، فهو لا يسبب تلفًا مباشرًا للحمض النووي داخل الخلايا، لكنه قادر على تسخين الأنسجة الجسمية عند التعرض المستمر، وهو ما يحدث بشكل أكبر أثناء النوم بجانب الهاتف المحمول حيث يبقى الجهاز قريبًا من الجسم لساعات طويلة، مما يجعل الجسم عرضة لتأثيرات تراكمية غير مرئية في البداية، ويزداد هذا الإشعاع عندما يقترب الهاتف من أبراج الاتصال أو أثناء تشغيل تطبيقات تستهلك بيانات كثيرة مثل مشاهدة الفيديوهات أو تحميل الملفات الكبيرة، ففي هذه الحالات يعمل الجهاز بكفاءة أعلى ويصدر طاقة أكبر، مما يعمق القلق حول الروتين اليومي الذي يتضمن الاحتفاظ بالهاتف تحت الوسادة أو على الطاولة المجاورة للسرير.

فئات الأشخاص الأكثر تأثرًا بالنوم بجانب الهاتف المحمول

يبرز الخبراء أن الأطفال والمراهقين يواجهون مخاطر أعلى بكثير عند النوم بجانب الهاتف المحمول، إذ تكون أدمغتهم وأجهزتهم العصبية في مراحل تطور حيوية، فهم يمتصون كميات أكبر من الإشعاع نسبيًا إلى حجم أجسامهم الصغيرة، مما قد يؤثر على نموهم المعرفي والجسدي على المدى الطويل، وفي حين أن البالغين أقل عرضة نسبيًا، إلا أن التعرض المزمن يظل مصدر قلق، خاصة مع انتشار عادة وضع الهاتف في الجيب أو بجانب الرأس أثناء الراحة، وقد أشارت الدراسات إلى روابط محتملة بين هذا النوع من الإشعاع والاضطرابات السلوكية لدى الشباب، مما يدفع الجهات الرسمية إلى التأكيد على ضرورة مراقبة هذه العادات في الأسر.

المخاطر الصحية التأثيرات المحتملة
سرطان الدماغ احتمالية متزايدة طويلة الأمد
مشكلات الخصوبة تأثيرات على الجهاز التناسلي
ضعف التركيز والذاكرة اضطرابات معرفية تدريجية

خطوات عملية لتقليل مخاطر النوم بجانب الهاتف المحمول

للحد من هذه المخاطر دون التخلي عن استخدام الهواتف اليومي، أوصت السلطات الصحية باتباع إجراءات سهلة التطبيق، وفيما يلي بعض الخطوات الرئيسية التي يمكن دمجها في الروتين اليومي:

  • ابتعد بالهاتف عن الجسم قدر الإمكان، مثل وضعه في حقيبة أو على سطح بعيد بدلاً من الجيب أو تحت الوسادة.
  • قلل من الاعتماد على البيانات الكبيرة، خاصة أثناء الراحة، مثل تجنب بث الفيديوهات الطويلة قبل النوم.
  • أبقِ الهاتف خارج السرير تمامًا ليلاً، وفعّل وضع الطائرة إذا لم يكن هناك حاجة للاتصال.
  • استخدم سماعات سلكية أو لاسلكية لإجراء المكالمات، مما يبعد الجهاز عن الرأس، وتجنب الإكسسوارات التي تُروَّج كحاجبة للإشعاع لأنها قد تعزز الإشارات.
  • حدد أوقاتًا معينة لفحص الرسائل قبل النوم، لتشجيع عادات راحة أفضل.

يسعى هذا النهج إلى تعزيز السلامة دون إثارة هلع غير مبرر، حيث أكد المتخصصون أن التركيز ينصب على تبني سلوكيات حذرة في ظل الاعتماد الواسع على التكنولوجيا، فالنوم بجانب الهاتف المحمول أصبح جزءًا من الحياة اليومية، لكن تعديل العادات البسيط يمكن أن يقلل التعرض بشكل ملحوظ.