إسرائيل تستدعي دبلوماسييها من الإمارات بحماية أمنية مشددة.. ما تفاصيل القرار؟

تلقى موظفو البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية في الإمارات أوامر بإخلاء مواقع عملهم والعودة إلى إسرائيل، في ظل تصاعد التوتر الأمني وتحذيرات صدرت عن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي؛ حيث شهدت الرحلة الدبلوماسية تغييرات غير مسبوقة تتعلق بالأمان داخل الدولة الخليجية. يأتي قرار الإخلاء بعد تحذير رسمي من نشاط متزايد لمنظمات مسلحة تسعى لاستهداف المصالح الإسرائيلية، خصوصًا على خلفية التصعيد الحاصل بقطاع غزة والذي امتد لأكثر من 21 شهرًا.

تفاصيل إخلاء البعثات الإسرائيلية في الإمارات وسط تحذيرات أمنية مشددة

أفادت قناة “كان” العبرية أن القرار شمل إخلاء شبه كامل للسفارة الإسرائيلية في أبوظبي، بما في ذلك السفير يوسي شلي، إضافة إلى القنصلية في دبي، وسط تعليمات أمنية غير مألوفة نُقلت للعاملين من وزارة الخارجية الإسرائيلية، وهو ما يعكس حجم التهديد الأمني الذي تواجهه البعثات هناك؛ ويرتبط التحذير بزيادة النشاطات العسكرية لمنظمات مسلحة تحاول التصعيد ضد إسرائيل بسبب الأوضاع الإنسانية والحرب المستمرة في غزة. وأوضح مجلس الأمن القومي الإسرائيلي احتمال تنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية ويهودية في الإمارات، خاصة خلال الأعياد اليهودية وعطلات نهاية الأسبوع، ما فرض تشديد الإجراءات الأمنية ورفع حالة التأهب في المنطقة.

إجراءات أمنية مشددة في الإمارات بناء على تحذيرات مجلس الأمن القومي الإسرائيلي

في توصياته، نصح مجلس الأمن القومي الإسرائيلي بتجنب السفر غير الضروري إلى الإمارات، والامتناع عن إظهار الرموز الدينية أو القومية اليهودية والإسرائيلية في الأماكن العامة؛ كما أكد على ضرورة تجنب دور العبادة والمؤسسات الإسرائيلية أو اليهودية هناك، مع التشديد على الإبلاغ الفوري عن أي نشاط أو حادث مريب للسلطات المحلية. هذه التحذيرات غير المسبوقة جاءت نتيجة تطورات أمنية خطيرة، انعكست على تحركات موظفي السفارة الذين اضطروا إلى تقليص نشاطاتهم واتباع تعليمات صارمة للحفاظ على سلامتهم، وسط أجواء من القلق المتزايد في الأوساط الدبلوماسية.

تداعيات قضية السفير الإسرائيلي في أبوظبي على العلاقات الثنائية والأمن الدبلوماسي في الإمارات

جاءت التطورات الأمنية متزامنة مع تقارير إعلامية كشفت عن تورط السفير الإسرائيلي في أبوظبي، يوسي شلي، في قضايا أخلاقية أثارت استياءً كبيرًا لدى السلطات الإماراتية؛ فقد أظهرت قناة 12 العبرية قيام المدراء في أبوظبي بتوجيه رسائل غير مباشرة لإسرائيل تطالب بإنهاء مهام شلي بعد تصرفات غير مقبولة في حانة برفقة إسرائيليين وإسرائيليات. وقد رفضت الإمارات دعوة السفير لأي اجتماعات خلال الفترة الماضية، مما زاد من الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لاستدعائه وعودته إلى تل أبيب، وهو ما يعكس حالة من التوتر السياسي والأمني المتداخل في طبيعة العلاقات بين البلدين، خاصة في ظل الأجواء المتوترة أمنياً.

توضح هذه الأحداث تصاعد التوتر الأمني والدبلوماسي الذي تعيشه البعثات الإسرائيلية في الإمارات، في سياق متشابك من قضايا أمنية وأخلاقية تؤثر على طبيعة التواجد الإسرائيلي في المنطقة، وسط دعوات لتوخي الحذر وتعزيز الإجراءات الاحترازية لضمان سلامة العاملين هناك. يبقى الموقف الرسمي الإماراتي غير معلن حتى الآن، مما يضيف غموضًا إلى المشهد المتغير.