“قرار قاس”.. استنكار بجنوب إفريقيا لوقف ترامب مساعدات مكافحة الإيدز

“قرار قاس”.. استنكار بجنوب إفريقيا لوقف ترامب مساعدات مكافحة الإيدز

كيب تاون/ الأناضول
استنكر مواطنون في جنوب إفريقيا قرار الإدارة الأمريكية بوقف مساعدات مكافحة مرض نقص المناعة البشرية “الإيدز”، محذرين من مشكلة كبيرة قد تنتقل للأجيال القادمة، في ظل مشاكل تمويل الرعاية الصحية للمصابين بهذا المرض.
وعبر مواطنون من جنوب إفريقيا التقتهم الأناضول عن رفضهم لقرار الولايات المتحدة بوقف المساعدات المالية لبلادهم بحجة أن أراضي المواطنين البيض ببلادهم يتم الاستيلاء عليها، وأشاروا إلى وجود عدد كبير من الأشخاص المصابين بفيروس الإيدز الذين لا يستطيعون الوصول إلى الرعاية المتخصصة.
– “على ترامب احترام سيادتنا”
وقال المواطن الجنوب إفريقي ديريك إن المستعمرين الأوروبيين “استولوا على أراضي السكان المحليين، لا سيما شعب الخوي وسان، أقدم شعوب المنطقة، بل وأخضعوهم للإبادة الجماعية، بدءا من القرن السابع عشر”.
وأبدى استنكاره لقرار الإدارة الأمريكية بوقف مساعدات مكافحة مرض “الإيدز” بحجة أن أراضي المواطنين البيض بجنوب إفريقيا يتم الاستيلاء عليها، وأضاف: “جنوب إفريقيا دولة ذات سيادة، وعلى دونالد ترامب أن يحترم ذلك”.
وأشار إلى أن جنوب إفريقيا، الغنية بالمعادن، تعاني من مشكلات خطيرة مثل البطالة الجماعية والفقر على نطاق واسع ومعدلات الجريمة المرتفعة.
ويشكل البيض أكثر من 8 بالمئة من سكان جنوب إفريقيا البالغ عددهم 63 مليون نسمة، وهم من بين الفئات الأكثر امتيازا من الناحية الاجتماعية والاقتصادية.
وتنتمي غالبية مجتمع البيض إلى مجموعة “الأفريكانرز”، وهم أحفاد المزارعين الهولنديين الذين استوطنوا البلاد خلال الحقبة الاستعمارية.
وبحلول عام 2025، يُقدر أن حوالي 44 ألف مزارع أبيض يملكون 61 بالمئة من الأراضي الزراعية البالغة مساحتها 100 مليون هكتار في جنوب إفريقيا.
وكان توزيع الأراضي على المزارعين السود أحد أولويات الحكومات المتعاقبة خلال العقود الثلاثة الماضية.
ورغم الانتقال إلى الحكم الديمقراطي عام 1994، فإن التقدم الذي تم إحرازه في هذا الملف كان بطيئا.
وفي محاولة لتسريع العملية، وقع الرئيس سيريل رامافوزا يناير/كانون الثاني الماضي على “قانون مصادرة الأراضي لعام 2024″، الذي يمنح الحكومة سلطة مصادرة الأراضي المملوكة للبيض دون تعويض.
وفي أعقاب هذا التوقيع، أصبح قرار الولايات المتحدة بوقف المساعدات المالية لجنوب أفريقيا مؤخرا أحد أهم الأولويات على أجندة البلاد.
– مصابون بالإيدز يفتقرون للرعاية
من جانبها، قالت فيوي، مواطنة جنوب إفريقية إنه “من المؤسف حقا أن ترامب نجح في وقف كل التمويل”.
واعتبرت أن إلغاء التمويل “له تأثير كبير على الرعاية الصحية الأسرية وعلى الجميع”.
وأضافت:”هناك أزمة تمويل ضخمة في البلاد وهي سيئة حقا. يحاول الناس العثور على دعم جديد للحصول على الرعاية الصحية”.
وأوضحت أن ثمة “كثيرا من الأشخاص المصابين بفيروس الإيدز في جنوب إفريقيا لا يستطيعون الوصول إلى الرعاية المتخصصة”.
– “قرار قاس”
من جهته، رأى موزون أن قرار ترامب بوقف التمويل لبرنامج مكافحة فيروس الإيدز “سبَّب مشكلة كبيرة”.
وقال: “لدينا أطفال يولدون وهم مصابون بفيروس نقص المناعة البشرية. لذا فإن الوقت سوف يخبرنا بما سيحدث”.
ووصف قرار ترامب بأنه كان “قاسيا جدا”، وتوقع أن يسبب مشاكل في النظام الصحي في جنوب إفريقيا.
وفور وصوله مجددا للبيب الأبيض، أمر ترامب بتعليق معظم برامج المساعدات الخارجية 3 أشهر كي يتسنّى تقييمها، وبينها خطة “بيبفار” .
و”بيبفار” هي مبادرة حكومية من الولايات المتحدة للتصدي للوباء العالمي لفيروس “الإيدز” والمساعدة في إنقاذ حياة المصابين بالمرض، أطلقها الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش عام 2003.
وتعد هذه الخطة أكبر برنامج صحي عالمي يركز على مرض واحد في التاريخ، تم تنفيذها عبر الوكالات الحكومية الأمريكية في أكثر من 50 دولة.
ونهاية يناير/ كانون الثاني الماضي، أظهرت مذكرة نشرت فحواها وسائل إعلام أمريكية أن أن إدارة ترامب تحركت أيضا لوقف إمدادات الأدوية المنقذة للحياة لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية والملاريا والسل، وكذلك الإمدادات الطبية للأطفال حديثي الولادة، في الدول التي تدعمها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مختلف أنحاء العالم.
وفي 8 فبراير/ شباط الجاري، أعلنت واشنطن أنها ستوقف المساعدات لجنوب إفريقيا، بذريعة “قانون مصادرة الأراضي لعام 2024″، إلى جانب دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، وعلاقاتها الوثيقة مع إيران.
وفي عام 2023، خصصت الولايات المتحدة الأمريكية نحو 440 مليون دولار كمساعدات لجنوب إفريقيا، وفقا للبيانات الرسمية.
وبحسب حكومة جنوب إفريقيا، فإنها لا تتلقى أي تمويل آخر من الولايات المتحدة، باستثناء “مساعدات خطة الرئيس الأمريكي الطارئة للإغاثة من الإيدز” (بيبفار)، التي تشكل 17 بالمئة من برنامجها لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز.

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم:

close