خبير تكنولوجيا يحذر: اختراق صامت يستهدف مليار هاتف ذكي

الاختراق الصامت يمثل تهديداً خطيراً يلوح في الأفق لأكثر من مليار جهاز أندرويد عالمياً، حيث حذر المهندس وليد عبد المقصود، الخبير في تكنولوجيا المعلومات، من أن هذه الهواتف قد تواجه نهايتها الأمنية بنهاية عام 2025 إذا لم يتم التعامل مع الثغرات المتراكمة. يأتي هذا التحذير في سياق انتشار الضعف أمام الاختراقات غير المرئية، خاصة للأجهزة التي تفتقر إلى الدعم التقني المنتظم، مما يجعل بيانات المستخدمين عرضة للسرقة السرية دون أي إنذار واضح.

أسباب انتشار الاختراق الصامت في هواتف أندرويد

يعتمد الاختراق الصامت على استغلال الثغرات الأمنية في الأجهزة القديمة؛ فالهواتف التي تعمل بنظام أندرويد إصدار 13 أو أقل، أو تلك التي لم تشهد تحديثات منذ سنتين إلى ثلاث، تصبح هدفاً سهلاً للمحتالين. خلال مداخلة هاتفية في برنامج “صباح الخير يا مصر”، أكد عبد المقصود أن هذه الأجهزة تفتقر إلى الطبقات الوقائية الحديثة، مما يسمح للمهاجمين بالتسلل عبر روابط مشبوهة بسيطة، مثل تلك التي تصل في الرسائل أو التطبيقات اليومية. يحدث الاختراق دون أي علامات فورية، حيث يقوم المتسلل باستخراج كلمات السر، الصور الشخصية، والبيانات المالية في الخلفية تماماً، مما يعرض خصوصية الملايين للخطر المباشر إذا انتشرت هذه الروابط الضارة عبر الشبكات الاجتماعية أو البريد الإلكتروني.

كيف تكتشف الاختراق الصامت قبل فوات الأوان

غالباً ما يتجاهل المستخدمون الإشارات الدقيقة التي تكشف عن وجود مشكلة؛ فمن أبرز العلامات نفاد باقة الإنترنت بسرعة غير متوقعة، وذلك لأن البرمجيات الضارة تسحب البيانات خلسة في الوضع الخامل. كما يلاحظ ارتفاع درجة حرارة الجهاز بشكل مفاجئ، حتى لو كان موضوعاً جانباً دون أي نشاط؛ هذا الاحترار ينشأ من عمليات التنزيل غير المرغوبة التي تجري في الخلفية. أما الظهور التلقائي للإعلانات أو التطبيقات والألعاب الجديدة دون أمر منك، فهو إشارة حمراء واضحة إلى أن الاختراق الصامت قد بدأ يسيطر على الجهاز، مما يتطلب تدخلاً فورياً لتجنب فقدان السيطرة الكاملة.

خطوات عملية لمواجهة الاختراق الصامت

للحفاظ على أمان بياناتك، ابدأ بتأمين حساب البريد الإلكتروني المرتبط بالنسخ الاحتياطي، فالتحقق من قوة كلمة السر يمنع التسريب الأولي. إذا اشتبهت في أي شيء، قم بنقل الملفات الهامة إلى جهاز خارجي آمن، ثم أعد ضبط الهاتف إلى إعدادات المصنع فوراً لإزالة أي برمجيات خبيثة. بالنسبة للهواتف القديمة جداً التي توقفت شركات التصنيع عن دعمها أمنياً، قد يكون الاستبدال بالجهاز الجديد الخيار الوحيد، إذ تفتقر هذه الأجهزة إلى التحديثات الوقائية المتقدمة. وفي جميع الحالات، تجنب الضغط على أي روابط تصل عبر واتساب أو الرسائل النصية، حتى من جهات مألوفة، فقد تكون هي نفسها تحت السيطرة الخارجية.

لتوضيح التحديثات الموصى بها، إليك جدولاً يلخص الإجراءات الأساسية:

أما بالنسبة للإجراءات الوقائية اليومية، فتشمل:

• فحص باقة الإنترنت بانتظام للكشف عن أي استنزاف غير مبرر.
• مراقبة درجة حرارة الجهاز أثناء الراحة لتحديد الأنشطة الخفية.
• حذف أي تطبيقات أو إعلانات تظهر فجأة دون تنزيل.
• استخدام برامج مضادة للفيروسات موثوقة لفحص الجهاز دورياً.
• انتظار التحديثات الرسمية فقط، وتجنب النسخ التجريبية التي قد تثقل البطارية أو تسبب مشاكل أخرى.

ينصح عبد المقصود بشدة بالالتزام بهذه الخطوات لتجنب المفاجآت، خاصة مع اقتراب نهاية الدعم للعديد من الأجهزة؛ فالوعي هو الدرع الأول ضد مثل هذه التهديدات التقنية. يُبث برنامج “صباح الخير يا مصر” يومياً على القناة الأولى المصرية في السابعة صباحاً، لمتابعة النصائح المباشرة من الخبراء.